تاريخ السيارة من العربة العاملة على البخار إلى السيارة الطائرة
ننفق الكثير من الأموال لإقتنائها، ولو بالتقسيط، ليس فقط للإستعمال اليومي الضروري، بل كذلك للذة القيادة والتباهي بملكيتها.
إنها السيارة التي تُعتبر إختراعًا أساسيًا فـي تاريخ البشرية، إختصرت الوقت والمسافات، وقرّبت المجتمعات من بعضها البعض،
وسهّلت عملية تنقّل الإنسان وساهمت فـي هناء عيشه.
صحيح أنها بقيت طويلاً رهينة لمادة البنزين والمازوت بصورة حصرية، وعنصرًا ملوثًا للبيئة، وعرضة لحوادث السير
التي تهدّد السلامة العامة؛ إلاّ أنها لا تزال تمثّل فـي المخيلة العامة رمزًا للقوة والإنعتاق. وبفضل التطوّر العلمي والتكنولوجي
أصبح هناك حلول وبدائل لمعظم إشكالياتها.
إنها السيارة التي تُعتبر إختراعًا أساسيًا فـي تاريخ البشرية، إختصرت الوقت والمسافات، وقرّبت المجتمعات من بعضها البعض،
وسهّلت عملية تنقّل الإنسان وساهمت فـي هناء عيشه.
صحيح أنها بقيت طويلاً رهينة لمادة البنزين والمازوت بصورة حصرية، وعنصرًا ملوثًا للبيئة، وعرضة لحوادث السير
التي تهدّد السلامة العامة؛ إلاّ أنها لا تزال تمثّل فـي المخيلة العامة رمزًا للقوة والإنعتاق. وبفضل التطوّر العلمي والتكنولوجي
أصبح هناك حلول وبدائل لمعظم إشكالياتها.
إستفادت السيارة خلال العقود الماضية من التقدّم العلمي والتقنيات الحديثة التي ضاعفت من قدرتها ومزاياها، وسمحت تباعًا بإمكانية قيادتها بعلبة سرعة (Gear Box) أوتوماتيكية، وخارطة طريق إلكترونية بالصوت والصورة، وبإبتكار السيارة الكهربائية والبرمائية والطائرة إضافة إلى تلك الذكية.
وفـي ما يلي جولة على تاريخ السيارة، بدءًا من العربة العاملة على البخار ووصولاً إلى السيارة الطائرة.
وفـي ما يلي جولة على تاريخ السيارة، بدءًا من العربة العاملة على البخار ووصولاً إلى السيارة الطائرة.
1- العربة العاملة على البخار
«العربة» الأولى التي مكّنت الإنسان من إستعمالها كوسيلة لجر الحاجيات والمدافع دون الحاجة إلى الحصان، إنطلقت للمرة الأولى عام 1769 بقوة البخار وبسرعة 4 كلم /ساعة، ولمدة 15 دقيقة كحد أقصى. مخترعها الأول Joseph Cugnot.
وبعد العربة، تم إعداد سيارة على البخار عام 1801، من قبل البريطاني Richard Trevithick، وتبعه بنسخة مشابهة عام 1804، الأميركي Olivier Evans.
ثم وفـي عام 1873، قام الفرنسي Amédée Bollée، بتصميم سيارة أكبر، تتسع لأشخاص عدّة، وبسرعة 40 كلم /ساعة، وتمّ طرحها للبيع فـي فرنسا وفـي دول أخرى.
«العربة» الأولى التي مكّنت الإنسان من إستعمالها كوسيلة لجر الحاجيات والمدافع دون الحاجة إلى الحصان، إنطلقت للمرة الأولى عام 1769 بقوة البخار وبسرعة 4 كلم /ساعة، ولمدة 15 دقيقة كحد أقصى. مخترعها الأول Joseph Cugnot.
وبعد العربة، تم إعداد سيارة على البخار عام 1801، من قبل البريطاني Richard Trevithick، وتبعه بنسخة مشابهة عام 1804، الأميركي Olivier Evans.
ثم وفـي عام 1873، قام الفرنسي Amédée Bollée، بتصميم سيارة أكبر، تتسع لأشخاص عدّة، وبسرعة 40 كلم /ساعة، وتمّ طرحها للبيع فـي فرنسا وفـي دول أخرى.
2- السيارة بمحرك ذي إحتراق داخلي
 |
تمّ إختراع المحرك ذي الإحتراق الداخلي (Internal Combustion Engine)، من قبل البلجيكي Etienne LeNoir عام 1860، وكان يعمل بالغاز، ولاحقًا بواسطة البنزين؛ وغالبًا ما يُعتبر هذا التاريخ، تاريخًا فعليًا لإختراع السيارة. وفـي عام 1872 شهد العالم أول محرك إحتراق داخلي رباعي Four Strokes Internal Combustion Engine ، ويعود الفضل فـي إختراعه إلى المهندس الألماني Gottleb Daimler، ليتبعه فـي العام 1882 محرك آخر إبتكره أيضًا مهندس ألماني هو Carl Benz.
