النجم التركي إنجين أكيوريك: ظاهرة تمثيلية تصل إلى العالمية
يستعد النجم إنجين أكيوريك لخوض تجربة درامية جديدة من خلال مسلسله المرتقب الأراضي الخصبة Bereketli Topraklar، حيث سيجسد دور البطولة إلى جانب النجمة غولسيم علي، التي ستشاركه في دور النائبة نيفين. يُعد إنجين أكيوريك أحد أبرز الأسماء في سماء الدراما التركية، ليس فقط في بلاده، بل في العالم العربي والغربي أيضًا. موهبة استثنائية أشاد بها النقاد والجمهور على حدٍّ سواء، رسّخت مكانته كأحد أعظم الممثلين في تركيا وسبب رئيسي في نجاح الأعمال التركية عالميًا. وبينما يستعد النجم لمشروعه الجديد، تتواصل أصداء نجاحاته السابقة، مؤكدةً حضوره الطاغي في المشهد الفني.
الأراضي الخصبة: مشروع جديد يترقبه الجمهور
View this post on Instagram
المسلسل من إنتاج شركة Süreç Film وسيُعرض على شاشة Show TV، بينما يتولى الإخراج ياعز ألب أكايدن المعروف بأعماله الناجحة مثل الحفرة والمنظمة. ومن المقرر أن يبدأ تصويره في سبتمبر المقبل بمدينة أضنة التركية. يحمل المسلسل شعارًا عميقًا: “ينتهي الحب، تنتهي الحروب، يموت الناس ولكن الأرض لا تنسى”، ما يوحي بقصة درامية مشوقة تدور أحداثها حول صراعات قديمة بين عائلتين نافذتين: عائلة رضا بركات أوغلو وعائلة قدير كاراهنلي. وبينما تتوالى الأزمات والخلافات، تبقى الأرض شاهدة على كل شيء.
نجاحات عالمية متواصلة: “اسمي فرح” و”إسطنبول عشقي” يغزوان الشاشات
View this post on Instagram
لم يقتصر تألق إنجين أكيوريك على الساحة المحلية، فصداه يتردد بقوة في أرجاء العالم. فمسلسله الأخير اسمي فرح يغزو حاليًا قناة كنال 5 الإيطالية، مؤكدًا شعبيته في أوروبا.
View this post on Instagram
وفي روسيا، حقق مسلسله القصير إسطنبول عشقي (Istanbul My Love) تقييمًا استثنائيًا بلغ 9.10، ما يعكس قدرته على جذب الجماهير بمختلف أذواقها وثقافاتها. هذه النجاحات المتتالية تؤكد مكانته كواحد من أهم النجوم الأتراك وأكثرهم شهرة عالميًا.
من أنقرة إلى الأضواء: رحلة موهبة فطرية
View this post on Instagram
ولد إنجين أكيوريك في 12 أكتوبر 1981 بالعاصمة التركية أنقرة، ونشأ في عائلة متوسطة الحال غنية بحب الثقافة، وهو ما أثّر بشكلٍ كبير على شغفه بالفنون. ورغم أنّ والده كان مسؤولًا حكوميًا ووالدته ربة منزل، إلا أنّ حبه للتمثيل دفعه نحو مسار مختلف تمامًا عن التوقعات. تخرج أكيوريك من قسم التاريخ بجامعة أنقرة عام 2002 بتقدير عالٍ، لكن شغفه بالفن كان أقوى من أي شهادة أكاديمية. ورغم معارضة أهله في البداية، خاصة والده، إلا أنه أصر على دخول عالم التمثيل، ليغير مسار حياته نحو الأضواء.
برنامج نجوم تركيا: نقطة الانطلاق نحو الشهرة
View this post on Instagram
كان عام 2004 نقطة تحول حاسمة في حياة إنجين أكيوريك، حيث شارك في برنامج Türkiye’nin Yildizlari (نجوم تركيا)، وهي مسابقة تمثيلية شكلت بداية مسيرته المهنية. خلال هذه المسابقة، برزت موهبته التمثيلية الفطرية، ولفت انتباه المنتجين والمخرجين. هذا البرنامج لم يكن مجرد مسابقة، بل كان حاضنة للعديد من النجوم الأتراك البارزين فيما بعد، ومنهم النجمة بيرين سات. وقد توجت مشاركة أكيوريك في البرنامج بفوزه بالمركز الأول، بينما حلت بيرين سات في المركز الثاني. كان هذا الفوز بمثابة حجر الأساس الذي أطلقه بقوة إلى عالم الأضواء، ليصبح في وقت قياسي أحد أكثر الممثلين المطلوبين في تركيا.
“فاطمة غول” و”العشق الأسود”: محطات فارقة في مسيرة نجم
View this post on Instagram
بدأ إنجين أكيوريك مسيرته التمثيلية الاحترافية عام 2004 بدور ثانوي في المسلسل التلفزيوني يابانجي دامات (العريس الأجنبي). لكن نجوميته الكبرى تحققت بتجسيده لشخصية كريم في المسلسل الشهير فاطمة غول عام 2010، والذي شاركته بطولته النجمة بيرين سات. هذا الدور لم يحوله إلى ممثل بارز فحسب، بل جعله اسمًا معروفًا في صناعة التلفزيون، وحقق المسلسل نجاحًا هائلاً في تركيا والعالم العربي وعلى المستوى الدولي.
