الموسيقى الكويتية التراثية والحديثة
تعتبر الموسيقى الخليجية من أكثر أنواع الموسيقى إيقاعية ومحاكاة للوجدان الشعبي الخليجي والعربي على السواء .وهي تعتبر الى جانب الشعر والرسم والتمثيل والإنتاج الأدبي والمسرحي وجميع أنواع الفنون الجميلة الأخرى، عنصرًا أساسيًا من عناصر الثقافة والحضارة المكوّنة للأمة.
سجّلت خلال السنوات الماضية محاولات لدى بعض الفنانين الصاعدين، لتطوير الأنماط الغنائية التراثية، قوبلت بإصرار الحريصين على الطرب الأصيل، بأن تراعى في ذلك، ضرورات الإلتزام بشروط التطوير التي لا تمس بالجوهر .
كما سجّلت مبادرات للإقتباس من الأشكال الموسيقية الحديثة، تماهيًا مع موجات العولمة، وهو ما لقي بطبيعة الحال حماسًا لدى البعض، وتحفظًا لدى البعض الآخر، علمًا بأن لكل نوع موسيقي بشكل عام جمهوره الخاص .
سنلقي الضوء اليوم على أبرز الذين طبعوا عالم الطرب في دولة الكويت، وعلى بعض المواهب الجديدة الصاعدة ؛ على أن نضيء لاحقًا على من تألق في عالم الغناء وفي مجمل أنواع الفنون الأخرى في دول الخليج العربي .
يشهد العالم للكويت أصالتها وحكمها الرشيد، وحرصها على التضامن العربي، وإنفتاحها على العالم وحضاراته وتشجيعها للإبداع وللفنون، إن على الصعيد الداخلي أو بتوقيعها إتفاقيات تعاون وتبادل ثقافي دولية. ويبقى الفن، وخاصة الغناء، جزءًا جوهريًا من روح الأمة وقدرتها على المواجهة والتقدّم والتمتع بما بات يعرف بحق الفرح والسعادة .
وللكويت تراث موسيقي تاريخي عريق، وهي ما زالت تزخر فعلاً بالمواهب الموسيقية، كما يتبيّن ذلك من متابعة عشرات المطربين الذين تكرّست نجاحاتهم وباتوا على سلم وسائل التواصل الإجتماعي .
منهم من أسس وأعطى ورحل قبل الثورة التكنولوجية، مثل عبد الله الفرج وعبد الله فضاله وعبد اللطيف الكويتي وسعود الراشد وعوض دوخي وعبد الحميد السيد وفيصل عبد الله ويوسف المطرف وغريد الشاطىء وصالح الحريبي … ومنهم ما زال في صلب الحدث الفني مثل نبيل شعيل وعبدالله الرويشد وأحمد حسين وبشار الشطي ومحمد البلوشي ومصطفى أحمد وعبد القادر الهدهود وفيصل الراشد وحمد المانع وفواز المرزوق ويوسف العماني وخالد الملا وعبد المحسن المهنا ومحمد المسباح وعبد العزيز المفرج (شادي الخليج) وعبد الكريم عبد القادر (الصوت الجريح)، وكذلك نواف فهد (دافي) وحمود الخضر ومطرف المطرف ومشاري العوضي وزاهد سلطان وفيصل الصراف وعبدالله العيسى، وغيرهم الكثير…؛
مع ذكر خاص وتذكار شافع للفنان الذي وافته المنية فجأة في منتصف العمر حمود ناصر .
وفي خانة المطربات الكويتيات نذكر، سناء الخراز التي إرتبط صوتها بأغاني وأناشيد الأعياد والإحتفالات الوطنية، ونوال الكويتية ومرام وهدى حسين العراقية الجذور وسينا الفارس وبسمة وفطومة وداليدا الكويتية وشمايل …
بطبيعة الحال، يصعب الإضاءة على جميع المطربين الكويتيين دفعة واحدة وذكرهم جميعًا، وهم فعلاً كثر .
لكننا سنلقي الضوء على بعض من تألّق منهم في مجال الأغنية الخليجية، أو بادر بإدخال أنماط جديدة على فن الغناء التقليدي، أو من تميّز من بين المطربات الرائدات، علمًا بأن حفلات «فبراير الكويت» تجمع كل عام العديد من نجوم الطرب الكويتيين والعرب على الأرض الكويتية المضيافة.
الأغنية الخليجية التراثية
نبيل شعيل
إسمه الكامل نبيل سليمان داوود شعيل المطيري مواليد ١ يناير ٣٦٩١. بدأت إنطلاقته الفنية بأغنية «سكة سفر» عام ٢٨٩١ من ألحان الراحل راشد الخضر، وهو من أكثر المطربين الناجحين على مساحة العالم العربي، نظرًا لغزارة إنتاجه ونوعية صوته المتكامل القدرة وأغانيه الجميلة الإيقاع والنغم .
حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة .
من بين أغانيه العديدة «ما أروعك»، «انا ما أنساك»، «يا شمس»، «مين قال»، «راحت وقالت»، «مسك الختام»، «منطقي»، «يا قلب»، «الله يا زينة»، «صباح الخير يا مدلل»، «جاني»، «يا عسل»، «أمة قلبي» (بالتشارك مع عبد الله الرويشد)،
»مو قليل»، «فرق السما»، «الكويت حرة»، «نعم ممكن»، «عزة النفس»، «يسالونك»، «المحبة»، «الله عليك»، «وقف شوية»،«كلة تمام»…. ؛
إضافة إلى أغاني المسلسلات» بيت العائلة»، «ماي عيني»، «بسمة منال»، «زلزال«…
يلقب بـ«بلبل الخليج»، ويحلو له أن يخاطب بـ «بو شعيل.«
عبد الله الرويشد
إسمه الكامل عبد الله عبد الرحمن محمد الرويشد . مطرب وملحن كويتي مخضرم من مواليد ٨١ يونيو ١٦٩١، صاحب كاتالوغ كبير لأغنيات خليجية وعربية، منها الشعبي والسامري الخليجي والرومانسي والمواويل التي يتجاوب معها الجمهور منذ عام ٠٨٩١. أولها بعنوان «أنا سهران»، ومنها «رحلتي» عام ٣٨٩١ تلحين راشد الخضر، و»ليلة عمر»، و»ليلة فن»، و»مسحور»و»حال الهوى»، و»ما أناديلك»، و»أرجوك إعفيني»، و«إعذريني»، و«عاشت لنا الكويت»، و«أنا بتبع قلبي»، و«بديت إتعب» و«عطرك» و«مسكين» و«لا تزعل» و«كرهتك» و«قبل الوصول» و«شي غريب»و«حبيبة قلبي» و«يخون الورد»، و«ما في أحد مرتاح»، و«ما ينسيك»، و«وينك أنت» (مع نوال الكويتية)، ووقف على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية عام ٢٩٩١، كما قدّم له المطرب وديع الصافي لحن أغنية «مش حرام عليك» .
هو من الفنانين الذين حملوا قضايا الكويت الى العالمين العربي والخارجي ويلقب بسفير الأغنية الخليجية .
أنماط الغناء الجديدة
حمود ناصر
مطرب وملحن وشاعر غنائي ذائع الشهرة في الكويت بشكل خاص، من مواليد ٢ ديسمبر ٧٧٩١، وافته المنية للأسف بصورة صاعقة في العاشر من أغسطس ٩١٠٢، وقد نعاه العديد من الفنانين العرب.
تميّز بأغان عديدة ومنها «مضمون» و«إطمئن» عام ٠٠٠٢، و«أبيها« التي تتكوّن من مزيج من الموسيقى الشرقية والقليل من موسيقى الـ«هيب هوب».
تعاون في الأداء بكثير من التناغم مع المغنية اللبنانية-الفنزويلية كارول سوقي (كوكو)، ومع مواطنه المغني والمخرج نواف فهد (الملقب بدافي) الذي بدأ الغناء باكرًا وكان يسمى في مطلع العام ٠٠٠٢ بملك الـ«هيب هوب»، ومغني ألـ«راب» البحريني الشاب حسام عاصم الملقب بـ«فلبراتشي» والذي يعمل مع Dj outlaw منذ العام ٨٠٠٢.
حمود الخضر
مطرب كويتي وقّع على إتفاق تعاون مع شركة «أوايكينيغ ريكوردس» البريطانية عام ٥١٠٢، وأصدر بعد ذلك أغنية «أصير أحسن»، و«إضحك» و«هأنذا«.
وقد لاقت أغنيته «كن أنت» إستحسانًا منقطع النظير على اليوتيوب، ومضمون كلماتها يفيد بأن جمال النفس هو قمة الجمال.
أصدر عام ٧١٠٢ فيديو لترويج أغنية أسماها «لغات العالم»، بصوت رومانسي جميل مليء بالعاطفة، موجهة الى والدته والى كل الأمهات وكل من يكتنزن في ذواتهن قلب أم، وهي أغنية كتب كلماتها الفنان الإماراتي سيف بن فاضل .
الفرق الموسيقية
إضافة الى المطربين هناك بعض الفرق الموسيقية الكويتية التي تلقى إقبالاً جماهيريًا مثل «فرقة ميامي» تضم كل من طارق قاسم محمد وخالد عبد الجليل الرندي وليلي ليلي محمد ومشعل صالح ليلي.
