أكرم حسني: حقّق المعادلة الصعبة في رمضان
من خلال مسلسل “مكتوب عليّا” حقّق الفنان أكرم حسني نجاحاً مميّزاً في رمضان إذ استقطب نسب مشاهدة عالية كما أصبحت مشاهده وخاصة أغنية “ستو أنا” من أبرز التراندات على وسائل التواصل الاجتماعي.
فكيف نجح أكرم حسني في تحقيق المعادلة الصعبة وتقديم عمل يستقطب جمهوراً من الأجيال كافة ضمن إطار درامي كوميدي.
لعل أبرز نقاط قوّة مسلسل “مكتوب” عليا هو فكرته، فهي مختلفة وجديدة على تاريخ الدراما المصرية، فإستخدام عنصر وهمي مثل أن يستيّقظ البطل “جلجل” وعلى يده كلمات تشير إلى يومه، وربطها بالدراما الحياتية، هو تحدّ جديد ومختلف، وأحد أهم أسباب نجاح المسلسل.
أما السبب الثاني فهو الجمع بين الدراما والكوميديا، ففي حين تنحصر الأعمال في رمضان ما بين تصنيفات كوميديا أو أكشن أو دراما، تمكّن صنّاع مسلسل “مكتوب عليا” من مزج الكوميديا بالدراما، وهو الأمر الذي جعل الكوميديا أقوى والدراما أكثر تأثيرًا على المشاهد.
كذلك كان للأغاني التي أدّاها أكرم حسني، تأثيرها الجماهيري على المسلسل خاصة أغنية “ستو أنا” والتي احتلت تريند تويتر وحصدت ملايين المشاهدات على تيك توك، لتكون بمثابة تسويق للمسلسل، الأمر الذي دفع الكثير من الفنانين لمشاركة أكرم حسني تريند هذه الأغنية، وأيضًا أغنية “أنا العريس” التي قدّمها في إطار درامي كوميدي عندما كان يتزوج سلمى (هنادي مهنا) ورقية (أيتن عامر) في الوقت نفسه.
تحضيرات قوية
لم تجتمع كلّ عناصر النجاح هذه في المسلسل عن طريق الصدفة إنما هي وليدة تحضيرات طويلة، فأكرم لم يتسرّع في اختيار عمله الرمضاني، وأخذ كامل وقته في التحضير وبناء الكوميديا والدراما، ليستغرق عامًا كاملًا من العمل الجاد على المسلسل حتى يخرج بهذه الصورة المميّزة، بلطافتها خفّتها وقربها من الجمهور، فعلى الرغم من غرابة الفكرة الأساسية للمسلسل غير أن تفاصيله واقعية جداً وتشبه حياة غالبية المصريين.
شغف بالفنّ
لعلّ هذا المسلسل هو خير دليل على شغف أكرم حسني بالفن ومواهبه التي تتعدّى التمثيل الى الغناء والتأليف والتلحين. شغفه الذي قاده الى الاستقالة من عمله كضابط في الشرطة المصرية سابقاً في الأمن المركزي ليعمل كمذيع في إذاعة نجوم أف أم عام 2004 ، حيث قدّم برنامجًا أسبوعيًا تحت اسم “ستة فاصلة مية”، وفي عام 2006 ، كانت أول تغطية إعلامية لأكرم حسني في حفل افتتاح فيلم “عمارة يعقوبيان“ للفنان عادل إمام، حيث قدّم تغطية إعلامية متميّزة للحفل.
