الفيفا يدرس توسيعًا تاريخيًا: هل يصبح مونديال 2030 بـ 64 منتخبًا؟

في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في تاريخ بطولة كأس العالم، التقى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مؤخرًا في نيويورك مع أليخاندرو دومينيغيز، رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، لمناقشة مقترح طموح بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2030 إلى 64 فريقًا. هذا المقترح، الذي يحمل في طياته تداعيات كبيرة على شكل البطولة ومستقبلها، يثير تساؤلات عديدة حول الجدوى التنظيمية والرياضية.
مقترح أمريكي جنوبي بدعم إنفانتينو
لم يكن هذا المقترح وليد اللحظة، فقد طُرح لأول مرة في مارس الماضي خلال اجتماع افتراضي لمجلس الفيفا من قبل مندوب أوروغوياني. إلا أن الاجتماع الأخير في نيويورك يمثل المرة الأولى التي يُقدم فيها قادة الكونميبول هذا الاقتراح مباشرة إلى إنفانتينو، بحضور رؤساء اتحادات كرة القدم في الأرجنتين والأوروغواي، بالإضافة إلى رئيسي باراغواي والأوروغواي. هذا الحضور الرفيع المستوى يؤكد جدية المقترح وأهميته بالنسبة لدول أمريكا الجنوبية. وقد نشر دومينيغيز على إنستغرام صورة تجمعه بإنفانتينو والمسؤولين، معلقًا: “نؤمن بكأس عالم تاريخي في 2030”. اللافت للنظر هو ما ذكرته صحيفة لا ناسيون بأن إنفانتينو نفسه هو من نظم الاجتماع ويدعم هذه الخطة، ما يعطيها دفعة قوية نحو التنفيذ.

تحديات لوجستية ورياضية لبطولة عملاقة
إذا ما وافق الفيفا على هذا المقترح، فإن كأس العالم 2030 سيتحول إلى بطولة عملاقة تضم 128 مباراة، وهو ضعف عدد المباريات في النسخ السابقة التي كانت تتألف من 64 مباراة (منذ عام 1998 وحتى 2022). هذا التوسع الهائل يطرح تحديات لوجستية وتنظيمية غير مسبوقة. فزيادة عدد المنتخبات والمباريات تتطلب بنية تحتية ضخمة من الملاعب، ومرافق التدريب، وشبكات النقل، والإقامة، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بجدولة المباريات وتوزيعها على الدول المضيفة.
مونديال 2030: احتفالية ثلاثية القارات بلمسة تاريخية
يُذكر أن مونديال 2030 سيقام في ست مدن موزعة على ثلاث قارات، حيث تستضيف المغرب والبرتغال وإسبانيا المنافسات الرئيسية. هذا التوزيع الجغرافي الواسع قد يساعد في استيعاب العدد المتزايد من المباريات. ولكن الأهم من ذلك، أن هذه النسخة ستحمل طابعًا احتفاليًا خاصًا بمناسبة الذكرى المئوية لأول كأس عالم في عام 1930. ولهذا السبب، ستقام مباراة خاصة واحتفالات بمناسبة المئوية في الأوروغواي، الدولة المضيفة الأولى، بالإضافة إلى استضافة الأرجنتين وباراغواي لمباراة واحدة لكل منهما. هذا البعد التاريخي قد يكون حافزًا إضافيًا للفيفا لقبول المقترح، سعيًا لجعل مونديال 2030 نسخة استثنائية بكل المقاييس. يبقى السؤال معلقًا: هل ستشهد كرة القدم العالمية أكبر توسع في تاريخ بطولتها الأبرز، أم أن التحديات ستجعل الفيفا يعيد النظر في هذا المقترح الطموح؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.