تحدّيات رئيسية تواجه جهود تبنّي الذكاء الإصطناعي 
 فـي قطاع الأعمال
				
This slideshow requires JavaScript.
 
لطالما تصدّر الذكاء الإصطناعي عناوين الصحف خلال العام 2023. وكان هناك تحذيرات من إمكانية إلحاق هذه التقنية أضراراً جسيمة بالإنسانية، وأن تتسبّب بانقراضها. تقول إدّعاءات أخرى بأنها ستشكّل تهديداً للأمن القومي، كما برزت دعوات إلى التوقّف الفوري عن تدريب أنظمة الذكاء الإصطناعي المتقدّمة لمدة ستة أشهر على الأقل. ويبدو أن نماذج الذكاء الإصطناعي التوليدي، مثل «شات جي بي تي»، كانت من أكثر النماذج التي أثير الكثير من الجدل حول قدرتها على تغيير حياتنا اليومية. ولكن ماذا عن بيئة العمل فـي الشركات؟ وكيف يمكن للشركات الاستفادة من قوة التكنولوجيا التوليدية؟
وإلى أي حد؟
وفـي ما يلي تستعرض شركة إنفور، وعلى لسان فـينيش سوبرامانيان، مدير أول لقسم إدارة المنتجات لدى الشركة،
أبرز التحدّيات التي تواجه جهود تبنّي نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي فـي قطاع الأعمال.
معظم النماذج اللغوية الكبيرة التي تحدث تأثيراً كبيراً على تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية هي نماذج جيدة فـي معالجة اللغات الطبيعية (البرمجة اللغوية العصبية). ويمكن أن تساعد هذه النماذج العامة فـي التطبيقات القائمة على البرمجة اللغوية العصبية، مثل تقديم المساعدة التفاعلية باستخدام روبوتات الدردشة التفاعلية، الأمر الذي سيسرّع من قدرات وصول المستخدمين إلى المعلومات بشكل كبير.
تتيح نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية للمستخدمين الاستفادة من مجموعة متنوعة من مصادر البيانات لإنشاء النصوص والرموز، وصياغة التوقّعات، وكتابة الملخّصات، وإجراء الترجمات، وتحليل الصور وغير ذلك الكثير. كما يمكن توظيف هذه النماذج لمجموعة متنوعة من حالات الاستخدام لدى الشركات مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني، وإعداد التقارير، وتوصيفات المنتجات، ومحتوى المواقع الإلكترونية؛ وصياغة تفاصيل الوظائف وطلبات الشراء؛ وإجراء مقارنات بين المنتجات والشركات، وجمع الصور ومقاطع الموسيقي والفـيديو الخاصة بحملات التسويق.
ويُمكن للشركات التي تمتلك أقسامًا مخصّصة لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرمجيات، توظيف قدرات العديد من الأدوات التقنية مثل ميزة Copilot من مايكروسوفت أو ميزة CodeWhisperer من أمازون ويب سيرفـيسز لصياغة التعليمات البرمجية. وبالنسبة للشركات التي ترغب بتصميم نماذج لغوية خاصة بها، أو تتطلّع ببساطة للتحقق من المعلومات العامة، أو الحصول على التقييمات والتوصيات من خلال الموارد المتاحة عبر الإنترنت، أو الحاجة إلى الجمع بين البيانات الخاصة بشركاتها وإثراء ذلك بالمعلومات المتوفّرة فـي المجال العام، فـيمكنها تحقيق التكامل مع أدوات ومنصّات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «شات جي بي تي» من شركة أوبن أيه آي، أو «بيد روك» من أمازون ويب سيرفـيسز.
التحدّيات التي تواجه تبنّي
نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية
تشهد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تغيّرات وتطوّرات سريعة، والشركات والمؤسسات التي لا تواكب سرعة هذه التغيّرات فـي الوقت المناسب، ستتخلف عن ركب التطور والمنافسة. ومن هنا تبرز أهمية تبنّي الشركات لهذه التكنولوجيا القوية، إلا أنّ هناك عدداً من التحدّيات التي يجب مواجهتها قبل أن يتم اعتماد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع فـي بيئات الشركات:
مسألة الموثوقية
 بالرغم من أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه من قبل النماذج اللغوية الكبيرة يبدو وكأنه محتوى أصلي، إلاّ أنه فـي الواقع يحاكي نمطاً يعتمد على مجموعة بيانات مماثلة تمّ تدريب هذه النماذج عليها مسبقاً. ويمكن أن تكون المعلومات خاطئة فـي الكثير من الأحيان، كما يمكن لهذه النماذج أن تولد إجابات مختلفة للسؤال نفسه.
مسألة الخصوصية
 يتم استخدام البيانات والمعلومات التي يشاركها المستخدمون فـي تدريب هذه النماذج. لذا، يمكن مشاركة الأسرار التجارية القيّمة، ما يؤدّي عن غير قصد إلى انتهاكات فـي قوانين الامتثال والخصوصية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء وتبادل محتوى الأعمال يجب أن يلتزم بالمتطلبات الصارمة للامتثال وخصوصية البيانات.
مسألة التحيّز
 المحتوى الذي تمّ إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مصمّم خصيصاً وفقاً لمعطيات الإدخال، إذ يمكن تدريب النموذج باستخدام بيانات معيّنة دون تعريضه للصورة الكاملة للبيانات. ويمكن فـي نهاية المطاف تشكيل المخرجات بالطريقة التي تريدها، سواء أكانت هذه الطريقة مفـيدة أو ضارة. ويمكن أن تكون نغمة المحتوى الذي تم إنشاؤه موثوقة، بينما فـي الواقع يمكن أن تكون وجهة نظر ذاتية، وسيكون بالتالي من السهل التلاعب بالمستخدم والتأثير على وجهات نظره باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.  
كيف يمكن التصدّي لهذه التحدّيات
إحدى الطرق الفعالة للتصدي لهذه التهديدات، هو تطبيق المرشحات المناسبة على واجهة المستخدم النهائي والتي يمكن من خلالها استخدام نماذج الذكاء الإصطناعي التوليدي من قبل المستخدم العادي. وبالنسبة للاستخدام التجاري، يتعيّن على الشركات اتّباع نهج «الإنسان فـي الوسط»، وبمعنى آخر، يجب أن يخضع كل المحتوى الذي تمّ إنشاؤه للإشراف من قبل شخص حقيقي قبل طرحه للاستهلاك المنتظم.
ويقول فـينيش سوبرامانيان: «بالنظر إلى المعطيات السابقة، فإن الشركات تحتاج لتطوير وجهات النظر الخاصة بها حول كيفـية تطبيق نماذج الذكاء الإصطناعي التوليدي. وسيكون من الضروري اتباع أفضل الممارسات من مطوّري هذه النماذج، مثل استخدام مرشحات الاعتدال التي توفّرها شركة أوبن آيه أي المطورة لمنصة شات جي بي تي».