وكانت بداية نجاح أكرم حسني في عام 2008، من خلال شخصية”أبو حفيظة” التي ابتكرها في برنامجه الكوميدي “نشرة أخبار الخامسة والعشرون“ عبر قناة “موجة كوميدي“، وقد نجح في تقديم هذه الشخصية بشكل كبير، وفي عام 2009، قدم أكرم حسني برنامج “الكابوس” بشخصية أبو حفيظة، وقدم في 2011 ، برنامج “حدوتة بعد النوم” بشخصية أبو حفيظة، وشارك في العام نفسه في ورشة لتعليم التمثيل مع مروة جبريل، ليقدّم بعدها أول أدواره التمثيلية في المسلسل الكوميدي “نونة المأذونة” الذي عرض في رمضان 2011، والذي ظهر فيه أيضًا بشخصية “أبو حفيظة”.
وقدّم أكرم حسني في عام 2013 ، برنامج “وسيم هدهد” وهو برنامج نقدي بقالب كوميدي، وفي عام 2014 ، اقتبس من شخصية “أبو حفيظة” جملة “أسعد الله مساءكم” لتكون عنونًا لبرنامجه الكوميدي، وقدّم منه ثلاثة مواسم وحقق نجاجًا كبيرًا، وفي عام 2015 ، قدم برنامج “ما وراء التردد”.
شارك أكرم حسني في عام 2015 ، في مسلسل “لهفة” وكذلك في فيلم “كابتن مصر” بشخصية “أبو حفيظة”. ثم ابتعد عن شخصية “أبو حفيظة” إذ لعب دور البطولة إلى جانب أحمد فهمي في فيلم “كلب بلدي” في عام 2016، وشارك معه في مسلسل “ريّح المدام” في عام 2017، وشارك في بطولة “بنك الحظ” في العام ذاته، وقدم مسلسل “الوصية” في عام 2018، كما شارك أيضًا في فيلم البدلة، ومسلسل “الواد سيد الشحات”.
أردت مسلسلاً كوميدياً يحمل رسالة
بالكثير من النشاط والحيوية والشغف يتحدّث أكرم حسني عن مشاريعه ويشرح تفاصيل عمله، وقد كان لمجلتنا فرصة لقاءه والتحدّث معه أكثر عن مسلسل “مكتوب عليا” الذي شكّل علامة فارقة في المسلسلات المصرية إضافة إلى تفاصيل عن مشاريعه التي يحضّرها إن على صعيد التمثيل أم الغناء أو حتى التأليف والتلحين لمطربين من الصفّ الأول مثل محمد منير، وأنغام.
نجح مسلسل “مكتوب عليا” فب إعادة المسلسلات الكوميدية الى صدارة السباق الرمضاني بعد أن سيطرت الدراما لسنوات طويلة. أخبرنا أكثر عن هذا العمل، لماذا اخترت هذا المسلسل، وكيف كانت الاستعدادات له، وهل كنت تتوقع هذا النجاح؟
توفيق ربنا كان الأكبر مع المجهود والتعب، وميزة العمل مع خالد الحلفاوى وكريم أبو ذكري، أننا نجتمع ونفكّر مع بعض، وقد اشتغلا على هذا المسلسل لمدة عام .
فكرة “مكتوب عليا” كانت خارج الصندوق، فحينما حدّثني السيناريست إيهاب بليبل عنها، قلت له: “أنا عاوز أعمل الفكرة دي رغم إنها كانت مجرد سطر واحد“، أما السبب الثانى فيتمثل في معالجة المسلسل لقضية تهمّ كل إنسان، وهى الشعور بالرضى المرتبط بالعديد من التساؤلات، ومنها: هل سر السعادة يكمن فى امتلاك المال والأزياء والسيارات؟ أم الشهرة أم الرضى بالمكتوب؟ كما جاءت واقعة تأثير وضع عطر المسك على ذراع جلال ليفاجأ بكتابة أحداثه اليومية عليه قبل وقوعها لتعطينا قماشة فى طرح مواقف كوميدية عديدة، وبعيداً عن هذا وذاك، تفاءلت بوجود المنتج كريم أبوذكرى والمخرج خالد الحلفاوى، خاصة أننا سبق ونجحنا معاً في مسلسل “الوصية”.
