هل تكون دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 الأكثر استدامة؟
حرصت اللجنة التنظيمية لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2024 في باريس، على التأكيد مجدّداً على العمل للوفاء بالتزاماتها البيئية، وإرساء معايير جديدة على مستوى الاستدامة. وعلى الرغم من ذلك يدرك المنظمون، أنه مع إقامة نحو 800 حدث رياضي أولمبي، و15 ألف حدث رياضي، ووجود 45 ألف متطوّع، وتوزيع 13 مليون وجبة، سيواجهون العديد من التحدّيات في مجال الاستدامة، ويصفون طموحاتهم البيئية بأنها “التحدّي الأعظم” الذي يواجه البشرية.
أزمة أجهزة تكييف الهواء في القرية الرياضية
تعمل اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، على جميع المستويات للحدّ من تأثيرها البيئي والمناخي، وتأمل باريس في إلهام وترك إرث لرياضة أكثر مسؤولية. وعلى الرغم من التوقعات بارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى في الصيف الأوروبي، بعد أن سجلت أرقاماً قياسية في 2023، لكن لن يكون هناك تكييف هواء في غرف الرياضيين في أولمبياد باريس 2024، التي تعهدت باستضافة الألعاب “الأكثر خضرة على الإطلاق”. وكحل وسط، يعرض المنظمون الفرنسيون الآن، توفير مكيفات هواء محمولة للوفود الزائرة على نفقتهم.
مساكن صديقة للبيئة للرياضيين
تم تصميم المباني في قرية الرياضيين بنظام تبريد يسحب المياه من تحت الأرض، وتم توجيه الواجهات بحيث لا تتعرض لأشعة الشمس المباشرة إلا قليلاً. وتتمتع الأبراج المطلة على النهر بأنظمة تبريد حرارية أرضية طبيعية، بالإضافة إلى مظلات شمسية ومناطق مزروعة وتهوية بالرياح، فهي تضمن درجة حرارة داخلية أقل بـ6.0 درجات مئوية على الأقل من درجة الحرارة الخارجية، وهو أمر تعتبره بعض الدول المشاركة غير كافٍ. وتم تصميم هذه القرية لتجنّب الحاجة إلى تكييف الهواء حتى في درجات الحرارة المرتفعة للغاية من أجل الحفاظ على درجات حرارة مريحة.
تعزيز مجالات الاستدامة
تسبّبت الألعاب الأولمبية التي أقيمت في كلٍ من طوكيو 2020 وريو 2016 ولندن 2012، في انبعاث ما متوسطه 3.5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون. في المقابل تحرص باريس على أن تكون دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، الأكثر خضرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، حيث تعهدت بخفض البصمة الكربونية للحدث إلى النصف، مقارنة بمتوسط الألعاب الصيفية السابقة، ويعني ذلك الحدّ من الانبعاثات إلى حوالي 1.75 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. كما ستتضمّن استراتيجية باريس للاستدامة 2024، التعويضات والاستثمار في المشاريع البيئية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
اعتماد تقنيات إعادة الاستخدام والتدوير في باريس 2024
ستتم استضافة 95 في المئة من أنشطة وفعاليات دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، في المباني القائمة أو البنية التحتية المؤقتة. وسيستضيف ملعب فرنسا، الذي تم بناؤه في الأصل لكأس العالم لكرة القدم عام 1998، معظم الأحداث. وتم بناء مكان واحد جديد فقط للمنافسة، وهو مركز الألعاب المائية في سان دوني، من أجل دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024. يعمل البناء الجديد بالطاقة الشمسية، ويستخدم مواد بناء حيوية طبيعية ومزوّد بمواد معاد تدويرها. وستقوم قرية الرياضيين بتوليد الطاقة من مصادر مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية. وسينام الرياضيون على مراتب مصنوعة من شباك الصيد المعاد تدويرها وقواعد أسرّة من الورق المقوّى. وبهدف تحقيق التنوّع البيولوجي، تم بناء أسطح المنازل بفتحات لإيواء الحشرات والطيور، وتمت زراعة ما يقرب من 9000 شجرة حول قرية الرياضيين لجذب الأنواع المختلفة. كما سيتم تحويل الشقق الأولمبية البالغ عددها 2800، إلى منازل بعد الألعاب.
خيارات السفر والطعام المستدامة
تشمل الميّزات المستدامة الأخرى لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، 1000 كيلومتر من ممرات الدراجات و200 ألف شجرة جديدة في الشوارع. كما تم توفير 3000 دراجة إضافية بنظام الدفع المسبق، ويمكن الوصول إلى معظم الملاعب الأولمبية بواسطة وسائل النقل العام. كما تعهدت دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بمضاعفة كمية الأغذية النباتية التي تقدّمها، وخفض كمية البلاستيك المستخدم لمرة واحدة إلى النصف، لخفض انبعاثات الكربون وتقليل النفايات. وقامت اللجنة المنظمة بدعم من الوكالة الفرنسية للتحول البيئي (ADEME)، بتطوير “مدرب مناخ الأحداث”، وهي أداة مجانية عبر الإنترنت لمساعدة الأحداث الرياضية في فرنسا على تقليل بصمتها الكربونية.