الأسرع نموًا في التاريخ
تطبيق «ثريدز» يهدّد عرش تويتر
في أقل من 48 ساعة، تجاوز تطبيق « ثريدز» الـ 70 مليون مشترك، ما قلب وسائل التواصل الاجتماعية رأسا على عقب، ويبدو أنه أزعج موقع «تويتر» كثيرًا، لدرجة أنه يهدّد الآن باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة «ميتا».
سجّل تطبيق Threads الجديد التابع لشركة «ميتا»، مليوني مستخدم في أول ساعتين من إطلاقه. ويدعم هذا التطبيق الذي يُنظر إليه على أنه منافس لـ Twitter المنشورات التي تصل إلى 500 حرف وصور وفيديو حتى خمس دقائق.
وأصبح «ثريدز» الآن، التطبيق الأسرع نموًا، إذ تفوّق على أداة الذكاء الاصطناعيChatGPT، التي اكتسبت أول مليون مستخدم بعد خمسة أيام من إطلاقها في نوفمبر من العام الماضي.
نسخة عن تويتر
من الواضح أن التطبيق الجديد ينافس تويتر، حتى إنه يشبه العصفور الأزرق في كل شيء تقريبًا من الداخل، طريقة كتابة التغريدات القصيرة نفسها، لكن بعدد حروف أكبر يصل إلى خمسمئة حرف، وطريقة الرد على تلك التغريدات والتفاعل معها نفسها.
وقد بدأ تطوير التطبيق منذ شهر يناير الماضي، استغلالاً للمشكلات الأخيرة التي تتعرIض لها منصة تويتر، بعد انتقالها لملكية إيلون ماسك، وهو ما أكده آدم موسيري، رئيس إنستغرام، مشيرًا إلى أن «التقلIبات» وAعدم إمكانية التنبؤ» بما يحدث في تويتر تحت قيادة ماسك، قد أتاحت الفرصة للمنافسة في هذا السوق.
وقد جاء الإعلان عن تطبيق «ثريدز» بعد المشكلة الأخيرة التي تسبّب بها ماسك، وهي الحدI من التغريدات التي يمكن للمستخدمين رؤيتها في اليوم، وهي خطوة لم يسبق أن قامت بها أي منصة تواصل اجتماعي، لأن هذا ببساطة على النقيض من الفكرة التي قامت عليها تلك المنصات في الأساس.
من المرجّح أن هذا القرار سيكون مؤقتًا، لكنه أثار حفيظة المستخدمين والمعلنين، فالمعلنون على منصات التواصل الاجتماعي يعتمدون على مدى الانتشار والتفاعل والمشاركة في تلك المنصات. وقد أشارت التقارير الداخلية في تويتر إلى أن مبيعات الإعلانات في أميركا تراجعت بنسبة 59 في المئة، مقارنة بهذا الوقت نفسه من العام الماضي، رغم إصرار ماسك على أن كل شيء يجري على طبيعته وأن المعلنين قد عادوا إلى المنصة. المشكلة أن محاولات البحث عن تفسير منطقي لأيٍّ من هذه القرارات أصبحت مستحيلة على الصحافة الآن، لأن ماسك تخلص من كل موظفي التواصل في تويتر.
أما الجديد الذي يحاول «ثريدز»تقديمه فهو ربط ميزات تويتر بميزات إنستغرام، فدائمًا ما تشعر أن تويتر منصة إخبارية أكثر منها شبكة اجتماعية، حتى أن اعتبرتها هكذا فهي شبكة للنخبة؛ لن تجد أصدقاءك المعتادين يشاركون «الميمز» المعتاد والمكرر، لكنْ هناك صحفيين ورجال أعمال وشركات كبرى وسياسيين وتصريحات نارية، وغيرها من الأمور التي لا يهتم بها أحد تقريبًا، إلاّ مَن يعمل بتلك المجالات. لهذا فإن إمكانية الحصول على تطبيق مشابه لتويتر، ولكن بشبكة إنستغرام نفسها، من أصدقائك وعائلتك وجيرانك، لهو أمر جديد علينا، وربما أمر مثير للغاية أيضًا.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن مارك زوكربيرغ، لطالما كان معجباً بتأثير تويتر منذ بداياته في إثارة النقاشات العامة في المجتمع، وحاول شراء المنصة أكثر من مرة في الماضي، وهو ما دفعه لتلخيص فكرة تطبيق «ثريدز» قائلا: «يجب أن يوجد تطبيق للنقاشات العامة يملك أكثر من مليار شخص. لقد أتيحت الفرصة لتويتر ليكون هذا التطبيق ولكنه لم يفلح. نأمل أن نفعل نحن هذا».
قوّة «ثريدز»
على الرغم من أن هذا التطبيق لا يقدّم فعلياً أي جديد في عالم التكنولوجيا، إلاّ أن نجاحه يقوم على نقاط قوّة عدّة، أبرزها ،امتلاك منصة إنستغرام نحو مليارَيْ مستخدم نشط شهريًا بينما يملك تويتر 368 مليون مستخدم، هذا يعني إذا تمكّن تطبيق «ثريدز» من تحويل 20 في المئة فقط من قاعدة مستخدمي إنستغرام، فسيتفوّق على تويتر بسهولة من حيث عدد المستخدمين. بهذا لن يواجه التطبيق مشكلة في الاشتراكات الأولى، خاصة مع توفيره لتلك الخطوة بسهولة جداً، فكلّ ما عليك فعله هو التسجيل في حساب إنستغرام نفسه أصلا، لكن هل يكفي هذا لكي ينجح التطبيق الجديد؟
التسجيل هو الخطوة الأولى، لكن لكي يكمل التطبيق مسيرته، يجب أن يحتفظ بهؤلاء المشتركين ويحوّلهم إلى مستخدمين نشطين، يتفاعلون مع التطبيق باستمرار. هذا الجانب تحديدًا هو الأصعب، لأنه بوصفك مستخدماً لتطبيقات التواصل الاجتماعي، عليك أن تخلق عادة جديدة بالكامل، وتجعل تطبيق «ثريدز» جزءًا من روتين يومك الطبيعي، وهي مهمة ليست بسهلة أبدا.
الحفاظ على النجاح مهمة صعبة
مع إطلاقه، شهد تطبيق «ثريدز» إقبالاً لافتاً بل يفوق التوقّعات، ولكن الحفاظ على هذا النجاح ليس بالسهولة نفسها والشركة تدرك هذا الأمر، وربما لهذا اختارت أن يكون التطبيق منفصلاً، وليس مجرد ميزة أخرى داخل إنستغرام، مثل ميزة الفيديوهات القصيرة «ريلز».
ففي عام 2022 حقّق تطبيق إنستغرام أرباحًا بقيمة 51.4 مليار دولار وهو ما يُمثِّل نحو 45 في المئة، من إجمالي إيرادات شركة ميتا، لهذا من الصعب المخاطرة بدمج ميزة جديدة الآن، ربما تؤثر على سمعة تطبيق ميتا الأكثر انتشارًا بين الشباب، وربما يفسّر هذا أيضًا اختيار تصميم «ثريدز» بناء على تقنيات إنستغرام، لأن أكثر من 70 في المئة من مستخدمي إنستغرام أقل من 35 عامًا.
في حال فشل تطبيق «ثريدز»، فلن تخسر الشركة كثيرًا، ولكن إن نجح فسوف يكون منافساً أو حتى بديلاً لتويتر.