عند حديثك عن “مكتوب عليّا” دائماً ما تتطرّق الى رسالة العمل والهدف منه؟ برأيك هل على الأعمال الكوميديا أن تكون دائماً هادفة وتحمل رسالة؟
بحثت لوقت طويل على فكرة تكون مختلفة، لا تكون قائمة على الضحك فقط أو على الإيفيهات، وأردت أن تحمل رسالة مختلفة تتنقل أحداثها بين الكوميديا بسلاسة، تجعل المشاهد يضحك ولكن فى نفس الوقت ذهنه مشغول بالتفكير في ماذا سيحدث بعد ذلك أو كيف سيتصرف البطل أو كيف سيجد ما يبحث عنه، مثلما يحدث مع “جلال” فهو يجد كلمات على يده غير مرتبة ولكنها ترمز إلى أشياء ستحدث فى يومه، فيفكر عن كيفية توظيف هذه الكلمات فى أحداث يومه، ومتى سيقابل موقفاً يتوافق مع إحدى الكلمات المكتوبة على يده، ويفكر معه الجمهور كذلك ولا يضحك فقط على الإيفيهات والمواقف التى تحدث.
بحثت طويلاً عن الفكرة حتى سمعت فكرة “مكتوب عليا” من المؤلف إيهاب بليبل، والتى كانت حينها عبارة عن سطر واحد، وأعجبت بها وأخذت القرار بأن أعمل على هذه الفكرة وعقدت جلسات كثيرة شبه يومية مع المؤلف والمخرج خالد الحلفاوي الذي كان له دور كبير جدًا في تطوير الفكرة.
لم أغير قناعاتي بأن صناعة الترفيه في حد ذاتها رسالة، ولكن من الممكن أن أقدم موضوعات رسالتها الوحيدة هي الضحك فقط، وأخرى تحمل رسالة، وأنا اخترت هذه المرة أن يتضمن الموضوع مضموناً وفكرة ورسالة، وممكن أن أقدم أعمالاً أخرى تكون “ضحك للضحك“.
لاقت أغنية “ستو أنا” نجاحاً هائلاً على اليوتيوب والتيك توك وفي وقت قصير جداً. أخبرنا أكثر عنها. كيف استوحيت الكلمات التي هي غريبة جداً، وهل كنت تتوقع لها هذا النجاح؟
في بداية تحضيرات الأغنية أردت أن تكون على نفس ريتم أغنية “بسبوسة“، التي عُرِضَت ضمن أحداث مسلسل “الوصية“، والتي حَقّقت نجاحاً واسعاً وقت عرضها، لذلك أحببت أن تتكرر التجربة في مسلسل “مكتوب عليا” وعندما كنت أعمل على “ستو إيه يا ستو أنا“، كانت عيني على “بسبوسة“.
الأغنية في البداية كانت تحمل اسم “جنة الفواكه“، قبل “ستو أنا” وكان فيه فواكه أخرى كانت ضمن كلمات الأغنية، لكن حذفناها واخترنا مفردات أسهل حتى يستطيع الأطفال حفظها.
تلقيت رسالة تهنئة على عملك من النجم محمد صلاح. ماذا عنت لك هذه التهنئة وهل من علاقة تربطك به؟
غمرتني حالة من السعادة عندما علمت أن نجماً كبيراً عالمياً مصرياً، يشرّفنا على الصعيد العالمي، رغم انشغاله ووقته، متابع ومعجب بالمسلسل، هذا أمر كبير وفخر لنا جميعاً.
