مبابي يرتدي الرقم الأسطوري في ريال مدريد: بداية فصل جديد

في خطوة مدوية تعكس مكانته المتزايدة داخل قلعة سانتياغو برنابيو، أعلن النجم الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد، عن ارتدائه للقميص رقم 10 بداية من الموسم المقبل 2026/2025. هذا الإعلان، الذي جاء بعد موسم أول حافل بالنجاحات الفردية لمبابي بالقميص رقم 9، يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول دلالات هذا التغيير، وأهميته للنادي واللاعب على حد سواء، خاصة بعد رحيل الأسطورة الكرواتية لوكا مودريتش الذي حمل هذا الرقم لسنوات.
وداع مودريتش.. عرش الرقم 10 شاغرًا
بعد سبع سنوات من التألق والإبداع، غادر الساحر الكرواتي لوكا مودريتش ريال مدريد هذا الصيف، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا وقميصًا يحمل الرقم 10، أصبح مرادفًا لأسلوبه الفريد في صناعة اللعب والتحكم في إيقاع المباريات. رحيل مودريتش إلى ميلان الإيطالي في صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده مع النادي الملكي، أحدث فراغًا ليس فقط في خط الوسط، بل أيضًا في قائمة أرقام قمصان الفريق. هذا الفراغ كان بمثابة دعوة مفتوحة لنجم جديد ليحمل على عاتقه مسؤولية هذا الرقم التاريخي.
مبابي.. من الرقم 9 إلى الرقم 10.. لماذا الآن؟
لم يمر وقت طويل على رحيل مودريتش حتى بدأت التكهنات حول هوية اللاعب الذي سيرتدي القميص رقم 10. ومع أن مبابي ارتدى القميص رقم 9 في موسمه الأول مع ريال مدريد، إلا أن إعلانه المفاجئ عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدة بسيطة تحمل الرقم 10 أكد التغيير. مصادر مقربة من النادي، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، أشارت إلى أن ريال مدريد يتبع سياسة تمنح الأفضلية في اختيار أرقام القمصان للاعبين الأكثر خبرة مع النادي. ومع ذلك، فإن القرار النهائي يعود دائمًا لإدارة النادي. وفي حالة مبابي، كان أهميته كلاعب هي العامل الحاسم في منحه الرقم 10، على الرغم من وجود اهتمام من زملاء آخرين قضوا وقتًا أطول في مدريد. صحيفة ليكيب الفرنسية أكدت أن مبابي لم يطلب ارتداء القميص رقم 10 في الموسم المقبل، بل إن إدارة النادي فكرت مسبقًا في منحه هذا الرقم الشهير عند انضمامه الصيف الماضي، وبادرت الآن إلى هذه الخطوة بعد رحيل مودريتش. هذا القرار سيسعد اللاعب والإدارة على حد سواء، خاصة من الجانب التجاري، حيث يتوقع النادي تحقيق أرقام قياسية جديدة في مبيعات القمصان التي تحمل اسم مبابي والرقم 10، بعد أن باع مئات الآلاف من القمصان التي تحمل اسمه بالرقم 9.
دلالات الرقم 10.. تاريخ عريق ومسؤولية كبيرة

الرقم 10 في كرة القدم ليس مجرد رقم، بل هو رمز للإبداع، القيادة، وصناعة اللعب. في ريال مدريد، يحمل هذا الرقم تاريخًا عريقًا من النجوم الذين ارتدوه، بدءًا من الأسطورة فيرينتس بوشكاش، مرورًا بمايكل لاودروب، لويس فيغو، كلارنس سيدورف، ويسلي شنايدر، مسعود أوزيل، جيمس رودريغيز، وصولًا إلى لوكا مودريتش. بالنسبة لمبابي، يحمل هذا الرقم دلالة شخصية عميقة. فهو يرتدي القميص رقم 10 مع منتخب بلاده فرنسا، وقد ارتدى هذا الرقم أيضًا في فترة سابقة مع فريقه السابق موناكو. وفي كتاب هزلي أصدره عن حياته، ظهر مبابي طفلًا وهو يفتح هدية عيد الميلاد التي كانت عبارة عن قميص ريال مدريد يحمل الرقم 10 على ظهره، ما يؤكد ارتباطه بهذا الرقم منذ الصغر. مع أن الرقم 7، الذي ارتداه أساطير مثل راؤول وكريستيانو رونالدو، هو الأكثر شهرة في ريال مدريد، إلا أن الرقم 10 يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، خاصة بعد أن ارتبط بمودريتش لسنوات. ومع أن الرقم 7 مشغول حاليًا من قبل فينيسيوس جونيور، فإن ارتداء مبابي للرقم 10 يضمن له حمل رقم مميز يتوافق مع مكانته الدولية.
تأثير تجاري ورياضي.. ما الذي يعنيه هذا التغيير؟
تتوقع مصادر رفيعة المستوى في ريال مدريد أن يكون لتغيير قميص مبابي تأثير تجاري إيجابي كبير. فبعد أن أثبت مبابي قدرته على جذب المبيعات بالرقم 9، فإن الرقم 10، الذي يحمل دلالات أكبر كونه رقم صانع الألعاب والنجم الأول، من المتوقع أن يعزز هذه المبيعات بشكل غير مسبوق. هذا يأتي بالتوازي مع إعلان برشلونة عن ارتداء لامين يامال للقميص رقم 10، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بليونيل ميسي، ما يشير إلى حرب تجارية وتسويقية بين الغريمين حول الرقم الأسطوري. على الصعيد الرياضي، يعكس منح مبابي الرقم 10 ثقة النادي المطلقة في قدراته القيادية والإبداعية. ففي موسمه الأول مع ريال مدريد، سجل مبابي 44 هدفًا وقدم 5 تمريرات حاسمة في 59 مباراة بجميع المسابقات، وتوج هدافًا للدوري الإسباني برصيد 31 هدفًا. كما توج بلقبين مع النادي الملكي: كأس السوبر الأوروبي وكأس القارات للأندية “الإنتركونتننتال”. ومع ذلك، فشل مبابي في قيادة الفريق إلى التتويج بالألقاب الكبرى مثل الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية بنسختها الموسعة الأولى، بعد هزيمة مدوية أمام فريقه السابق باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية. هذا الفشل يضع ضغطًا إضافيًا على مبابي في الموسم المقبل، حيث يتوقع منه قيادة الفريق لتحقيق هذه الألقاب الكبرى، وهو ما يتناسب مع مسؤولية حمل الرقم 10.

بداية فصل جديد.. هل يكون مبابي الرقم 10 الذي ينتظره ريال مدريد؟
مع عودة مبابي إلى تدريبات ريال مدريد في 4 أغسطس المقبل استعدادًا للموسم الجديد، سيكون تركيز الجماهير منصبًا على رؤيته بالقميص رقم 10. هذا التغيير ليس مجرد تبديل لأرقام، بل هو إشارة واضحة إلى أن ريال مدريد يرى في مبابي ليس فقط هدافًا، بل صانع ألعاب، قائدًا، ورمزًا للمستقبل. رقم خاص يُقدم للاعب خاص جدًا، هكذا وصفت مصادر النادي هذه الخطوة. فهل ينجح مبابي في كتابة فصل جديد ومجيد في تاريخ الرقم 10 بريال مدريد، ويقود الفريق إلى المجد الذي طال انتظاره؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.