مسار جديد يكشف روعة المملكة العربية السعودية ويرفع مستوى التحدّيات
رالي داكار 2024
أكثر من 5000 كلم من المنافسة والمتعة
يترقّب مجتمع رياضة المحركات العالمي، انطلاق منافسات النسخة 46 من رالي داكار السعودية، حيث يحظى الرالي العريق باهتمام عالمي بارز تمثل في إعلان 70 قناة تلفزيونية، نقل منافساته إلى 190 دولة في مختلف قارات العالم. وتستضيف المملكة العربية السعودية منافسات الرالي بالكامل، للعام الخامس على التوالي، خلال الفترة من الـ5 وحتى الـ 19 من يناير المقبل في مسار جديد ينذز بتحديات أكبر وأصعب على السائقين. ويمتدّ سباق رالي دكار على مدار 13 مرحلة، لمسافة أكثر من 5000 كيلو متر في مختلف أنحاء المملكة، وسيمر هذا العام بالعلا والحناكية والدوادمي والسلامية والهفوف وشبيطة والرياض وحائل ثم العلا، ويختتم في ينبع.
منذ استضافته في المملكة للمرة الأولى عام 2020، حقق رالي داكار السعودية، نجاحات واسعة على مختلف الصعد، وجذب انتباه جميع وسائل الإعلام العالمية، التي أشادت بالاستعدادات اللوجيستية المتميّزة التي وفّرتها المملكة للمشاركين من السائقين والطواقم، وكذلك التسهيلات والخدمات المميزة التي تمتعت بها وسائل الإعلام التي تغطي الحدث.
مسار مليء بالتحدّيات
تعتبر 60 في المئة من المسارات التي يقطعها الرالي هذا العام ، مناطق جديدة من السعودية، ما يتيح الفرصة لجمهور هذه الرياضة بالتعرّف الى جمال وروعة أراضي المملكة، وسيتم إنشاء 9 معسكرات للإقامة الموقتة “البيفواك” على مساحة كبيرة تمتد من الغرب إلى الشرق، تتقاطع مع المسار في كلا الاتجاهين حتى نقطة النهاية في ينبع، على شواطئ البحر الأحمر.
وتعد النسخة الخامسة من رالي داكار في المملكة العربية السعودية، بتحديات ستدفع الإنسان والآلة إلى مستويات أصعب من النسخ السابقة. فمنذ الأسبوع الأول من المنافسة التي ستنطلق من العلا سيشعر المتسابقون بقسوة الحدث وصعوبة المنافسة، بينما ستحتدم المنافسة في صحراء الربع الخالي مع تقديم مفهوم جديد بالكامل يتضمن مرحلة خاضعة للتوقيت تمتد لـ 48 ساعة، تقام على مدار يومين سيُترك المتسابقون خلالهما وحدهم برفقة مركباتهم وأجهزتهم. وفيما سيوفر يوم الراحة في الرياض متنفساً وجيزاً للمتسابقين، فإنّ التضاريس المتنوّعة بين الرياض وينبع ستطرح العديد من التحديات الملاحية التي قد تقلب موازين القوى في أي وقت.
مرحلة تمهيدية.. 12 مرحلة.. و14 يوماً من السباقات
بعد نسخة متطلبة كشفت عن قدرة المتنافسين على الصمود، ستوائم تحديات رالي داكار السعودية 2024 توقعات المتنافسين. يغطي مسار هذا العام نحو 5000 كيلومتر من المراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت.
وستكون صحراء الربع الخالي مسرحاً للمرحلة الجديدة كليًا (48 ساعة)، بتنسيق خاص يتجاوز الحد الزمني المفروض على التسلسل الأول.
يتم التنافس في المرحلة الجديدة هذه، على مدار يومين مع قيود مرحلة الماراثون، على الرغم من أنه يسمح للمتسابقين بمساعدة بعضهم البعض خلال المساء. لكن هذه المرة، لن يكون هناك خيار للمقصف أو رفقاء التصليح، حيث سيتم توزيع السائقين والأطقم على ثمانية معسكرات إقامة موقتة مختلفة. وعندما تحل الساعة 4 مساء، سيطلب من جميع المركبات التوقف عند معسكر الإقامة الموقت التالي الذي يصادفونه. مع عدم وجود اتصال وبالتالي عدم معرفتهم لأداء منافسيهم، سيعسكر المتسابقون وينطلقون مرة أخرى في الساعة 7 صباحًا في اليوم التالي لإكمال الجزء المتبقي من المسار، وسيتم الاحتساب بعد نحو 600 كيلومتر من المرحلة الخاصة.