وفـي العام 1889، أدخل هذا النوع من المحركات فـي سيارة تتسع لأربعة أشخاص، من قبل René Panhard وEmile Levassor، وعرضا أول سيارة تعمل بمحرك إحتراق داخلي للبيع عام 1891.
كما تمّ إبتكار دواليب المطاط للتعامل مع وعورة الطرقات. وإذ بدأت مرحلة التصنيع، تمكّنت فرنسا من تصنيع 30 ألف سيارة عام 1902، من قبل شركات مثل Renault وPanhard وPeugeot، وفتحت مكاتب تسويق لها فـي الولايات المتحدة، التي بدأت بدورها بتصنيع سيارة Ford بأعداد كبيرة إعتبارًا من عام 1903 .
وفـي عام 1926، إندمجت شركتا Daimler-Mercedes وشركة Benz&Cie فـي شركة واحدة هي Mercedes-Benz AG، لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي كان قائمًا حينها، فإنطلقت اعتبارًا من عام 1930. إلاّ أنها واجهت صعوبات أساسية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم عادت وإنطلقت من جديد وتمايزت، إعتبارًا من 1950. أما سيارة فولكس واغن الصغيرة ، المعروفة بسيارة الـ Beetle الشهيرة، فهي السيارة الأولى التي أنتجتها شركة Volkswagen بناءً على طلب أدولف هتلر، كي تكون «سيارة الشعب»، وقد تمّ عرضها على الجمهور عام 1938، ولم يتمّ البدء بإنتاجها فعليًا إلاّ عام 1948، ليأتي بعدها طراز Volkswagen Golf ويطغى عليها. تجدر الإشارة إلى أن سيارة Rolls-Royce الفخمة نشأت نتيجة دمج شركة المهندس الميكانيكي Henry Royce ومؤسسة الأرستقراطي الثري Charles Rolls عام 1906، فكان أن تمكنا معًا من إنتاج السيارات التي أصبحت من بين الأغلى والأفضل فـي العالم . إلاّ أن شركة Audi قامت بشراء مجموعة Rolls-Royce/Bentley عام 1998، وعادت وتنازلت عن رولس -رويس لشركة BMW.
3- السيارة الكهربائية
 |
يعود تاريخ السيارة الكهربائية إلى أواخر القرن التاسع عشر. وأنتجت السيارة الأولى عام 1899، لكنها لم تتمكّن من أن تفرض نفسها فـي سوق المبيعات، نظرًا لإرتفاع سعرها. وساهم الخوف من الأزمات الطارئة المتلازمة مع مسألة إنتاج وتصدير النفط، والحرص المتزايد على عدم تلويث البيئة والخشية من التغيّر المناخي، فـي تطوير وإستعمال السيارات الكهربائية اعتبارًا من عام 2015 بشكل خاص.
ويعمل محرك السيارة الكهربائية على البطارية التي يمكن تغذيتها عبر الكهرباء. وفـي هذا المجال، فقد قامت بعض الشركات بتصنيع سيارات هجينة (Hybrid Cars) تعمل بمحرك على البنزين أو بمحرك على الكهرباء على حدّ سواء. وعلى سبيل المثال، فإن سيارة Renault ZOE الكهربائية مئة فـي المئة، والأكثر مبيعًا فـي أوروبا، يمكنها أن تقطع مسافة 300 كلم قبل إعادة تشريجها. سعرها فـي حدود الـ 29,900 يورو .
ومن بين السيارات الكهربائية الأخرى المعروضة للبيع عام ٢٠١٩:
BMW i-3: بسعر أساسي قدره 38400 يورو، وتسير لغاية 300 كلم.
Citroën C- zero: بسعر أساسي قدره 27000 يورو، وتسير لغاية 150 كلم .
Jaguar I – Pace: بسعر أساسي قدره 80000 يورو، وتسير لغاية 500 كلم .
Nissan e-nv 200 Evalia: تتسع لسبعة أشخاص، بسعر أساسي قدره ٤١٩٠٠٠ يورو، وتسير لغاية 280 كلم.
Nissan Leaf 2: بسعر أساسي قدره ٣٥٧٠٠ يورو، وتسير لغاية 378 كلم.
Peugeot iOn: بسعر أساسي قدره ٢٦٩٠٠ يورو، وتسير لغاية 150 كلم.
Tesla Model -S: بسعر قدره ٦٨٣٠٠ يورو، وتسير لغاية 490 كلم.
Toyota Mirai: بسعر أساسي قدره ٧٨٩٠٠ يورو، وتسير لغاية 550 كلم.
Volkswagen e-Golf: بسعر أساسي قدره ٣٩٥٦٠ يورو، وتسير لغاية 160 كلم.
أما نسبة مبيع السيارات الكهربائية سنويًا فتبقى متواضعة، أي ما بين مليونين ومليونين ونصف مليون سيارة، يباع أكثر من نصفها فـي الصين ، علمًا بأن 500 ألف سيارة من هذا النوع بيعت فـي أوروبا و400 ألف فـي الولايات المتحدة عام ٢٠١٨.
