التعادل السلبي يُلقي بظلاله على طموحات قطر وعُمان في الملحق الآسيوي

لم يكن التعادل السلبي الذي خيّم على مواجهة قطر وعُمان، في افتتاح الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026، مجرد نتيجة عابرة، بل هو نقطة انطلاق تُعيد رسم خريطة المنافسة في مجموعة تُعد الأقصر والأكثر حسماً في طريق المونديال. فهل كانت نقطة ثمينة أم فرصة ضائعة في سباق التأهل المباشر؟
صراع تكتيكي وحذر متبادل يُخمد شرارة الافتتاح
شهدت الدقائق الأولى من المباراة، التي أقيمت على ملعب جاسم بن حمد، محاولات قطرية حثيثة لفرض السيطرة، مدفوعة بنشاط نجوم مثل أكرم عفيف وبوعلام خوخي. ورغم بناء أكثر من فرصة خطيرة، إلا أنها اصطدمت بحائط دفاعي عُماني مُحكم، بدا وكأنه يتبنى استراتيجية الحذر والترقب. هذا الحذر المتبادل سرعان ما حوّل أغلب فترات المباراة إلى صراع في منطقة المناورات بوسط الملعب، حيث حاول كل فريق فرض أسلوبه دون مجازفة كبيرة قد تكلفه غالياً في بداية مشوار حاسم.
فرص ضائعة وإصابات تُعقد المشهد
لم تخلُ المباراة من لحظات كادت أن تغير مسارها وتكسر حاجز التعادل. كادت عُمان أن تفتتح التسجيل في الدقيقة 27 عندما تلقى عصام الصبحي تمريرة عرضية قابلها بتسديدة قوية بقدمه اليسرى، لكن محمود أبو ندى، حارس قطر، تصدى لها ببراعة. وتفاقم الوضع العُماني بإصابة جميل اليحمدي الذي غادر الملعب ليحل محله ناصر الرواحي، الذي بدوره أهدر فرصة ذهبية بضربة رأس ارتطمت بالعارضة في الثواني الأخيرة من الشوط الأول. على الجانب القطري، أهدر أكرم عفيف فرصة ثمينة بعد ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني، عندما توغل داخل منطقة الجزاء لكن تسديدته مرت بجوار القائم. وتلقى المدرب الإسباني يولن لوبتيغي ضربة أخرى بإصابة بوعلام خوخي في الدقيقة 61، مما أجبره على إجراء تغيير اضطراري آخر بإشراك لوكاس منديز، ليُضاف عامل الإصابات إلى تعقيدات المباراة.
حسابات المجموعة الأولى تتأزم مبكراً
في ظل نظام الملحق الآسيوي المكثف، الذي يضم ستة منتخبات (إندونيسيا، العراق، عُمان، قطر، السعودية، الإمارات) موزعة على مجموعتين، ويتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فإن التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية بين قطر وعُمان يُلقي بظلاله على حسابات المجموعة الأولى. هذه المجموعة، التي تستضيفها الدوحة وتضم أيضاً منتخب الإمارات، باتت الآن أكثر تعقيداً. النتيجة تضع المنتخبان تحت ضغط كبير قبل مواجهتيهما القادمتين. ففي الجولة الثانية، ستلتقي الإمارات مع عُمان يوم السبت المقبل، في مواجهة قد تحدد ملامح الصدارة. بينما تختتم قطر مبارياتها بمواجهة الإمارات الثلاثاء المقبل. كل نقطة ستكون حاسمة في سباق التأهل المباشر، حيث لا مجال لتعويض الأخطاء في دوري من دور واحد.

الطريق الشائك نحو المونديال: ماذا بعد؟
تنص لائحة الملحق على تأهل صاحب المركز الأول في كل من المجموعتين الأولى والثانية مباشرة إلى نهائيات كأس العالم. أما المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني، فسينتقلان لخوض دور إقصائي إضافي ضمن التصفيات الآسيوية، لتحديد الفريق المتأهل إلى الملحق العالمي.مع بقاء مباراتين فقط لكل فريق في هذه المجموعة المصغرة، يصبح التعادل السلبي بمثابة نقطة قد تكون ثمينة إذا ما تمكن أحد الفريقين من تحقيق انتصارين لاحقاً، أو قد تكون نقطة ضائعة تزيد من صعوبة المهمة وتجبر الفريق على الدخول في دوامة الملاحق الإضافية. هذا السيناريو يرفع من وتيرة التحدي ويجعل كل مواجهة قادمة بمثابة نهائي، حيث لا مجال للتراخي أو إهدار الفرص.
انتظار حاسم
بينما أسدل الستار على الجولة الأولى بنقطة لكل فريق، فإن الأنظار تتجه الآن نحو الجولات المتبقية التي ستحسم مصير التأهل المباشر، أو الدخول في دوامة الملاحق الإضافية. هل يتمكن أحد الفريقين من استعادة زمام المبادرة، أم أن الحذر سيبقى سيد الموقف في هذا السباق المحموم نحو كأس العالم 2026؟