وتشكل التضاريس الموجودة في صحراء الربع الخالي مكاناً مثالياً لدورتين منفصلتين، أحدهما للدراجات النارية والكوادز والأخرى للسيارات والشاحنات. لذلك، لن تستفيد فرق الاتحاد الدولي للسيارات الكبرى من آثار الدراجات على المسار وسيتعيّن عليها الملاحة اعتماداً على مواهبها.
داكار كلاسيك: شغف بالمركبات التاريخية
منذ انشاء فكرة داكار كلاسيك في نسخة رالي 2021 ، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحدث، وتعود هذا العام لتشارك بـ 23 سيارة وشاحنة من حقبة الثمانينيات والتسعينيات ويقتصر التنسيق على نحو 100 طاقم، يجتمعون لمشاركة شغفهم بالمركبات التاريخية وترميمها.
سنشاهد النماذج الرائعة من ثمانينيات القرن الماضي المماثلة لسيارة بورشه 911 إس لرينيه ميتجي وجاكي إكس، وسيارة بيجو 205 لأري فاتانين، وشاحنة داف مزدوجة الكابينة لجان دي روي، التي سيبعث المختصون فيها الحياة من جديد من خلال فئة داكار كلاسيك.
المهمة 1000.. دفع المستقبل
أطلق تحدي المهمة 1000 كجزء من برنامج مستقبل داكار، والذي وضع عام 2030 ، كهدف للانتقال إلى الاستخدام الكامل للطاقات البديلة في داكار. وبالتالي تشكّل هذه المهمة منصة اختبار يمكن فيها تجربة أحدث التقنيات على تضاريس داكار من دون الحاجة لخوض المراحل الطويلة ومفرطة القساوة. تم تطوير فكرة جديدة لاختبار أحدث التقنيات على أرض رالي داكار: إحداث قسم بـ 100 كلم في كل المراحل التي تشكل الرالي، ما يعني بلوغ مجموع 1000 كلم يكتشف فيها المصنّعون الخيارات التقنية التي تستحق اعتمادها واتباعها للمستقبل. ستظهر المركبات التسع المشاركة في هذه السابقة التاريخية إلى العلن للمرة الأولى خلال انطلاق المرحلة التمهيدية في العلا. وفي حين أن هذا التحدي لا يهدف الى خلق منافسة بين المصنعين، فقد تم اعتماد عدد من معايير التقييم لدفع المركبات للضغط وإظهار سرعتها والإبقاء على الدراجين والسائقين متأهبين. تم اختيار ثلاثة أنواع محركات للمهمة 1000: كهربائية بالكامل/ هيدروجينية بالكامل/ بالتقنيات الهجينة.
ناصر العطية يشكل فريق الأحلام
هل سيحافظ على لقبه للسنة الثالثة على التوالي؟
أنهى السائق القطري المخضرم ناصر العطية (52 عاماً)، بطل العالم للراليات، حالة الغموض التي رافقته بسبب الفريق الذي سيشارك معه في منافسات رالي داكار 2024 ، الذي سيدافع فيه عن لقبه. وبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية ، فإن العطية قرّر تشكيل فريق الأحلام الخاص به، من أجل المنافسة، بعدما وقّع مع فريق البحرين رايد إكستريم، علماً أنه سيقود سيارة “هانتر”. فهل سينجح بالحفاظ على لقبه للسنة الثالثة على التوالي؟
بحسب توقّعات مجلّتنا نعم، إذ أثبت ناصر خلال السباقات الأخيرة قدراته العالية على المنافسة. وسيحافظ على ملاحه ماثيو بوميل، إذ سيكون “باها بورتاليغري 500″، وكذلك “باها دبي” الدولي تحضيراً للمنافسة في نسخة داكار المقبلة رقم 46 على أراضي السعودية في شهر يناير.
