سيتي يفوز على ليفربول في ليلة غوارديولا الألف في الدوري الإنجليزي

في ليلة تاريخية شهدت خوض بيب غوارديولا مباراته الألف كمدير فني، قدم مانشستر سيتي عرضاً كروياً مبهراً، محققاً فوزاً ساحقاً بثلاثة أهداف دون رد على ضيفه ليفربول. هذه النتيجة لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت بمثابة رسالة قوية من حامل اللقب، وضربة قاسية لآمال الريدز في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لتترك تساؤلات حول مستقبل الفريق الأحمر في حملته الدفاعية.
صدمة الأنفيلد في معقل السيتي: تفاصيل ليلة الهزيمة الثقيلة
بدأ اللقاء على ملعب الاتحاد بحماس كبير من أصحاب الأرض، الذين لم يتأثروا بإضاعة نجمهم النرويجي إيرلنغ هالاند لركلة جزاء في الدقيقة 13 بعد أن انتزعها البلجيكي جيريمي دوكو بمهارة. واصل السيتي ضغطه المكثف، ليثمر عن هدف الافتتاح في الدقيقة 29 برأسية قوية من هالاند نفسه، معوضاً ركلة الجزاء الضائعة ومعززاً صدارته لقائمة الهدافين برصيد 14 هدفاً في 11 مباراة. وقبل نهاية الشوط الأول بلحظات، وجه الإسباني نيكو غونزاليس ضربة موجعة لليفربول بتسجيله الهدف الثاني من تسديدة بعيدة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، بعد تمريرة متقنة من البرتغالي برناردو سيلفا. ورغم محاولة ليفربول العودة في الشوط الثاني، إلا أن البلجيكي جيريمي دوكو أجهز على آمالهم تماماً بتسجيله الهدف الثالث للسيتي في الدقيقة 63 بتسديدة قوسية رائعة، ليختتم فصلاً من السيطرة المطلقة لـ السماوي. تجدر الإشارة إلى أن ليفربول كان قد اعتقد أنه عادل النتيجة في الدقيقة 38 برأسية مدافعه فيرجيل فان دايك، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على أندي روبرتسون الذي اعتبر متداخلاً في اللعبة ومؤثراً على حارس السيتي.
تكتيك غوارديولا المحكم وانهيار دفاع الريدز
لم يكن فوز مانشستر سيتي مجرد تفوق فردي، بل كان نتيجة لتكتيك محكم من بيب غوارديولا الذي احتفل بمباراته الألف بأفضل طريقة ممكنة. أظهر السيتي سيطرة كاملة على مجريات اللعب، مستغلاً سرعة ومهارة لاعبيه في الأطراف، خاصة جيريمي دوكو الذي كان شوكة في خاصرة دفاع ليفربول طوال المباراة. على الجانب الآخر، بدا ليفربول بعيداً عن مستواه المعهود، خاصة في الشوط الأول. ورغم أن الفريق دخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزين متتاليين على أستون فيلا في الدوري وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، إلا أن أشباح عدم الاستقرار الدفاعي التي لازمته في بداية الموسم عادت لتطارده. بدا خط الدفاع مهتزاً، وخط الوسط لم يتمكن من مجاراة إيقاع السيتي، مما ترك مساحات استغلها لاعبو مانشستر سيتي ببراعة. هذا الأداء يثير تساؤلات جدية حول قدرة الفريق على استعادة توازنه والمنافسة على الألقاب الكبرى.

خريطة الدوري تتغير: السيتي يطارد أرسنال وليفربول يتراجع
بهذا الفوز السابع له هذا الموسم والرابع توالياً محلياً وقارياً، رفع مانشستر سيتي رصيده إلى 22 نقطة، ليصعد إلى المركز الثاني في جدول الترتيب، متجاوزاً تشيلسي الذي كان قد صعد مؤقتاً للوصافة بفوزه على وولفرهامبتون. ويقلص السيتي الفارق مع المتصدر أرسنال إلى 4 نقاط فقط، بعد تعثر المدفعجية بالتعادل 2-2 مع سندرلاند في مباراة مثيرة. على النقيض، توقف رصيد ليفربول عند 18 نقطة، ليتراجع إلى المركز الثامن بفارق الأهداف خلف توتنهام وأستون فيلا ومانشستر يونايتد. هذا التراجع المبكر يضع علامات استفهام كبيرة حول حملة الريدز للدفاع عن لقبهم، ويجعل مهمتهم في العودة إلى صدارة المنافسة أكثر صعوبة وتعقيداً.
ترتيب فرق الصدارة بعد الجولة 11:
أرسنال: 26 نقطة
مانشستر سيتي: 22 نقطة
تشيلسي: 20 نقطة
توتنهام: 19 نقطة
أستون فيلا: 19 نقطة
مانشستر يونايتد: 19 نقطة
ليفربول: 18 نقط
مستقبل متذبذب لليفربول وطموح لا يتوقف للسيتي
يبدو أن مانشستر سيتي، بقيادة بيب غوارديولا، قد استعاد كامل عافيته وعزيمته في مطاردة لقب الدوري. الفوز الكبير على منافس مباشر مثل ليفربول يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة قبل فترة التوقف الدولي. أما ليفربول، فيواجه الآن فترة من التحديات الكبيرة. الهزيمة الثقيلة تضع ضغطاً هائلاً على المدرب واللاعبين لإعادة تقييم الأداء وتصحيح الأخطاء. مع تضاؤل فرص الدفاع عن اللقب، يجب على الريدز التركيز على ضمان مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا والبحث عن الاستقرار الذي افتقدوه في العديد من مباريات هذا الموسم. التوقف الدولي قد يكون فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق، لكن المهمة ستكون شاقة أمام فريق يبدو أن أشباح الموسم الماضي لا تزال تطارده.











