جان كلود بيڤير رئيس مجموعة ساعات LVMH 44 عاماً من الخبرات الرائدة فـي عالم صناعة الساعات
يعتبر جان كلود بيڤير من الأشخاص القلائل الذين طبعوا بصمتهم بقوة فـي عالم صناعة الساعات السويسرية، كيف لا وهو قضى غالبية طفولته وشبابه فـي «لو جو ڤاليه» مرتع صناعة الساعات، هذه الحرفة التي عشقها والتي سرعان ما غاص فـيها بعد أن انهى دراسته فـي جامعة لوزان حيث حاز شهادة HEC. وبالفعل دخل بيڤير الى عالم صناعة الساعات عام 1975 عندما دخل أبواب أوديمار بيغيه للتمرس فـي هذه الصناعة عن عمر لا يتجاوز الـ26 لينطلق فـي مسيرته بحب وشغف. . . وإبتكار.
وداخل مصانع هذه العلامة الراقية تعرّف بيڤير على كافة أقسام حرفة صناعة الساعات، وفـي عام 0891 ترك العمل مع «أوديمار بيغيه» ليلتحق بـ«أوميغا» كمدير للمنتجات الذهبية.
غير أن بيڤير سرعان ما شعر بنوستالجيا الى عالم صناعة الساعات فـي منطقة Joux Valley فاشترى مع صديقه جاك بيغيه اسم علامة «بلان بان» التي كانت خارج السوق منذ 1691 وقاما بإعادة تفعيلها لتصل حركة اعمالها السنوية الى 05 مليون فرنك سويسري.
هكذا وبعد سنوات قليلة، اصبح المنتج يضاهي أكبر الأسماء فـي عالم صناعة الساعات. مع ذلك قرّر بيڤير بيع «بلان بان» سنة 2991 الى مجموعة SMH التي أصبحت لاحقاً سواتش غروب والتحق بنيكولا حايك وفريق الادارة كعضو فـي ادارة سواتش غروب، وقد اسندت اليه مهمّة تطوير التسويق لمنتجات أوميغا.
وبالفعل كانت انجازاته فـي هذا المجال لافتة إذ ركّز على تطوير المنتجات الجديدة والتعاون مع مشاهير كبار مثل سندي كراوفورد وجايمس بوند 007 الممثل بيرس بروسنان ومايكل شوماخر.
وبعد أن قرّر التوقف عن العمل فـي نهاية 3002 لمدة عام، عاد عن قراره وانضم الى مجموعة «هوبلو» جينيفا كرئيس تنفـيذي وطوّر منتجاتها وفقاً لفكرة مزج المواد-«أرت أوف فوزيون».
ونجح بيڤير بزيادة نمو هذه المجموعة التي زاد حجم أعمالها خلال ٤ سنوات من ٢٥ مليون الى 002 مليون فرنك سويسري، سنة 8002 عندما تمّ بيعها الى مجموعة LVMH.
فـي عام 2010 أصبحت هوبلو الساعة الرسمية الأولى فـي التاريخ وحافظ الوقت الرسمي للفـيفا، وكذلك الأمر مع فـيراري وذلك بفضل جهود بيڤير الذي توالت إنجازاته ليعيّن رئيسًا لـ LVMH – قطاع الساعات، فـي يناير 4102 وهو اليوم يدير تاغ هوير وهوبلو وزينيث.
وعلى هامش أسبوع دبي للساعات فـي دورته الرابعة الذي أقيم فـي مركز دبي المالي العالمي فـي الفترة الواقعة ما بين 20-24 نوفمبر 2019، كان لمجلتنا فرصة لقاء هذا الرجل الأسطورة الذي يختزل تاريخ الساعات المعاصر.
ما هو الدافع الذي جعلك تدخل عالم صناعة الساعات؟
الشغف وعدم رغبتي بالعمل. فعندما نعمل بحب وشغف لا نشعر بأننا نعمل.
غالباً ما يمارس الناس هواياتهم فـي عطلة نهاية الأسبوع أو خارج أوقات العمل. وقد قال الفـيلسوف الصيني كونفوشيوس: «اذا كنت لا تريد الشعور بثقل العمل، فـيجب عليك اختيار العمل الذي يلاقي هواياتك وشغفك عندها ستتخلص من الأعباء التي يفرضها العمل.
لذلك قرّرت العمل فـي مجال صناعة الساعات لأنه هوايتي وشغفـي، ولحسن الحظ أن هذا المجال قادر على تأمين المداخيل المالية لحياتي.
ما هو سرّ تمكّنك من النجاح فـي جميع مشاريع الساعات التي قمت بها؟
يكمن سر نجاحي بفريق العمل الذي يعاونني، فهو لم يتغيّر منذ سنة 9791. إن آخر شخص انضم الى فريقي هي السيدة ڤاليري سيرڤاجون غراند سنة 4991. هذا الفريق رافقني فـي جميع حقبات حياتي: ريكاردو غوادالوبي مدير عام ساعات هوبلو كان سابقاً فـي بلانبان. والجميع رافقني وتطوّر وفقاً للمرحلة، وأنا أدين لهم جميعاً بنجاحي. وكل واحد منهم خبير بل نجم فـي المهمة المسؤول عنها، ما يسهّل عليّ مهمة إدارتهم وتوجيههم.
هل يمكنك أن تصف لنا ما يميّز كل علامة من مجموعة LVMH باختصار؟
هوبلو: تمتاز بفن الاختلاط والذوبان.