ويعتبر العطية أحد أنجح سائقي الراليات الصحراوية في تاريخ هذه الرياضة، مع 5 ألقاب في داكار باسمه، من بينها ثلاثة، خلال السنوات السبع التي أمضاها مع تويوتا، حيث فعلها أيضاً مع فريقي فولكسفاغن وميني.
رياضي متنوّع المواهب
ناصر صالح ناصر عبدالله العطية هو من مواليد 21 ديسمبر 1970 في الدوحة، وهو سائق رالي قطري ورامي رياضي. لقد كان بطل العالم للراليات لعام 2006، وبطل WRC-2 لعامي 2014 و2015، وبطل الرالي في الشرق الأوسط 18 مرة، وفائز خمس مرات بكأس العالم للراليات عبر الضاحية الذي ينظمه الاتحاد الدولي للسيارات. أما في مجال سباقات الداكار ففي رصيد العطيّة 5 انتصارات (2011، 2015، 2019، 2022، 2023) ما يجعله العربي الوحيد من الشرق الأوسط وغرب آسيا الذي فاز بالمسابقة أكثر من مرة.
وفي الرماية، فاز العطية بالميدالية البرونزية في منافسات السكيت للرجال في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن.
مسيرة من الانتصارات
ظهر العطية لأول مرة في رالي داكار عام 2004 مع ميتسوبيشي، حيث احتل المركز العاشر في الترتيب العام. دخل الإصدارات الثلاثة التالية بسيارة X-Raid BMW، واحتل المركز السادس في عام 2007.
بعد فوزه بكأس العالم للراليات عبر الريف لعام 2008 في سيارة BMW، شارك جنبًا إلى جنب مع السائقة السويدية تينا ثورنر في رالي داكار 2009 في الأرجنتين. وكان من بين المرشحين الأوائل حتى تم استبعاده في 8 يناير 2009 بعد أن فاته 9 نقاط تفتيش، وتنص القواعد على أن 4 نقاط تفتيش مفقودة هي الحد الأقصى. احتل المركز الثاني في رالي دوس سيرتويس من غويانيا إلى ناتال في البرازيل (24 يونيو – 3 يوليو 2009) خلف كارلوس ساينز من إسبانيا.
في رالي داكار 2010، احتل العطية المركز الثاني خلف كارلوس ساينز، بفارق يعتبر الأصغر في تاريخ السباق. في 15 يناير 2011، فاز العطية بسباق داكار الأسطوري ما جعله العربي الوحيد الذي يفوز بالسباق الصعب على الإطلاق.
كذلك فاز العطية بكأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة الذي ينظمه الاتحاد الدولي للسيارات بخمسة انتصارات، ورالي داكار 2015 بقيادة سيارة Mini All4 Racing X-Raid، وكأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة 2016 التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات لتويوتا بستة انتصارات.
وفي عام 2019، فاز برالي طريق الحرير بقيادة تويوتا هيلوكس لفريق تويوتا غازو ريسينغ. حصل على المركز الثاني في 2019 باجا 1000. كما فاز برالي داكار 2019.
في عام 2022 ، فاز برالي داكار 2022 في المملكة العربية السعودية، ما جعله العربي الوحيد الذي يفوز برالي داكار على الأراضي العربية، متفوقًا على بطل العالم للراليات 9 مرات سيباستيان لوب.
في عام 2023، فاز برالي داكار 2023، حيث فاز بالرالي للمرة الخامسة في مسيرته، متفوقًا مرة أخرى على سيباستيان لوب.
وتميّز في عالم الاكستريم إي
وقّع العطية مع أبت كوبرا إكس إي للسباق في بطولة إكستريم إي 2022، أولاً جنبًا إلى جنب مع الفائزة برالي داكار 2001 جوتا كلاينشميت ولاحقًا مع كلارا أندرسون. وحقق الفريق فوزا في تشيلي والمركز الثالث في تشيلي ليحتل المركز السادس في النقاط. واستمر العطية وأندرسون معًا في أبت كوبرا لموسم 2023. تسابق العطية في الجولات الأربع الأولى من الموسم وحل محله سيباستيان لوب وأدريان تامباي في الجولات 5-8 و9-10 على التوالي حيث يركز على كأس العالم في باجا.
