مدينة عريقة مدهشة
كارديف
كل الخيارات فـي مكان واحد
وإن كنتم تبحثون عن الاستمتاع بالإطلالات الساحلية المميّزة، والتجوّل بين القلاع الفخمة، وعيش الكثير من التجارب المثيرة، فإن مدينة كارديف بلا شك هي المدينة المثالية لمغامرتكم المقبلة.
من اللحظات الأولى لوجودكم فـيها تشدكم كارديف، إلى الانغماس فـي تاريخها العريق الغارق فـي التفاصيل المدهشة، ابتداءً من قلعة كارديف التي تقع وسط المدينة فـي مكان يبدو للوهلة الأولى وكأنه غير محتمل للعثور على قلعة، وعلى الرغم من أنها لم تكن مقر إقامة ملكية، إلاّ أنها تتمتّع بتاريخ غني بالمظاهر الملكية، فالتصاميم الداخلية الباذخة للقلعة، كالغرفة العربية الفخمة وبرج الساعة المذهل، تُظهر تأثير الطراز القوطي الڤـيكتوري، كما تُعدّ هندسة القلعة المعمارية شهادة على غنى القرن التاسع عشر، وتقدم نظرة ثاقبة للأذواق الملكية فـي ذلك العصر، ويتميّز هذا الصرح التاريخي المدهش بجولاته الإرشادية وأجواء المتعة بسحر الأفلام والتجارب السينمائية الاستثنائية تحت النجوم فـي «سينما لونا”» المُقامة داخل أراضي القلعة.
ولا يقل متحف كارديف الوطني شأناً عن قلعتها، فهذه المساحة النابضة بالحياة والكفـيلة بتعديل ثقافتكم الفنية، تنسج ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها، من خلال المعروضات الجذابة والعروض التفاعلية، وتوفر لكم فرصة قد لا تتكرر للتماهي مع حياة سكان كارديف، واستكشاف الروابط التاريخية العالمية فـي هذا المتحف، والانخراط فـي تجارب تفاعلية يتجسّد فـيها التاريخ على مرأى من أعين الزوار. ومع تيسير عملية التجول فـي المتحف سيتمكن كل الزوار من الاطلاع على جوهر هذه المدينة، والغوص فـي تراث كارديف الغني، وتخيّل ما سيكون عليه مستقبلها، والتواصل مع النسيج المتنوّع الذي يعبّر عن هذه العاصمة الحيوية، وسيعود المتحف بزواره ملايين السنين إلى الوراء بصورة أكثر خيالية تستجلي تفاصيل تاريخ ويلز فـي رحلة عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي، حيث ينغمس الزوار فـي تجربة مذهلة تستكشف النظم البيئية للأرض وجمالها الطبيعي.
وللتجول عبر أروقة كارديف الغامرة بالسحر، متعة أخرى، إذ تُبرز هذه الأروقة الحافلة بالمحال التجارية والمقاهي والأجواء الفريدة، الجانب الإبداعي للمدينة، وتتيح تجربة تسوّق مميّزة ومتيسرة، نظراً إلى انتشارها فـي جميع أنحاء المدينة. ولكن لإلقاء نظرة على المشهد المحلي النابض بالحياة، لابد من التوجه إلى سوق كارديف الذي يُعد مكاناً مثالياً للتعرف على الثقافة المحلية، والعثور على مجموعة من المنتجات الطازجة ومصنوعات الحرف اليدوية وغيرها من السلع الفريدة.
وبالوصول إلى خليج كارديف، ثمة متّسع للزوار للاستمتاع بتناول الطعام على الواجهة البحرية ذات المناظر الخلابة، وبمزيج من الأنشطة الترفـيهية، حيث تشكّل منطقة الخليج مركزاً فريداً من نوعه للمعالم الثقافـية والفعاليات الترفـيهية، فالباحثون عن الإثارة سيكونون فـي هذا المكان على موعد مع مغامرة حقيقية مليئة بالحماسة فـي «كارديف إنترناشيونال وايت ووتر»، وهو مركز تجديف بمعايير أولمبية يقع فـي القرية الرياضية الدولية على الخليج، حيث تنظم سلسلة من الأنشطة المحبّبة، مثل ركوب الطوف والتجديف فـي المياه البيضاء وركوب الأمواج فـي الصالة المغلقة، ولاستكشاف منطقة الخليج بشكل أكبر لا مفر من البدء فـي رحلة بالقارب السريع حول خليج كارديف المذهل، والقيام بجولة حافلة بالمغامرة بين المناظر الخلابة فـي جزيرة فلات هولم الصغيرة الواقعة فـي أقصى الطرف الجنوبي لويلز، كذلك سيكون فـي الإمكان المشاركة فـي جولات بقوارب الكاياك مصحوبة بمرشدين و تلبّي مختلف الأعمار والقدرات، ما يسمح للجميع باستكشاف جمال الخليج الآسر.
