أفول نجم صانع النجوم عالم الفن يخسر سيمون أسمر
فقد لبنان والعالم العربي وعالم الفن بشكل عام، المخرج والفنان سيمون أسمر الملقب بـ”صانع النجوم”، الذي فارق الحياة في المستشفى بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ ٧٦ عامًا.
كانت حياته حافلة بالإبداع والتألّق والإنتاجية، هو الفنان الموهوب والمرهف الأحاسيس والمثقف.
وقد نعاه الكثير من الفنانين ومحبي الفن، معربين عن الأسف والحزن على رحيله، كما كتب وغرّد على مواقع التواصل الإجتماعي، العديد من الفنانين الذين ساهم في إطلاقهم كلمات رثاء معبّرة، ونحن بدورنا نعزّي عائلته ومحبيه.
سيمون أسمر من مواليد ٢ يناير ١٩٤٣. بعد إتمام دراساته الأساسية في مجال الفن والإلكترونيات وهندسة الصوت عام ١٩٦٠، تلقى دروسًا متخصّصة في إعداد الفنانين وفي إخراج البرامج .
تزوج في فبراير من العام ١٩٧٧ من ندى كريدي وله منها ثلاثة أولاد : وسيم وكريم وبشير .
مسيرة غنية
بدأ مسيرته من “تلفزيون لبنان” الحكومي بالتعاون مع مقدم البرامج رياض شرارة، وكانت إطلالته الأولى
إعتبارًا من عام ١٩٧٢ في برنامج العمر “ستديو الفن” الذي أنشأه وإستمر لعقود، ويعتبر مكتشف “النجوم” ومطلقها . قام خلال حياته المتسمة بالحيوية والشغف الفني، بإعداد وإخراج عشرات البرامج والمسابقات الترفيهية والثقافية على الشاشة الصغيرة، ومنها “باب الحظ” و”ليلة حظ” و”أهلا بهالطلة” … وأصبح لاحقًا مدير عام شركة “ستديو الفن” .
نجوم لامعة.. ساهم في إطلاقها
ساهم سيمون أسمر في إطلاق العديد من الفنانين والمشاهير، ولا سيما من خلال برنامج “ستديو الفن”، ومنهم :
ماجدة الرومي، وليد توفيق، راغب علامة، نوال الزغبي، إليسا، وائل كفوري، رامي عياش، فارس كرم، عاصي الحلاني، هيفا وهبي، ومايا دياب …
الجوائز التي نالها
حصل على أكثر من عشرين جائزة في لبنان وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي ، نذكر منها : جائزة “أفضل مخرج تلفزيوني” قدمت له من جهات مختلفة، ولا سيما من نادي الليونز لبنان والأردن، وجائزة “مفتاح مدينة سيدني” الأسترالية عام ١٩٩٤،
وكرمته “لجنة تخليد عمالقة الشرق الأوسط” و”جمعية أصدقاء سيمون أسمر” بمناسبة مرور ٤٤ عامًا على خدماته في مجال الفن برعاية رئيس الحكومة اللبنانية ، وجائزة “ International Man of the Year ” من مجموعة “إنترناشيونال بيوغرافير البريطانية“.
الكبوات والخيبات والمعاناة
عانى سيمون أسمر من مشاكل عديدة قد تكون كبوات في حياته الخاصة، كتوجيه التهم اليه بعدم الإيفاء بديونه ، بما في ذلك تهم جنائية نفاها بالمطلق، لكن أدخلته السجن صيف عام ٢٠١٣، وإن كان قد خرج منه بكفالة ربيع عام ٢٠١٤، ليعود الى
العمل الفني، ولا سيما “ديو المشاهير” . وقد أعرب خلال هذه الفترة عن خيبته من قلة ثقة وعدم وفاء العديد من اصدقائه تجاهه وعدم وقوفهم الى جانبه …
أما مشكلته الأكبر فكانت معاناته الطويلة من مرض عضال لم يتمكّن من التغلّب عليه فأودى بحياته …
لكن، وإن كان نجمه قد أفل إلاّ أن بريقه سيبقى مشعًا عبر النجوم التي صنعها.