تعمل حالياً على أغنية مع الكينغ محمد منير، أخبرنا أكثر عن هذا العمل ومتى نتوقّع أصداره؟
مثلما أكتب أغانى لايت وكوميدية فى أعمالي الفنية، تأتينى أفكار لأغانٍ درامية لا تحوي “إيفيه” أو ما إلى ذلك، فأكتبها “وأنا مش عارف هعمل فيها إيه“، لأننى لن أغنيها بحكم أنها أغنية درامية لا تتماشى مع أعمالي، فضلاً عن عدم امتلاكي طبقات الصوت التى تُمكننى من غنائها، ومن هذا المنطلق، كتبت أغنية من ألحاني منذ حوالي عامين، ووجدت أنها تشبه محمد منير ورأيته الأنسب لغنائها، فتواصلت معه وعرضت عليه الأغنية وسعد بها للغاية، وقال: “أنا هدخل أسجلها خلال 15 يوم“، ولكنه سافر إلى ألمانيا وانشغلت أنا بعدها، إلا أنه هاتفنى بعد عودته قائلاً: “أنا عاوز أدخل أسجل الأغنية” وبإذن الله ترى النور قريباً.
في إطار الغناء أيضاً ذكرت في إحدى المقابلات أنك تتمنى أن تكتب وتلحن أغنية للفنانة أنغام التي سرعان ما تحمّست للفكرة بدورها. هل بدأ العمل فعلياً على هذا المشروع وهل تتخيّل أن تكون الأغنية كوميديّة تشبه أسلوبك أم أنها ستكون أقرب الى أسلوب أنغام؟
عندي الكثير من الأغانى التي تليق على أنغام ولي الشرف أن أكتب وألحن لها أغنية.
اكتشفت منذ حوالي عام ونصف، قدرتي على كتابة أغنيات درامية، بخلاف ما أكتبه من أغنيات كوميدية خفيفة، ولديّ مجموعة من الأغنيات الدرامية التي يستطيع المطربون على الساحة تقديمها.
أنغام مطربة كبيرة لها جمهورها في العالم العربي كلّه، وصوت أحبّه وأحترمه.
بين التمثيل الغناء والإعلام أين تجد نفسك أكثر وهل من الممكن أن تعود الى عالم الإعلام حيث كانت انطلاقتك الفنية؟
التمثيل هو أساس عملي ولكنّني أيضاً أستمتع بالغناء والتلحين … من الممكن طبعا أن أعود الى التقديم في حالة وجود برنامج مختلف. الأساس في اختياري لأعمالي هو الجودة والاختلاف سواء فيلم او مسلسل او برنام.
كممثل كوميدي من كان مثلك الأعلى في صغرك؟
انا من مدرسة الفنانين فؤاد المهندس ونجيب الريحاني، الذين كان لهم طريقة بسيطة لكن صعبة جداً في نفس الوقت، أي أنّها طريقة السهل الممتنع، كما أنني تعلّمت كثيراً من مدرسة الفنانين عادل إمام وسمير غانم، نظرًاً لأنّ كل فَنّان منهما لديه منطقته الخاصة، إذ إنّ سمير غانم يمكن ألا يَتَحَدّث تماماً لكنّه يملك مرونة وطريقة في الأداء الحركي جبارة، وكان موهبة كبيرة.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية، أنت تحضر حالياً لفيلم “العميل صفر” ماذا تخبرنا عن هذا المشروع؟
سأحصل على إجازة قصيرة، ثم سأستكمل تصوير فيلم “العميل صفر“؛ حيث إننا صوّرنا أسبوعاً واحداً فقط من الفيلم وتوقفنا بسبب انشغالنا بأعمال رمضان.
ما النصيحة التي توجهها إلى الشباب الذين يحلمون بالعمل في المجال الفني؟ وهل صحيح أن الدخول والنجاح في هذا المجال صعب؟
النجاح في اي مجال هو مهمة صعبة وتحتاج مجهوداً وصبراً، وطبعًا توفيق من ربنا، لكنّ الأساس أن يكون الشخص مؤمناً بما يقدّمه. أما نصيحتي لكلّ شاب فهي: “خلّيك ورا حلمك وأوعى حد يقولك انك مش هاتقدر طول ما فيه اجتهاد.”