ويتوقّع المراقبون أن يزداد الطلب على السيارات الكهربائية خلال الأعوام المقبلة، ليصل إلى 7 ملايين سيارة سنويًا، إعتبارًا من عام ٢٠٢٠.
4- السيارة البرمائية
 |
بإمكان السيارة البرمائية أن تسير على اليابسة وأن تتحوّل إلى زورق يمكن إستعماله على سطح المياه. إستعملتها الجيوش بشكل خاص؛ إلاّ أن بعض الشركات مثل شركة Fiat الإيطالية، صنّعت مثل هذه السيارات كذلك للإستعمال الشخصي منذ العام ١٩٥٠.
أما شركة GibbsTechnologies الإنكليزية، فقد تمكّنت مؤخرًا من تصنيع سيارة برمائية من نوع جديد، بسرعة قدرها 161 كلم /ساعة على اليابسة، و48 كلم /ساعة على سطح المياه.
ومن المتوقّع أن يكون ثمن مثل هذه السيارة فـي حدود الـ 217000 يورو .
5- السيارة «الذكية»
 |
تعمل شركات صناعة السيارات، ومنها شركات يابانية وأميركية وشركة مرسيديس إعتبارًا من عام 1994، على تطوير سيارات «مستقلة» ومبرمجة، تُعرف بالسيارات «الذكية»، إستنادًا إلى ما تمّ إختراعه فـي الأساس عام 1984 فـي الولايات المتحدة. بإمكان هذه السيارة أن تسير من دون تدخّل السائق على الطرقات العامة، إستنادًا إلى علم الروبوتية، مع اللجوء إلى أنظمة رادار وكاميرات وما شابه، مربوطة بحاسوب ووحدة معالجة مركزية.
إلاّ أن هناك مسائل كثيرة ما زالت تستوجب الحل، من النواحي التقنية والقانونية والنفسية، قبل بدء العمل بمثل هذه السيارات ؛ علمًا بأن Google أعلنت عام 2010، أنها تعمل على بلورة نظام قيادة أوتوماتيكي يعمل بمساعدة الكاميرات والرادار والحاسوب وأنظمة برمجة وذكاء إصطناعي . وقد تمّت تجربة هذا النظام على سيارات Toyota وAudi فـي كاليفورنيا منذ العام 2015 ، دون أن يسجّل حادث جدي يذكر لغاية الآن، لأن نسبة الخطأ محدودة فـي الأنظمة المبرمجة آليًا، مقارنة بشطط عقل الإنسان وسوء تقديره خلال القيادة أحيانًا.
6- السيارة الطائرة
 |
منذ إختراع الطائرة بمحرك Wright Flyer عام 1903، والهيليكوبتر عام 1924، بدأ خيال الإنسان يجنح إلى التفكير بإمكانية إختراع سيارة طائرة فـي يوم من الأيام.
بدأ أول نموذج مصنّع للسيارات الطائرة يتبلور فعليًا ، إعتبارًا من العام 2009 ، وإن كان من غير المتوقّع أن يتمّ الإتفاق على شكلها ونظام عملها النهائي، وكيفـية تنظيم حركة طيرانها قبل أشهر عدّة، بما فـي ذلك تأمين وسائل السلامة الإضافـية ، كتزويدها بمظلات خاصة للهبوط فـي حال حصول عطل أو تصادم ، أو السماح للشخص الذي يستقلها بتعديل برنامج الرحلة إذا ما تعذّر الهبوط فـي المكان المحدّد، لسبب من الأسباب.
ومنذ الآن يعرض بعض هذه النماذج فـي معارض السيارات، مثل طائرة الشركة السلوفاكية AeroMobil فـي معرض فرانكفورت، والبعض الآخر على وشك أن يُعرض فـي سوق المبيعات، مثل السيارة الطائرة BlackFly التي أنتجتها الشركة الكندية Opener العام الماضي.
كما وأن الشركة الألمانية Litium عازمة هذا العام على إنتاج سيارة طائرة تحترم البيئة بسرعة طيران تبلغ 300 كلم / الساعة. وقد يصل سعر مثل هذه الطائرات الى حدود الـ 350 ألف دولار .
تجدر الإشارة إلى أن الشركة الصينية EHang، قامت بتقديم عرض سيارة طائرة تعمل على الكهرباء، مبرمجة وذات معايير عالية السلامة، فـي معرض دبي فـي فبراير 2017، بالتزامن مع القمة العالمية للحكومات. وفـي السياق نفسه، لفت قيام شرطة دبي عام 2018، بإختبار درّاجة طائرة تعمل على الكهرباء وترتفع أفقيًا كالهيليكوبتر Hoverbike S3، وهي مصنّعة فـي كاليفورنيا من قبل شركة Hoversurf. من المتوقّع أن تلاقي السيارات الطائرة رواجًا فـي بعض الدول، خاصة إذا ما ازدادت وإكتملت فـيها عناصر السلامة والراحة. فالحاجة لها قائمة والطلبات متوفّرة، ويبقى بطبيعة الحال نوعية العرض وضماناته.
