مقابلة مع جان كريستوف بابان المدير التنفيذي لعلامة بولغري

ساعتان جديدتان خطفتا الأنفاس بتصميمهما اللافتين وتقنياتهما الرائدة، عرضتهما دار بولغري خلال مشاركتها الأولى في معرض ،Watches&Wonders 2025 وهما ساعتا أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون التي حطمت الأرقام القياسية على صعيد نحافتها الفائقة، وسيربنتي أيتيرنا الطليعية.
وللتعرّف أكثر على ميزات هاتين الساعتين وخصائصهما الريادية كان لنا لقاء مع جان كريستوف بابان المدير التنفيذي لعلامة بولغري منذ عام 2013 والذي تولى أخيرًا منصب الرئيس التنفيذي للساعات في مجموعة LVMH.
تحت قيادتك، تعيد علامة بولغري تعريف معايير الفخامة باستمرار. كيف تنجح في الموازنة بين ثقافة الابتكار الجريء وبين الحفاظ على تراث بولغري الروماني العريق؟
في بولغري، الجرأة والتراث ليسا قوتين متعارضتين، بل هما وجهان لهوية واحدة. روما نفسها مدينة تطوّرت عبر القرون مع الحفاظ على روحها، ونحن نُجسّد هذه الروح. أشجع فرقنا على استلهام جذورنا الرومانية – حس العظمة والتناسب والجمال الخالد – مع الجرأة على إعادة تفسيرها من منظور معاصر. الأمر يتعلق باحترام الماضي، ليس بنسخه، بل بإبراز قيّمه في الابتكار.
شهد العقد الماضي بروز بولغري كقوة في صناعة الساعات المعاصرة. بالنظر إلى رحلتك مع الدار، ما هي اللحظات الأكثر تأثيرًا في حياتك، وكيف ساهمت في تشكيل رؤيتك للعلامة التجارية اليوم؟
لقد شهدتُ العديد من الإنجازات، ولكن لو خُيّرتُ بين خيارين، لبرز إطلاقُ سلسلة ساعات Octo Finissimo كنقطة تحوّل. فقد أعادت تعريف مفهوم صناعة الساعات السويسرية المعاصرة، جامعة بين الجماليات الإيطالية والابتكار التقني. ومن اللحظات المحورية الأخرى دمج براعة المجوهرات الفاخرة في عالم صناعة الساعات بقطعٍ مثل ساعات Serpenti و Divas’ Dream. هذه التجارب عزّزت قناعتي بأن قوة بولغري تكمن في قدرتها على تجاوز الحدود – بين المجوهرات وصناعة الساعات، والتقاليد والابتكار – والقيام بذلك بجرأة وأصالة.
حقّقت بولغري الآن عشرة أرقام قياسية عالمية مع مجموعة أوكتو فينيسيمو. ما هي المبادئ التوجيهية أو فلسفات الإدارة التي تمكّنكم من تجاوز حدود صناعة الساعات الميكانيكية باستمرار؟
أولاً وقبل كل شيء، يتعلق الأمر بتمكين الإبداع وتشجيع عقلية الريادة. أؤمن بوضع أهداف طموحة – أهداف تبدو شبه مستحيلة – ومنح فرقنا الحرية والثقة، لاستكشاف حلول جديدة. التعاون بين الأقسام، والمرونة في مواجهة التحدّيات التقنية، والشغف بالتميّز، كلها أمور بالغة الأهمية. نحن نسعى بلا كلل إلى تحقيق الجمال والأداء، وكل رقم قياسي نحطمه هو شهادة على هذه الروح الجماعية.
كيف تدير تقاطع التخصّصات بين التصميم والهندسة والحرفية عندما يعلّق الأمر بالقطع المبتكرة مثل ساعة Octo Finissimo Ultra Tourbillon؟
إنه أمر محوري للغاية. فالإنجازات الحقيقية تتحقّق عند تقاطع التخصّصات. في بولغري، ننمّي ثقافة أفقية ومنفتحة للغاية، حيث يعمل المصممون والمهندسون والحرفيون جنبًا إلى جنب منذ المراحل التصميمية الأولى. كل تخصّص يُثري الآخر.
بالنسبة إلى ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون، على سبيل المثال، لم يكن الأمر يقتصر على صنع أرق توربيون فحسب، بل كان يتعلق بإبتكار تجربة جديدة من الأناقة والرقي من خلال حلول تقنية غير مسبوقة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمحو الحواجز التقليدية وتعزيز الحوار الحقيقي بين التخصّصات.
ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون، تحفة فنية في التصميم والهندسة. كيف تعاملتم مع تحدّي تحقيق هذه الرقة دون المساس بالأناقة والوظائف العملية؟

