زلزال في الأندلس: إشبيلية يسحق برشلونة والصدارة تتبخر لصالح ريال مدريد

في جولة ثامنة حافلة بالمفاجآت في الدوري الإسباني، تلقى برشلونة خسارة موجعة ومفاجئة أمام مضيفه إشبيلية بنتيجة 4-1 على ملعب رامون سانشيز بيزخوان. هذه الهزيمة القاسية، التي جاءت بعد السقوط الأوروبي أمام باريس سان جيرمان، لم تكن مجرد ثلاث نقاط ضائعة، بل كانت بمثابة زلزال هز أركان الفريق الكتالوني، وأنهت سلسلة امتدت لـ15 مباراة دون خسارة خارج الديار في الدوري الإسباني، وتسببت في فقدان صدارة الليغا لصالح غريمه الأزلي ريال مدريد. ليلة الأندلس كشفت عن نقاط ضعف عديدة في صفوف برشلونة، وأثارت تساؤلات حول قدرة الفريق على المنافسة بقوة هذا الموسم.
انهيار غير متوقع… تفاصيل ليلة إشبيلية السوداء
بدأ إشبيلية المباراة بقوة، حيث منح أليكسيس سانشيز، لاعب برشلونة السابق، التقدم للنادي الأندلسي من علامة الجزاء في الدقيقة 13. وأضاف إسحاق روميرو بيرنال هدفاً ثانياً في الدقيقة 36، ليضع إشبيلية في موقف مريح. ورغم تقليص ماركوش راشفورد النتيجة لبرشلونة في الوقت الإضافي من الشوط الأول، إلا أن إشبيلية عاد ليضرب بقوة في الشوط الثاني، مسجلاً هدفاً ثالثاً بواسطة خوسيه أنخيل كارمونا في الدقيقة 90، وأكمل أكور أدامز رباعية فريقه في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، ليختتم ليلة كارثية لبرشلونة.
ليفاندوفسكي يهدر ركلة جزاء: نقطة تحول ضائعة
شهدت المباراة إهدار البولندي روبرت ليفاندوفسكي ركلة جزاء كانت كفيلة بمعادلة النتيجة بينما كان إشبيلية متفوقاً بهدفين لهدف. هذه الفرصة الضائعة كانت بمثابة نقطة تحول محتملة في المباراة، ولكن إهدارها زاد من صعوبة مهمة برشلونة في العودة.
غياب يامال: تأثير الإصابات على أداء الفريق
غاب النجم الأول لفريق برشلونة لامين يامال بسبب الإصابة، وهو ما أثر بشكل واضح على القدرات الهجومية للفريق. الإصابات المتكررة للاعبين الأساسيين تضع المدرب هانز فليك في مأزق، وتحد من خياراته التكتيكية.
أسباب الانهيار… تشريح هزيمة برشلونة
دخل برشلونة اللقاء منهكاً بدنياً بعد معركة منتصف الأسبوع أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، وهو ما انعكس بوضوح على أداء اللاعبين الذين بدوا بطيئين ومحدودي الحركة. ورغم إدراك فليك لحالة الإجهاد، فإن الغيابات الكثيرة مثل لامين يامال، رافينيا، فيرمين لوبيز وخوان غارسيا حدّت من قدرته على إجراء التدوير المطلوب، ليبدأ اللقاء بتشكيلة شبه مجهدة عانت منذ الدقائق الأولى أمام ضغط الفريق الأندلسي.
أخطاء دفاعية قاتلة وغياب التنظيم: الحلقة الأضعف في الفريق
ظهر الدفاع الكتالوني مهتزاً منذ البداية، وافتقد للتفاهم والصلابة المعهودة. تسبب رونالد أراوخو في ركلة جزاء مبكرة بعد تدخل ساذج على إسحاق روميرو، فيما تكررت الأخطاء في التمركز والرقابة، خاصة في الهدفين الثاني والثالث اللذين جاءا بعد فقدان الكرة وسوء تموضع الخط الخلفي. حتى التبديلات الدفاعية في الشوط الثاني لم تُصلح الخلل، ليستقبل برشلونة أربعة أهداف في مباراة واحدة لأول مرة منذ 2015. يعتبر الدفاع الكتالوني الحلقة الأضعف في الفريق، حيث يلعب فليك بطريقة الدفاع المتقدم، وهو ما جعل الفريق عرضة للكثير من الأهداف هذا الموسم.

انعدام الفاعلية الهجومية وإهدار الفرص: فشل في استغلال الأفضلية
رغم محاولات فليك لتنشيط الخط الأمامي بمشاركة الثلاثي راشفورد – ليفاندوفسكي – فيران توريس، فإن الفريق افتقد للربط بين الوسط والهجوم، واكتفى ببعض اللمحات الفردية. وجاءت اللحظة الحاسمة حين أهدر ليفاندوفسكي ركلة جزاء في الدقيقة 76 كانت كفيلة بإعادة الأمل، قبل أن يرد إشبيلية بهدفين سريعين أنهيا اللقاء تماماً.
تداعيات الهزيمة… صدارة تتبخر ومستقبل غامض
الخسارة هي الأولى التي يتلقاها برشلونة هذا الموسم، ليتنازل عن صدارة الدوري لصالح غريمه الأزلي ريال مدريد الذي فاز بالأمس على فياريال 3-1. يعتلي النادي الملكي ريادة الترتيب برصيد 21 نقطة، مقابل 19 للنادي الكتالوني الوصيف. هذه الخسارة تضع برشلونة تحت ضغط كبير، وتزيد من صعوبة مهمته في استعادة الصدارة. رغم أفضلية الأرقام التي أفرزتها المباراة لصالح برشلونة من ناحية السيطرة (61% مقابل 39% لإشبيلية)، والتفوق في مجموع التسديدات (17 مقابل 13)، وكذلك التسديدات بين الخشبات الثلاث (8 مقابل 5)، إلا أن الفريق الأندلسي كان الأفضل من ناحية الانتشار واستغلال الفرص، والاستفادة من الهفوات الدفاعية المتكررة لنادي برشلونة. هذا يؤكد أن الأرقام وحدها لا تكفي لتحقيق الفوز، وأن الفاعلية في استغلال الفرص هي الأهم.
تحديات ما بعد التوقف الدولي: مواجهات حاسمة تنتظر الفريقين
بعد فترة التوقف الدولي، يستقبل برشلونة ضيفه جيرونا، فيما ينزل ريال مدريد ضيفاً على خيتافي، برسم مباريات الجولة التاسعة. هذه المواجهات ستكون حاسمة في تحديد مسار الفريقين في سباق الليغا، وستكشف عن مدى قدرة برشلونة على تجاوز هذه الهزيمة القاسية.
برشلونة في مفترق طرق… هل يستطيع فليك إعادة ترتيب الأوراق؟
هزيمة برشلونة أمام إشبيلية كانت بمثابة جرس إنذار للفريق الكتالوني، وكشفت عن نقاط ضعف تحتاج إلى معالجة سريعة. الإرهاق البدني، الأخطاء الدفاعية، وانعدام الفاعلية الهجومية، كلها عوامل ساهمت في هذا الانهيار. يواجه المدرب هانز فليك تحدياً كبيراً في إعادة ترتيب الأوراق، ومعالجة هذه المشاكل قبل فوات الأوان. فهل يستطيع برشلونة استعادة توازنه والعودة للمنافسة بقوة على لقب الليغا، أم أن هذه الهزيمة ستكون بداية لموسم صعب ومليء بالتحديات؟ الأيام المقبلة ستكشف لنا الإجابة.