عزت ابو عوف يرحل قبل أن يكمل فيلمه “كل سنة وانت … طيب”
عزت أحمد شفيق أبو عوف، ممثل سينمائي ومسرحي مصري بارز، ومقدّم برامج تلفزيونية، ومؤلّف وملحن وسيم وناجح؛ من مواليد 1948 في حي الزمالك ، تخرج من كلية طب، وعمل كطبيب توليد بضع سنوات، قبل أن ينتقل الى الموسيقى التي إستهوته ، وهو إبن الموسيقي المعروف أحمد شفيق أبو عوف، فملأ الشاشة والمسرح تألقًا وحيوية … وكان قد نشأ سعيدًا الى جانب شقيقاته الأربع، منى ومهى ومنال وميرفت، اللواتي أحطنه بالحنان والدعم على الصعيدين الشخصي والمهني وساهمن في صعوده الى الشهرة طيلة سنوات
فارق الحياة في وقت مبكر من صباح الأول من يوليو 2019، وهو يقترب من الواحدة والسبعين من عمره، وهو سن مبكر في عصرنا الحاضر الذي إرتفع فيه معدل الحياة الى ما يفوق الثمانين ….
لم يفارق عزت أبو عوف الحياة بصورة خاطفة ، كما هي الحال أحيانًا في مثل هذه الفئة العمرية، نتيجة سكتة قلبية أو جلطات دماغية صاعقة ، لكن نتيجة مرض مزمن ناتج عن إخفاقات في القلب والكبد طيلة سنوات ..
توفيت زوجته قبل سنوات قليلة، وبدأت رحلته الأليمة مع المرض مذ ذاك، تحيط به إبنته مريم التي تعمل كمديرة أفلام وإبنه كمال .
خضع لعملية جراحية عام 2015 ، وقام بشكر محبيه ومتابعيه عام 2017 على إطمئنانهم على صحته، بعد أن كان قد تعافى من المشاكل الصحية التي عانى منها، وعاد ليمارس نشاطه الفني ، بما في ذلك المشاركة كضيف شرف في الحلقات التلفزيونية المتسلسلة “العراب”، والتحضير لمسلسل آخر بعنوان “نوح” . إلا أن صحته عادت للتدهور ، فأصيب بإلتهاب رئوي عام 2018، وأدخل الى غرفة العناية الفائقة في مستشفى في “المهندسين” في يونيو 2019 قبل وفاته ببضعة أسابيع .
مسيرته الفنية
في العام 1967، أسس أبو عوف فرقة (Les petits chats) لأداء الأغاني الأجنبية التي لاقت شهرة كبيرة حينها . وفي العام 1970، أسس مع عائلته المنخرطة مثله في عالم الفن ، فرقة “4M” الموسيقية ؛
ويعود فيلمه الأول إلى العام 1992 ، والذي شاركه فيه المطرب الطليعي في العالم العربي عمرو دياب وهو بعنوان “آيس كريم إن غليم”.
وعين رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي من العام 2006 لغاية العام 2013 .
من بين أشهر أعماله وأفلامه التي تفوق المئة : مسلسل “هوانم غاردن سيتي” الذي نال رواجًا واسعًا حينها، كوميديا “عمر وسلمى” من ثلاثة أجزاء مع “مي عز الدين” والمغني الشاب “تامر حسني”، “إسماعلية رايح جاي” مع محمد فؤاد ، “طيور الظلام” ، “إغتيال” مع الممثلة “ناديا الجندي” وغيرها الكثير ، إضافة لمشاركته الممثل الكبير “عادل إمام” في أعمال مسرحية وسينمائية ،منها “حسن ومرقص” و”السفارة في العمارة” و”بودي غارد” …
لعب دور الزوج الكهل للمغنية اللبنانية “ميريام فارس”، في مسلسل تلفزيوني رمضاني عام 2014 بعنوان “إتهام” ؛ وأدار برنامج حواري هام عنوانه “القاهرة اليوم” .
أما آخر ظهور علني وإعلامي له، فكان إشتراكه مع عمرو دياب في ترويج قدماه معًا لإحدى شركات الهاتف المحمولة، خلال شهر رمضان المبارك هذا العام .
وللمفارقة المؤسفة ، فقد توفي قبل أن يتمكّن من إكمال تصوير فيلم جديد له بعنوان “كل سنة وانت طيب” (!) بمشاركة المخرج تامر حمزة .
خسارة فنية كبيرة
إعتبرت العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية أن “وفاته خسارة كبيرة على الساحة السينمائية والفنية العربية” .ووصفه الرئيس المصري بالرجل النبيل والممثل الأسطوري، كما رثاه العديد من الفنانين، أبرزهم:
أشرف زكي رئيس إتحاد الممثلين المصريين، والمطرب عمر دياب، والمطرب تامر حسني .
أما معظم التعليقات في الشارع المصري فقد وصفت الراحل الكبير بـ :
المحترم … الأنيق … المهذب…
الكريم… الراقي… الفنان
الشامل… المتميّز…الفريدمن نوعه… مالىء الساحات السينمائية والغنائية والإعلامية…”
سيبقى إسمه ، مثل سمعته وإرثه المتنوّع ، حيًا في قلوب ونفوس محبيه الذين يعدّون بالملايين ، ومحفورًا في سجل الفن المصري والعربي المرهف والمحترف .
رحمه الله .