View this post on Instagram
توالت نجاحاته بعد ذلك، ففي عام 2014، أبدع في دور المحقق عمر دمير في مسلسل العشق الأسود إلى جانب النجمة توبا بويوكستون. هذا الدور منحه جائزة أفضل ممثل درامي في مهرجان سيول الدولي للدراما التلفزيونية، كما رُشح لجائزة إيمي العالمية عن نفس المسلسل، ما يؤكد جودة أدائه وقدرته على المنافسة عالميًا.
View this post on Instagram
بعد نجاحه في مسلسل فاطمة غول، أكمله بنجاحه في مسلسل ابنة السفير مع النجمة نسليهان أتاغول ثم مع النجمة توبا بويوكستون بعد انسحاب نسليهان من المسلسل. وحقق المسلسل نجاحات كبيرة عند عرضه في تركيا، وأصبح المسلسل الأكثر طلباً وتم بيعه إلى 20 دولة في العالم. يتميز إنجين أكيوريك بقدرته الفائقة على تجسيد أدوار متنوعة، سواء كانت درامية، كوميدية، أو رومانسية، مضيفًا لمسة خاصة وعمقًا لكل شخصية يجسدها. هذه القدرة على التقمص تجعل أدواره تصل بصدق وعمق إلى المشاهد، ما أكسبه قاعدة جماهيرية عالمية واسعة، حيث تُعرض أعماله في مختلف دول العالم.
من عالم التلفزيون إلى السينما والمسرح
View this post on Instagram
برز إنجين أكيوريك في أعمال سينمائية لا تزال خالدة في الذاكرة أبرزها دوره في فيلم مشكلة صغيرة في أيلول Bi Küçük Eylül Meselesi الأشبه بالدراما الرومانسية.
View this post on Instagram
بالإضافة إلى فيلم القدر Kader وحصل حينها على جائزة أفضل ممثل تركي مبتدئ بالسينما التركية، وفيلم الأطفال أمانة لديك Çocuklar Sana Emanet ، وفيلم حب واحد وحياتانBir Aşk İki Hayat . وقدم مسرحية Romantika Muzikali.
الكاريزما الهادئة وشغف الكتابة
View this post on Instagram
يُعرف إنجين أكيوريك بملامحه المميزة وبشرته السمراء التي تختلف عن غالبية النجوم الأتراك. ورغم شهرته الواسعة، إلا أنه لا يهوى الأضواء والإطلالات الإعلامية الكثيرة، مفضلاً التركيز على عمله. وقد أشار في إحدى المناسبات إلى أنه يتواجد “في المكان الذي عليه أن يتواجد به”، مؤكدًا على طبيعته الهادئة والمنتقاة. إلى جانب موهبته التمثيلية، يمتلك إنجين أكيوريك شغفًا عميقًا بالكتابة. فقد نشر كتابين Sessizlik وZamansiz وكلاهما عبارة عن مجموعات قصصية تمت ترجمتها إلى اللغة الإسبانية.
View this post on Instagram
كما ينشر مقالات دورية في مجلة تركية اسمها Kafasina Göre يتناول فيها مواضيع وحكايات مختلفة، ما يكشف عن جانب آخر من شخصيته الفنية والفكرية. ويشتهر إنجين أكيوريك بأعماله الخيرية، حيث ساهم بشكل فعال في مبادرات تهدف إلى دعم قضايا مختلفة ونشاطات خيرية. وتم اختياره كسفير السلام لمنظمة Busca La PAZ Worldwide وهي منظمة مكسيكية تعمل في مجالات السلام والفن والتعليم. وقد حصل على هذا اللقب بفضل أعماله الخيرية مثل التبرع بأرباح كتبه لدعم القضايا الإنسانية.
اعتراف عالمي بموهبة استثنائية
View this post on Instagram
حصد إنجين أكيوريك العديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس حجم موهبته وتأثيره. ففي فترة 24 ساعة فقط، نال ثلاث جوائز مرموقة: أفضل ممثل من جامعة إسطنبول، أفضل ممثل في مهرجان أنقرة السينمائي، وأفضل ممثل تركي من الأرجنتين. كما كُرم في مهرجان الفراشة الذهبية بجائزة “المعجزة”، وهي جائزة شرف رفيعة تُمنح تقديرًا لجهوده ومساهمته في نشر الدراما التركية ونجاحها عربيًا وعالميًا.
View this post on Instagram
منذ بداياته في برنامج “نجوم تركيا”، يواصل إنجين أكيوريك ترسيخ مكانته كقوة تمثيلية لا يستهان بها. بقدرته على التجديد، وعمقه في تجسيد الشخصيات، وشغفه المتعدد بالفنون، يظل إنجين أكيوريك ظاهرة فنية حقيقية، تستمر في إبهار الجماهير والنقاد على حد سواء، وتعد بمزيد من الإنجازات في مسيرته الفنية المتألقة.
