الكلاسيكو المنتظر: صراع العمالقة على صدارة الليغا وتحديات الغائبين والعائدين

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، يوم الأحد الموافق 26 أكتوبر، نحو ملعب سانتياغو برنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد، حيث يستضيف ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة في قمة الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني. هذه المباراة، التي تتجاوز كونها مجرد لقاء رياضي لتصبح حدثاً عالمياً، تحمل أهمية مضاعفة هذا الموسم، فهي ليست فقط صراعاً على النقاط الثلاث، بل هي معركة على صدارة جدول الترتيب، وتحدٍ لإثبات الذات في ظل ظروف معقدة يمر بها الفريقان، أبرزها أزمة الإصابات وتغيير المدربين.
صراع العمالقة: تاريخ من التنافس الذي لا يهدأ
لطالما كانت مباريات الكلاسيكو عنواناً للتنافس الشرس الذي لا يقبل التكهنات. فالتاريخ يؤكد صعوبة التنبؤ بالفائز، حيث يتصدر ريال مدريد سلسلة المباريات التاريخية في الدوري الإسباني بفارق ضئيل، محققاً 105 انتصارات مقابل 104 لبرشلونة، وتعادل الفريقان في 52 مناسبة. ورغم هذا التقارب، يدخل برشلونة اللقاء وهو يسعى لتحقيق فوزه الخامس على التوالي على ريال مدريد في جميع المسابقات، بعد أن كان قد حسم آخر لقاء بينهما في مايو الماضي بنتيجة 4-3، في طريق تتويجه بلقبه الثامن والعشرين في الليغا، وشهدت تلك المباراة تألقاً لافتاً من البرازيلي رافينيا بتسجيله هدفين.
على صفيح ساخن: الكلاسيكو في صدارة الليغا
يدخل ريال مدريد المباراة وهو يتصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني، بعد بداية موسم قوية جمع فيها الفريق الملكي 24 نقطة من 10 مباريات، محققاً 7 انتصارات و3 تعادلات، وبدون أي هزائم حتى الآن. هذا التفوق يمنحه دفعة معنوية كبيرة. كما أن كلا الفريقين يدخلان اللقاء منتشيين بعد تحقيق الفوز في مباراتيهما بدوري أبطال أوروبا، حيث اكتسح برشلونة ضيفه أولمبياكوس بنتيجة 6-1، بينما فاز ريال مدريد على يوفنتوس بهدف نظيف، مما يؤكد جاهزية الفريقين فنياً وبدنياً لهذه المواجهة الحاسمة.
معركة التشكيلات: الغائبون والعائدون يقلبون الموازين
تُعد أزمة الإصابات المتصاعدة تحدياً كبيراً لكلا المدربين، حيث أثرت بشكل كبير على تشكيلتيهما. ففي ريال مدريد، يغيب المدافعان أنطونيو روديغر وديفيد ألابا، ما يضع المدرب تشابي ألونسو أمام خيارات محدودة في الخط الخلفي. في المقابل، يعاني برشلونة من غيابات مؤثرة للغاية، أبرزها فرينكي دي يونغ، روبرت ليفاندوفسكي، داني أولمو، خوان غارسيا، غافي، والحارس مارك أندريه تير شتيغن، وهي إصابات قد تضعف من قوة الفريق في خط الوسط والهجوم والدفاع. لكن بصيص الأمل يكمن في عودة بعض اللاعبين المهمين. ففي ريال مدريد، يعود المدافع الإسباني دين هويسن، والإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد، ولاعب الوسط الإسباني داني سيبايوس، والظهير الأيسر فيرلاند ميندي، وداني كارفخال. أما في برشلونة، فيستعيد الفريق خدمات البرازيلي رافينيا، والإسباني فيران توريس، والأوروغوياني أراوخو، مما قد يمنح الفريق بعض الحلول الهجومية والدفاعية التي افتقدها مؤخراً.

صراع العقول: ألونسو في مواجهة فليك الغائب
يخوض لاعب وسط ريال مدريد السابق، تشابي ألونسو، أول مباراة كلاسيكو له كمدرب للفريق الملكي، بعد أن حل بديلاً لكارلو أنشيلوتي الذي رحل لتدريب منتخب البرازيل في مايو الماضي. ألونسو يواجه تحدياً كبيراً لإثبات قدرته على قيادة الفريق في مثل هذه المواجهات الكبرى، خاصة بعد موسم بلا ألقاب سيطر فيه برشلونة على منافسيه بأربعة انتصارات من أربع مواجهات. على الجانب الآخر، لن يتمكن المدرب هانز فليك من الجلوس على مقاعد البدلاء في سانتياغو برنابيو بعد تلقيه بطاقة حمراء ضد جيرونا، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد على مهمة برشلونة، حيث سيتولى مساعده قيادة الفريق من الخطوط الجانبية، وهو ما قد يؤثر على سرعة اتخاذ القرارات والتوجيهات الفنية خلال مجريات اللقاء.
التكتيكات المرتقبة: كيف ستحسم المعركة في البرنابيو؟
يتوقع أن يلعب ريال مدريد بطريقة 4-3-3، مع التركيز على الضغط العالي في منتصف الملعب واستغلال المساحات خلف دفاع برشلونة. سيعتمد الفريق الملكي أيضاً على إرسال الكرات العرضية من الجانبين واستغلال سرعات ومهارات لاعبيه في الهجوم. في المقابل، يرجح أن يلعب برشلونة بطريقة 4-2-3-1، مع تقوية خط الوسط لتعويض غياب ليفاندوفسكي، ومحاولة بناء الهجمات من العمق والاعتماد على السرعة في الأطراف لخلق الفرص الهجومية. ستكون معركة خط الوسط حاسمة في تحديد من سيفرض سيطرته على إيقاع المباراة.
كلاسيكو التحديات… من يخرج منتصراً من معركة البرنابيو؟
مع كل هذه العوامل المتداخلة من التاريخ، الحاضر، الغيابات، العائدين، والتكتيكات، يعد الكلاسيكو المقبل بأن يكون واحداً من أكثر المواجهات إثارة وتعقيداً في السنوات الأخيرة. إنه ليس مجرد صراع على ثلاث نقاط، بل هو اختبار حقيقي لقدرة الفريقين على التغلب على التحديات، وإثبات الأحقية بالصدارة، وتقديم عرض كروي يليق بسمعة هذه القمة العالمية. من سيتمكن من فرض إرادته والخروج منتصراً من معركة البرنابيو؟ الإجابة ستكون على أرض الملعب يوم الأحد.