و«غيتارا باند» التي تضم رهف ورناد وفهد وخالد و «المرجانة» و«د.لايتس ميوزيك باند.«
رائدات في فن الغناء
نوال الكويتية
إسمها الكامل نوال ظاهر حبيب الزيد، من مواليد ٨١ نوفمبر ٦٦٩١، مطربة متميّزة ومتألقة منذ العام ٤٨٩١، متزوجة من الملحن الكويتي مشعل العروج منذ الرابع من مارس ٩٠٠٢، وتثير بإمتياز الكثير من الإعجاب والإحترام على مساحة العالم العربي . غنت مرات عدة، بما في ذلك في دبي في مركز التجارة العالمي، مع مواطنها عبدالله الرويشد ومع الاماراتية اللبنانية ديانا حداد والاماراتي حسين الجسمي والعراقي كاظم الساهر … من أغانيها الجميلة «لولا المحبة»، و»يا فاهمني»و»قيثارة الخليج» و»شمس وقمر»، و»يا مصبر الموعود»،و»أنت طيب»، و»تهددني تحب تاني»، و»يوه يا يوه”و»حبك أصبح شي عادي» و»أنا المسؤول» و»يا سيدهم وينك« وكان لها أغاني أوبرالية عام ٨٩٩١ في مهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية بمناسبة المئوية، بترشيح من الفنان المطبوع بالأغاني الخليجية محمد عبده . عادت وغنت عام ٤٩٩١ بالتشارك مع السعودي عبدالله رشاد «كان ودي نلتقي»؛ و»ديو» بعنوان «أحاول» مع اللبناني فضل شاكر عام ١٠٠٢؛ ومع مواطنها عبدالله الرويشد أغاني «أعذرني» عام ٥٠٠٢، و»حبيبة قلبي» عام ٧٠٠٢، و»يمر إسمك على لساني» عام ٩٠٠٢…
ويتوفر فيديوات للكثير من هذه الأغاني، ومنها: «دروبي»، «سنين وأيام»، و«عرفت قدري»، و«لولا المحبة»، و«تدري ولا ما تدري» و«أنا ولا إنت»، و«ليش.«
تلقب بـ»شيخة الطرب» و«قيثارة الخليج»، و«نجمة الخليج الأولى»، و«سيدة الغناء»، وإن كان اللقب الأحب اليها هو «نوال الكويتية» لإرتباطه بإسم الكويت الذي تحب.
نالت جوائز عديدة ومتنوعة، وهي تستمر حاليًا في عطاءاتها بمجموعة أغان جديدة وحفلات أطلقتها في دار الأوبرا السلطانية في عمان وفي بريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن.
مرام
مرام البلوشي المعروفة بـ«مرام»، من أبرز المطربات والممثلات الكويتيات. من مواليد ٩٧٩١، باشرت مسيرتها الفنية عام ٧٩٩١ مع شركة روتانا قبل أن تنتقل الى الإنتاج الخاص. قدمت أكثر من ألبوم غنائي ناجح، علمًا بأن معظم أغانيها خليجية أو من نوع الـ«بوب» العربية السريعة النمط؛ علمًا بأنها تستهوي الأغنيات القديمة لأم كلثوم وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ ووردة وميادة الحناوي، وتأثرت كثيرًا بأغاني نوال الكويتية التي تعبّر دومًا عن إعجابها بأدائها.
من طلائع أغنياتها «ما أخونك» عام ٧٩٩١، و«صادقة» عام ٨٩٩١، و«مغرورة» عام ٠٠٠٢، و«دلع بنات» عام ٤٠٠٢. إلاّ أنها فضّلت التوقف عن الغناء لأسباب تتعلق بشروط العمل وتكاليفه إعتبارًا من عام ٧٠٠٢، وإتجهت نحو التمثيل، حاصدة العديد من الجوائز في هذا المجال، دون أن تتوقف عن الغناء بالكامل.
شمايل
أسمها الكامل مريم القطان، من مواليد ٨٢ يونيو ٩٦٩١. أصدرت ألبومها الأول عام ٨٩٩١ بأغنية بعنوان «أنت مني وانا منك»، ومن أغانيها الخليجية الطابع في معظمها، «منتى أول حبيب»، و«يا أتعابي»، و«كسر الزجاج» عام ٩٩٩١، و«كذب وصدق» عام ٠٠٠٢، و»ما حد ضربكم على إيدكم»،عام ٣٠٠٢؛ وكانت لها تجارب تمثيل تلفزيونية محدودة .
إلاّ أنها قررت إعتزال الحياة الفنية عام ٣٠٠٢ لأسباب وجدانية ودينية، ونفت عام ٧١٠٢ الإشاعات التي سرت عام ٦١٠٢ حول عودتها أو إمكانية عودتها الى عالم الغناء.