زينيث: تجسّد مستقبل الساعات التقليدية.
تاغ هوير: ساعات ريادية فاخرة بمتناول الجميع.
بولغاري: لا أهتم شخصياً بمبتكرات هذه الدار، إذ يتولاها جوهري متخصّص يبدع فـي مجال صناعة الساعات.
من بين جميع العلامات التي عملت عليها، ما هي تلك التي تفضّلها وما هي تلك التي تطلّبت جهداً خاصاً؟
علامتي المفضّلة هي «هوبلو»، هي قلبي ودمي وشغفـي، وبنظري هي الأصعب للإبتكار والصناعة.
لقد بدأت مع هوبلو بعمر الـ٥١ ولم تكن مميّزة فـي حينه، وكنت قد تركت عملي مع مجموعة سواتش حيث كنت فـي حينه، عضو مجلس ادارة، وقد نعتني الجميع بعدم التعقّل لأنني تركت وظيفة مع مجموعة كبيرة وناجحة حيث كنت ايضاً على علاقة بالسيد نيكولا حايك، واعمل معه كل يوم.
ولكنني قرّرت الإلتحاق بهوبلو التي لم تكن ذات قيمة تذكر وقتها. قررت أن أعمل على تطوير ونهضة هوبلو مع فريق العمل نفسه وعلى رأسهم ريكاردو غوادالوبي وڤاليري سيرڤاجون غراند.
فـي البداية لم يساعدني احد ما جعلني اشك بالنتائج التي قد اتوصل اليها، ولكنني ثابرت الى أن وصلت الى أهدافـي. وبالتالي كانت هذه هي تجربة الإدارة الأصعب التي خضتها، ولكن النتيجة هي مجزية جداً وعزيزة جداً على قلبي.
كيف يتمّ اختيارك لسفراء العلامات التي تديرها؟
يجب أن يتناسب السفـير مع روح العلامة، فإذا كانت العلامة تقليدية لا يمكنني انتقاء مغنّ او راقص راب، يجب أن تنسجم هوية السفـير مع نوع الساعة ومستواها، ويجب عليه ايضاً ان يكون ملتزماً بمساعدة العلامة التي يمثّلها حتى خارج وقت وإطار عمله.
واذا كانت العلاقة صحيحة بين السفـير والعلامة فهي تصبح نوعًا من الصداقة وهذا ما نطمح إليه.
ما هي إستراتيجيتك لإستقطاب الأجيال القديمة والأجيال الشابة؟
الإستراتيجية هي التحدّث بلغتهم. وبالتالي نحن لا نقدّم المنتجات ذاتها للجيل الشاب والجيل الأكبر سناً، كما ننتقي سفراء مختلفـين لكل جيل. فمع الشباب علينا التكلم بلغتهم وتناول المواضيع التي تنال اهتمامهم، يجب الدخول الى عالمهم واتباع نمط حياتهم. الأمر نفسه ينطبق على الجيل الأكبر سنّاً.
ولكن ما هو اهم بالنسبة لي هو اللحاق بالشباب، فقد لاحظت أن المنتجات التي نصنعها لهم تستهو ايضاً الجيل القديم الذي يطمح الى اقتناء ساعات توحي بالمستقبل اكثر من ساعات تذكرهم بالماضي الماضي. .
ما هو المشروع الجديد التي تعدنا به؟
لا أدري ولا يمكنني التفكير بذلك. ان الشغف هو نزوة لا يمكن التخطيط لها.
كيف هي حال صناعة الساعات الفاخرة حالياً مقارنة بالسنين الماضية- هل تطوّرت الى الأفضل وما هي إقتراحاتك للتغيير؟
ما تغيّر هو عمليات الشراكة والتجمّع بين المؤسسات التي تعمل فـي هذا المجال. فـي الأساس كانت كل عائلة بمفردها وراء صناعة علامة معيّنة، أما الآن فعدد العائلات المستقلّة بنفسها أصبح قليلاً. الآن اصبحت جميعها تقريباً تنتمي الى مجموعات تجارية كبيرة.
وهناك تغيير على صعيد بائعي التجزئة الذين كانوا كثر فـي الحقبة الماضية ويتمتعون بإستقلالية.
أما اليوم فهي مجموعات وشبكات توزيع كبيرة مثل «الصديقي» الذي يمثّل غالبية دور الساعات. وبالتالي أصبح بائعو التجزئة أقل عدداً ولكن أكثر تأثيراً وقوة.
كذلك كانت الساعات على مختلف علاماتها تعرض للبيع فـي متجر واحد، أما الآن فكل علامة لها بوتيكها الخاص.
أما التغيير الرابع فهو على صعيد العاملين فـي هذا المجال الذين باتوا من الشباب الجامعيين المتعلمين والذين يعرفون جيداً تقنيات المهنة وبالتالي بامكانهم تغيير معالم هذه الصناعة بسهولة. علماً أن هذا القطاع كان يعتمد فـي الماضي على العائلات التي تتناقل أصول الحرفة وتحافظ عليها كما هي دون تغيير.
برأيي سيستمر هذا التغيير بالتطور فـي الاتجاه نفسه، لأن العالم يصبح أصغر شيئاً فشيئاً.
ما هي الساعة التي تقتنيها؟
ساعة Hublot Unico Sapphire، وهي هدية من ريكاردو غوادالوبي، مدير عام هوبلو، لمناسبة عيد مولدي الـ ٧٠ وأحملها تقديراً له ولعمله، وكذلك لأنني أحبها.