تعاملنا مع الأمر بعقلية ابتكار جذرية. كان لا بد من إعادة تصميم كل مكوّن، وإعادة هندسته، وتصغيره دون المساس بالنزاهة أو الموثوقية. لم تكن الأناقة قابلة للتفاوض على الإطلاق؛ بل كانت جزءًا لا يتجزأ من جوهر المشروع منذ البداية. عملت فرقنا بلا كلل للحفاظ على نقاء تصميم أوكتو فينيسيمو، مع تحقيق إنجاز تقني غير مسبوق. كان الأمر يتعلق بالتوازن – تحقيق أقصى درجات الرقة مع الحفاظ على رموز بولغري الجمالية وتميّزها الميكانيكي.
تمثّل ساعة Serpenti Aeterna ، تطورًا مذهلاً لرمز أيقوني. ما الذي ألهم هذا الابتكار الجريء، وما هو دوره في تشكيل مستقبل صناعة الساعات النسائية في بولغري؟

تُعد ساعة سيربنتي إيتيرنا تكريمًا وتجديدًا في آن واحد. لطالما جسّدت ساعات سيربنتي الجمال الأبدي، والتحوّل، والقوة الأنثوية – ومع ساعة إيتيرنا، ارتقينا بهذه المواضيع إلى آفاق جديدة، فنياً وتقنياً. فهي تعكس رؤيتنا لصناعة الساعات النسائية: تقديم إبداعات نسائية ليست جميلة فحسب، بل مفعمة أيضاً بالجرأة والبراعة الفنية والرمزية العميقة. تُمهّد ساعة سيربنتي إيتيرنا الطريق لفصل جديد تُحتفى فيه بالساعات النسائية كتحف فنية في التصميم والمعنى.
كثيراً ما تتحدث عن “الشغف الإبداعي”. كيف يتجلّى هذا التوجه في مشاريع مثل أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون وسيربنتي إيتيرنا؟
الشغف الإبداعي هو شريان الحياة لكل ما نقوم به. إنه يعني السعي وراء أفكار تُثير حماسنا وتُحفّزنا، حتى لو بدت مستحيلة في البداية. بالنسبة إلى ساعة Octo Finissimo Ultra Tourbillon ، كانت هناك لحظات بدت فيها العقبات التقنية مستعصية – لكن الشغف أبقى على حماسنا.
الأمر نفسه بالنسبة إلى ساعة Serpenti Aeterna ، كانت الحرفية المطلوبة استثنائية، إذ استغرقت مئات الساعات من الإعداد والتجميع الدقيق. في كلتا الحالتين، تجاوز شغف التميّز والجمال والابتكار، الجهود الفردية وأنتج شيئًا فريدًا حقًا.
مع الظهور الأول لدار بولغري في معرض Watches and Wonders والكشف عن أيقونتين جريئتين، ما الذي يمكن أن نتوقعه من الدار بعد ذلك؟ ما هي الرؤى أو الطموحات المستقبلية؟
تتمتع بولغري بمكانة راسخة بين أكثر القوى ديناميكية في صناعة الساعات الفاخرة، وكان ظهورنا الأول في Watches and Wonders ، بمثابة دليل قوي على هذا المكانة. وبالنظر إلى المستقبل، سنواصل الابتكار في جميع المجالات – إتقان الميكانيكا الفائقة الرقة، وساعات المجوهرات الفاخرة، وإبداعات الحرف اليدوية. كما سنعزّز قدراتنا التصنيعية المتكاملة، لا سيما في مجال الحركات والعلب. إلى جانب صناعة الساعات، ستبقى بولغري رائدة عالمية في الجمع بين الحرفية والتصميم ورواية القصص العاطفية لابتكار أيقوناتٍ خالدةٍ عبر الأجيال.
تهانينا على تعيينك أخيرًا رئيسًا تنفيذيًا لشركة LVMH Watches . مع هذا الدور الموسّع، ما هي أوجه التآزر أو الابتكارات التي تأمل في تعزيزها في هذه المجموعة، وكيف ترى تأثير رؤيتك على العصر المقبل لصناعة الساعات السويسرية ؟
يشرّفني حقًا تولي هذا المنصب الجديد، الذي يتماشى تمامًا مع شغفي الراسخ بعالم الساعات. يتجاوز اهتمامي الحرفية والتصميم، فأنا شغوف بالقدر نفسه بالجوانب التجارية والتفاصيل التقنية التي تُغذّي النجاح في هذه الصناعة. لديّ إعجاب عميقٌ بالعلامات التجارية التي سأدعمها والفرق الاستثنائية التي تقف وراءها. إنها علامات تجارية ذات هوية قوية وفريدة، وأنا ملتزم تمامًا بتقديم دعمي لها لدفعها نحو إنجازات أكبر.
بولغري تشارك للمرّة الأولى في معرض Watches and Wonders بإصدارات جريئة
Serpenti Aeterna
تطوير جريء

