4 فـي المئة فقط من الشركات وصلت الى مستوى النضج الرقمي المتقدم
ولم يتم تصنيف أي من الشركات التي شملتها الدراسة ضمن هذه الفئة فـي بعض القطاعات الرئيسية، مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم والطاقة وخدمات المرافق.
فـي المقابل، صنّفت الدراسة الغالبية العظمى من الشركات، وبنسبة بلغت 65 فـي المئة، على أنها «شركات مستكشفة» للتقنيات الرقمية، حيث سجلت هذه الشركات تصنيفاً قوياً، ولكن بشكل غير متسق وغير منتظم، وذلك عبر القدرات الرئيسية الست التي تم تقييمها: البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والبيانات، وتسليم التطبيقات والتطبيقات، والمراقبة، والأتمتة، وممارسات هندسة موثوقية المواقع، والأمن.
أما النسبة المتبقية من الشركات والبالغة 31 فـي المئة، فصُنّفت ضمن فئة «الشركات المتخلفة عن ركب التقنيات الرقمية»، الذين تخلفوا فـي جميع التقييمات الـ 12 المستخدمة، والتي تضمّنت توزيع البنية التحتية، وتسليم التطبيقات وأمنها، واستراتيجية المراقبة، ونشر الأتمتة فـي المجالات الرئيسية، واستخدام القياس عن بعد للاستفادة من رؤى وقدرات البيانات.
قالت لوري ماكفـيتي، المهندسة المرموقة لدى شركة F5 وهي شركة متخصصة فـي تأمين وتوفـير التطبيقات التي تعمل عبر السحابة المتعددة، وتساعد قائمة عملائها، والتي تضم أكبر الشركات على مستوى العالم والمؤسسات المالية ومزودي الخدمات والهيئات الحكومية، على توفـير تجربة رقمية مميزة وفائقة: «قد يكون من المفاجئ أن نرى هذا العدد القليل من الشركات الناضجة رقمياً، الأمر الذي يؤكّد مستوى التعقيد الذي تشهده مسيرة التحول الرقمي، ويبرز النطاق الواسع للمهارات والخبرات والكفاءات التقنية التي تحتاج الشركات إلى امتلاكها لنجاح هذه المسيرة. ومع شروع الكثير من الشركات فـي رحلات وتجارب طويلة من التحول الرقمي، إلا أنه لا يزال هناك عمل كبير يتعيّن على هذه الشركات القيام به للوصول لمرحلة النضج الرقمي».
ويظهر منحنى اعتماد التقنيات الرئيسية بوضوح الاختلافات بين الشركات الرقمية الفاعلة والشركات المتخلقة على ركب هذه التقنيات، إذ إن 100 فـي المئة، من الشركات الفاعلة تعتبر أن شركاتها هي مؤسسات رقمية بالكامل، إلاّ أن 30 فـي المئة من الشركات المستكشفة للتقنيات الرقمية، و6 فـي المئة، من الشركات المتخلفة عن ركب التقنيات تشارك هذا الرأي. كما أشار أكثر من نصف الشركات المتخلفة عن اعتماد التقنيات الرقمية، بأنهم لم يحققوا أي تقدم فـي جهود الأتمتة الخاصة بهم.
وعندما يتعلق الأمر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، سجلت الدراسة تقارباً قوياً بين مجموعتي الشركات الرقمية الفاعلة والشركات المستكشفة للتقنيات الرقمية، حيث أفاد 35 فـي المئة، من كلتا المجموعتين أنهم يستخدمون أو يخططون لاستخدام هذه التقنيات فـي المجال الأمني، فـي حين عبر 29 فـي المئة، منهم عن نيتهم لاستخدامها فـي مجال المهام والعمليات الرئيسية لأعمالهم. وتميّزت الشركات المتخلفة عن ركب التقنيات الرقمية بنتائجها التي أفادت بأن الربع تقريباً (24 فـي المئة) لم يستخدم أو يستفد من أي من هذه التقنيات، بالرغم من أن 27 فـي المئة، منهم كانوا يستخدمونها فـي مهام العمليات والأمن.
وبرزت السحابة العامة كمؤشر رئيسي آخر لقياس مستوى النضج الرقمي. فعلى الرغم من أن خمس شركات على الأقل فـي جميع الفئات تستخدم السحابة العامة لاستمرارية الأعمال وتطويرها، إلا أن هناك مجموعة ملحوظة من الشركات المتخلقة عن الركب بلغت نسبتها 39 فـي المئة، ممن لا يستخدمون السحابة العامة، مقارنة بـ 7 فـي المئة، فقط من الشركات المستكشفة وعدم وجود أي شركة من الشركات ضمن فئة الشركات الفاعلة فـي استخدام التقنيات الرقمية.
كذلك كشف نهج الأمن المعتمد، عن اختلافات كبيرة بين فئات الشركات الثلاثة، ففـي حين أن الغالبية العظمى من الشركات الفاعلة فـي التقنيات الرقمية تستخدم نهج النظام الأساسي لتأمين أعمالها بنسبة (91 فـي المئة)، وللبنية التحتية بنسبة (82 فـي المئة)، وللتطبيقات/واجهات برمجة التطبيقات بنسبة (74 فـي المئة)، إلا أن هذه الأرقام كانت أقل لدى الشركات المستكشفة للتقنيات الرقمية والشركات المتخلفة عن ركب هذه التقنيات، إذ بلغت نسبة الشركات التي لا تستخدم أبداً نهج الأمن المعتمد، 13 فـي المئة.
ويعتمد مستقبل الصناعات المختلفة، على القدرة على تحقيق التحول الرقمي، وتوضح هذه الدراسة مدى شمولية النهج إذا أرادت الشركات الاستفادة من الفرص التي توفرها التقنيات الجديدة بشكل يومي.














