جاك غريليش من أغلى صفقات البريميرليغ إلى محطة إيفرتون

في خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل مسار أحد أبرز المواهب الإنجليزية، وافق الجناح الدولي جاك غريليش على الانتقال إلى نادي إيفرتون على سبيل الإعارة لموسم واحد قادماً من مانشستر سيتي. هذه الصفقة، التي تأتي بعد تراجع ملحوظ في مستوى اللاعب وخروجه من حسابات المدرب بيب غوارديولا، تثير تساؤلات حول مستقبل غريليش وإمكانية استعادته لبريقه الذي جعله يوماً أغلى صفقة بريطانية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
محطة جديدة في مسيرة غريليش
أفادت تقارير صحفية أن جاك غريليش، قد وافق على الالتحاق بنادي إيفرتون لكرة القدم على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد. هذه الخطوة تأتي في وقت حرج من مسيرة اللاعب، الذي لم يشارك أساسياً سوى في 7 مباريات فقط في الدوري المحلي الموسم الماضي مع مانشستر سيتي، ما يشير إلى تضاؤل دوره تحت قيادة غوارديولا. وعلى الرغم من تراجع مستواه، لا يزال غريليش يتقاضى حوالي 400 ألف دولار أسبوعياً، وهو ما يعكس القيمة السوقية التي كان يتمتع بها. إيفرتون، الذي يستعد لانطلاق الموسم الجديد بمواجهة ليدز يونايتد في 18 أغسطس، يأمل أن يكون غريليش هو القطعة المفقودة التي تعيد للفريق بريقه، خاصة مع انتقال النادي مؤخراً إلى ملعبه الجديد هيل ديكينسون ستاديوم، حيث يتوقع أن يلعب غريليش دور البطولة في هذا الصرح الفخم.
مسيرة جاك غريليش.. من نجم أستون فيلا إلى بطل الثلاثية ثم التراجع
بدأ جاك غريليش مسيرته الكروية في أكاديمية أستون فيلا، وتدرج في الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول. سرعان ما أصبح غريليش النجم الأول للفريق، وقائده، ومحور هجماته. تميز بمهاراته الفردية العالية، قدرته على المراوغة، ورؤيته الثاقبة في صناعة اللعب. قاد أستون فيلا للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وأصبح أحد أبرز اللاعبين في البطولة، ما لفت أنظار الأندية الكبرى. في صيف 2021، انتقل غريليش إلى مانشستر سيتي في صفقة تاريخية بلغت 134 مليون دولار، ليصبح أغلى لاعب بريطاني في ذلك الوقت. في موسمه الأول، تأقلم تدريجياً مع أسلوب لعب غوارديولا، وفي موسم 2022-2023، لعب دوراً رئيسياً في تحقيق مانشستر سيتي للثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا، كأس الاتحاد الإنجليزي)، حيث قدم مستويات مبهرة وأظهر قدرة على التكيف مع متطلبات اللعب الجماعي. لكن بعد هذا الموسم الذهبي، تراجع مستوى غريليش بشكل ملحوظ في الموسم الماضي. بدا أقل حدة، وأقل تأثيراً، مما أدى إلى خروجه تدريجياً من حسابات غوارديولا. نادراً ما اعتمد عليه المدرب الإسباني بشكل أساسي، حتى في ظل معاناة سيتي في بعض الفترات. تم استبعاده لاحقاً من تشكيلة الفريق المشاركة في مونديال الأندية الأخير، وكان بديلاً في الخسارة المفاجئة في نهائي الكأس أمام كريستال بالاس، ما عزز التكهنات حول مستقبله في ملعب الاتحاد.

فرصة لإعادة إحياء المسيرة والعودة للمنتخب
إذا اجتاز غريليش الفحص الطبي بنجاح وأتمّ انتقاله إلى إيفرتون، فستتاح أمامه فرصة ذهبية لإعادة إحياء مسيرته المتعثرة. الانتقال إلى نادٍ جديد، مع ضغط أقل مقارنة بمانشستر سيتي، قد يمنحه المساحة والحرية اللازمتين لاستعادة ثقته بنفسه وتقديم أفضل ما لديه. إيفرتون، الذي يبحث عن قائد ومحرك في خط الهجوم، قد يكون البيئة المثالية لغريليش لاستعادة بريقه. أحد أبرز الدوافع لغريليش سيكون بلا شك العودة إلى تشكيلة منتخب إنجلترا. بعد استبعاده من تشكيلة الأسود الثلاثة في كأس أوروبا 2024، يطمح اللاعب في استعادة مكانه قبل كأس العالم العام المقبل. الأداء المميز مع إيفرتون سيكون مفتاح عودته إلى الساحة الدولية، وإثبات أنه لا يزال يمتلك القدرة على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني.
صفقة انتقال جاك غريليش إلى إيفرتون ليست مجرد انتقال لاعب بين ناديين، بل هي محاولة لإعادة إحياء مسيرة لاعب كان يوماً أيقونة. هل ينجح غريليش في استغلال هذه الفرصة لإعادة اكتشاف ذاته والعودة إلى قمة مستواه؟ الأيام المقبلة في ملعب هيل ديكينسون ستاديوم ستحمل الإجابة، وستحدد ما إذا كان الفتى الذهبي” قادراً على استعادة بريقه وتألقه.