ليلة مبابي الدرامية في البرنابيو.. روح الأبطال قادت للفوز على مارسيليا

في ليلة أوروبية مشحونة بالتوتر والإثارة، أثبت ريال مدريد من جديد أنه ملك دوري أبطال أوروبا، حتى في أصعب الظروف. على ملعب سانتياغو برنابيو، قلب النادي الملكي تأخره أمام أولمبيك مارسيليا الفرنسي، وتغلب على النقص العددي بعد طرد قائده، ليحقق فوزًا دراميًا بنتيجة 2-1، بفضل ثنائية حاسمة من نجمه الفرنسي كيليان مبابي من ركلتي جزاء. هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان تأكيدًا على الروح القتالية التي طالما ميزت الفريق في المسابقة الأغلى.
سيناريو مثير: مارسيليا يباغت، ومبابي يرد من نقطة الجزاء
بداية مفاجئة للضيوف: لم تكن بداية ريال مدريد في دوري الأبطال سهلة كما يتوقع البعض. ففي الدقيقة 22، باغت أولمبيك مارسيليا الجماهير المدريدية بهدف مبكر جاء بعد خطأ في منتصف الملعب من التركي الشاب أردا غولر. استغل الإنجليزي ماسون غرينوود الكرة ببراعة، ومررها للأمريكي تيموثي وياه الذي سددها بقوة في شباك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، معلنًا عن تقدم الضيوف.
مبابي يعيد التوازن سريعًا
لم يدم تقدم مارسيليا طويلاً، فبعد سبع دقائق فقط، حصل ريال مدريد على ركلة جزاء بعد عرقلة واضحة للبرازيلي رودريغو غوس داخل المنطقة. انبرى النجم الفرنسي كيليان مبابي لتنفيذ الركلة بنجاح في الدقيقة 29، معيدًا المباراة إلى نقطة التعادل ومُخففًا من حدة التوتر في البرنابيو.
كارفاخال يغادر، وريال مدريد يقاتل بعشرة لاعبين
شهدت الدقيقة 72 لحظة محورية في المباراة، حيث تلقى ريال مدريد ضربة قوية بطرد قائده المخضرم داني كارفاخال. جاء الطرد بعد مشادة وتعدي على حارس مرمى مارسيليا، جيرونيمو رولي، ليجد الفريق الملكي نفسه مضطرًا لاستكمال اللقاء بعشرة لاعبين لأكثر من ربع ساعة، في اختبار حقيقي لصلابته. مع النقص العددي، بدا أن مهمة ريال مدريد في حصد النقاط الثلاث قد تعقدت بشكل كبير. لكن التاريخ يخبرنا أن ريال مدريد غالبًا ما يجد الحلول في أصعب اللحظات، وتلك الليلة لم تكن استثناءً.

مبابي ينهي الدراما: ركلة جزاء ثانية تمنح الفوز
في الدقيقة 81، ومع استمرار ريال مدريد في الضغط رغم النقص العددي، احتسب الحكم ركلة جزاء ثانية للفريق الملكي بعد لمسة يد على لاعب مارسيليا فاكوندو ميدينا داخل منطقة الجزاء. مرة أخرى، تقدم كيليان مبابي لتنفيذ الركلة، وبكل هدوء وثقة، أودع الكرة الشباك، مسجلاً هدفه الثاني في المباراة وهدف الفوز لفريقه. هذا الهدف رفع رصيد مبابي إلى 57 هدفًا في 88 مباراة بدوري أبطال أوروبا، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز الهدافين في تاريخ المسابقة.
مبابي يكشف السر: روح دوري الأبطال حسمت اللقاء
بعد الفوز الصعب، تحدث النجم الفرنسي كيليان مبابي لصحيفة آس الإسبانية، كاشفًا عن سر هذا الانتصار الدرامي. قال مبابي: “ليلة سعيدة، وأمسية جديدة في دوري أبطال أوروبا، اللقاء كان صعبًا لأننا لعبنا بعشرة لاعبين”. وأضاف مبابي مؤكدًا على عامل “الروح” الذي يميز ريال مدريد في هذه البطولة: “أحضرنا روح دوري أبطال أوروبا إلى سانتياغو برنابيو، ونحن نعلم أننا نملك القدرة على الفوز هنا، ونحن سعداء”. وعن دوره في الفريق، قال: “أشعر بمشاعر طيبة، ولا أفكر في كوني القائد، أنا أريد أن أكون نفسي، وأرغب في مساعدة الفريق، وأرغب في مساعدة النجوم الشباب”. واختتم تصريحاته بالتأكيد على طموح الفريق: “علينا أن نتحرك جميعًا في المسار نفسه، ولدينا العزيمة على تحقيق الانتصار، ونرغب في الفوز”.
نظرة على الجولة الأولى: نتائج متباينة ومفاجآت أوروبية
بهذا الفوز، حصد ريال مدريد ثلاث نقاط ثمينة في بداية مشواره بالبطولة، متطلعًا لتفادي سيناريو الموسم الماضي عندما اضطر لخوض الملحق. وفي مباريات أخرى من الجولة الأولى، فاز توتنهام الإنجليزي على ضيفه فياريال الإسباني بهدف دون رد، بينما حقق كاراباخ أغدام الأذربيجاني مفاجأة مدوية بتغلبه على مضيفه بنفيكا البرتغالي بثلاثية لهدفين. وشهدت مباراة يوفنتوس الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني تعادلاً مثيرًا بأربعة أهداف لكل منهما، في ليلة أوروبية لم تخلو من الأهداف والدراما. وسيلعب ريال مدريد الجولة المقبلة ضد كيرات ألماتي الكازاخي على أرض الأخير يوم 30 سبتمبر، في محاولة لمواصلة حصد النقاط وتأكيد صدارته للمجموعة.