على الجانب الآخر، عالمٌ لا يقل متعة وسحراً، فلو إبتعدتم قليلاً عن كارديف المدينة، ستكونون فـي قلب لوحة آسرة من المناظر الطبيعية الهادئة، وتحديداً فـي «بريكون بيكونز»، وهي حديقة جبلية وطنية تقع شمال كارديف، وتتميّز بجمالها الطبيعي وشلالاتها المتدرجة والمشاهد الخلابة التي تحبس الأنفاس، وتُبرز الوجه الآخر الأكثر نضارة وتكاملاً مع جمال مناظر مدينة كارديف. ولمغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، وقد لا تتكرّر فـي مكان آخر، يمكنكم التحليق حقيقةً عبر الريف الويلزي بالانزلاق الحر بالحبال فـي مركز «باركوود آوت دور دوليغير» والاستمتاع بتجربة اندفاع مبهجة وأنتم تنحدرون بالحبال فوق المناظر الطبيعية الغارقة فـي الخضرة، فـي مشهد سيبقى جزءاً من ذكرياتكم المحفورة فـي الذاكرة.
وثمة نشاطات أخرى تنتظر القيام بها، مثل زيارة متجر «فوريج فارم شوب» وسوق نيوبورت، فهذه المراكز المحلية لا تقدم تشكيلة من المنتجات المحلية الصديقة للبيئة فحسب، بل تصلكم أيضاً بالحرفـيين المحليين الموهوبين فـي المنطقة وإبداعاتهم الفريدة، لذلك فالمغامرة خارج حدود كارديف فـي الهواء الطلق والانغماس فـي جمال الوديان والمتنزهات المحلية القريبة، سواء كنتم ترغبون فـي التنزه لمسافات طويلة بين المناظر الطبيعية الخلابة، أو فـي قضاء لحظات هادئة فـي فضاءات الطبيعة الآسرة، توفّر لكم مناسبة نادرة للتواصل مع جمال ويلز الطبيعي، وتماهياً أعمق مع البيئة الطبيعية بكافة مكوناتها.
تقدّم كارديف مجموعة متنوّعة من الخيارات التي تلبّي مختلف الميزانيات، وتوفّر أماكن الجولات القريبة من المدينة والبعيدة عنها، وعروض الإقامة المريحة، ففـي وسط هذه المدينة النابضة بالحياة، ستكتشفون الكثير من الجواهر المدفونة التي ستجعل لإجازتكم المبهجة فـي المدينة، مذاقاً آخر.إن كنتم من الباحثين عن موقع حيوي بجوار متنزه بوت الساحر مباشرةً، فلا تنظروا إلى أبعد من فندق «بارادور 44»، وهو فندق بوتيكي من نمط الفنادق الصغيرة والأنيقة، مستوحى من الطراز الإسباني الذي يوائم بسلاسة بين الهندسة المعمارية التاريخية والمؤثرات الأندلسية، موفراً بذلك لروّاده أجواء فريدة من نوعها.
وبالرغم من أن الفخامة هي السمة المميزة لهذا الفندق، إلاّ أن نجوميته الحقيقية تكمن فـي الطعام الرائع الذي يقدمه، فهذا الفندق الرائد فـي ميدانه يعطي الأولوية لفن الطهو، ويقدم لعشاق الطعام رحلة طهو لا تنسى؛ يستمتع فـيها رواده الذوّاقون بالمشروبات والوجبات الإسبانية الخفـيفة على الشرفة الأندلسية الخارجية.
واستمراراً للنزعة الترحيبية المتأصّلة فـي مرافق كارديف السياحية، يبرز فندق «بونتكانا إن»، بين المناظر الطبيعية الخلابة، بمطعمه الجذاب، وصالته وشرفته الرائعتين، ما يجعله المكان المثالي للاسترخاء بعد يوم حافل من التجول والاستكشاف، حيث تُبرز غرف الفندق العصرية العشرة ذات الحمامات الداخلية جمالية التزيين النباتي ومتعة الاستجمام المنعش بعيداً عن المناطق الحضرية المحيطة، كما أن موقعه الاستراتيجي بالقرب من ملعب «برينسيباليتي» لكرة القدم وحدائق صوفـيا، يجعله خياراً مفضلاً بين عشاق كرة القدم.
وللباحثين عن جولات ساحلية منشّطة، ما عليهم سوى التوجّه إلى فندق سانت ديفـيد، الذي يقع على الواجهة البحرية، إذ يعد هذا الفندق، مع قربه من مناطق الجذب السياحي فـي خليج كارديف، ملاذاً فاخراً يجمع بين التصميم الحديث والإطلالات الشاطئية الهادئة، ويوفّر لرواده غرفاً فسيحة وحمامات مياه معدنية، وخيارات استثنائية لتناول الطعام، ما يضفـي على الإقامة فـي هذا الفندق جاذبية لا توصف.
ويمثّل فندق «ذي رويال هوتيل كارديف»، الأناقة الڤـيكتورية بأبهى صورها، فهذه الجوهرة التاريخية المجاورة لقلعة كارديف، تغمر المقيمين فـيها بالسحر الخالد الذي تشيعه فـي المكان الغرف المريحة والأجواء الجذابة للمطعم والردهة، ناهيك عن أن موقع الفندق بالقرب من المعالم الثقافـية ومناطق الجذب السياحي فـي المدينة يجعله مركزاً مثالياً للانطلاق فـي جولة مثيرة تستكشف تفاصيل المدينة المدهشة.