تُعتبر هذه الساعة أحدث تطوير جريء من بولغري لساعة الأفعى الشهيرة، إذ يتّسم تصميمها بالبساطة، دون العيون والقشور. إذا تركنا هندسة القطعة فقط، فإن هذا الإبداع الطليعي هو مزيج مثالي بين المجوهرات الراقية والتصميم المستقبلي. وتماشيًا مع عام الثعبان في التقويم القمري 2025، تُعيد ساعة Aeterna تصوّر الزخارف الزاحفة كسوار منحوت.
صُنعت الساعة من الذهب الوردي والماس بقطع بريانت، أو من الذهب الأبيض المرصّع بالكامل بتقنية باڤيه، مع أحجار كريمة ضخمة. صُممت هذه القطعة لتلتف حول المعصم، وهي تحية للتراث.
Octo Finissimo Ultra Tourbillon
إلتزام بالتميّز

تُعدّ أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون، عاشر ساعة تُسجّل رقمًا قياسيًا عالميًا من بولغري، إذ تُصنّف كأرقّ توربيون على الإطلاق. بسماكة إجمالية تبلغ 1.85 ملم فقط، تعمل الساعة بعيار توربيون BVF 900 يدوي التعبئة. يبلغ قطر هذه التحفة الفنية 40 ملم، وتنبض بمعدل 28,800 ذبذبة في الساعة (4 هرتز) مع احتياطي طاقة يصل إلى 42 ساعة. تُبرز ساعة ألترا توربيون الجديدة إرثها العريق بتصميمها المُهيكل الذي يُعزّز انتشار الضوء. بفضل لمساتها المطلية بالروديوم المصقول وجسر التوربيون المُزيّن بلمسات أشعة الشمس، تُوفّر الساعة طبقةً فريدةً من الشفافية.
إلى جانب تسجيلها رقمًا قياسيًا جديدًا على صعيد نحافتها الفائقة، فإن ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون، الجديدة تعد مثالًا يُحتذى به على أصعدة عديدة، فمن خلال دمج توربيون هيكلي في آلية حركة الساعة بسُمك إجمالي لا يتجاوز 1.85 ملم، يؤكّد قسم صناعة الساعات السويسرية التابع للدار الإيطالية مدى براعته في إنتاج الساعات عبر أكثر التعقيدات رمزية في هذا المجال.
يحتل التوربيون مكانة خاصة في فلسفة بولغري، إذ جسّد إطلاق توربيون أوكتو فينيسيمو سعي الدار نحو النحافة الفائقة عام 2014، ليعلن بداية مسيرة متواصلة منذ عقد من الزمن حصدت الدار خلالها عشرة أرقام قياسية عالمية وأكثر من ستين جائزة دولية، بما في ذلك جائزة “الإبرة الذهبية” من جوائز جينيف الكبرى لصناعة الساعات. واليوم باتت أوكتو فينيسيمو تعتبر الساعة والمجموعة التي حازت أكبر عدد من الجوائز في القرن الحادي والعشرين حتى الآن.
تستمد مجموعة أوكتو، طابعها من تراث الدار المترسّخة جذوره في روما، وهي جزء من تقليد معماري عريق، حيث استوحي شكلها المثمّن من الأسقف المزخرفة لكاتدرائية ماكسينتيوس وقسطنطين، فلطالما لعبت المدينة الخالدة وروعة آثارها دورًا جوهريًا في الهوية الإبداعية للدار منذ تأسيسها عام 1884. وتأتي أوكتو كذلك تجسيدًا لرؤية نقية وعصرية تنبثق من صميم هذا التراث لتعيد طرحه في حلة معاصرة.
تعتبر ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون، الجديدة من بولغري أنحف ساعة مزوّدة بتوربيون على الإطلاق، إذ يبلغ قطرها 40 ملم وسمكها 1.85 ملم فقط، وتعمل بتوربيون من عيار BVF 900. وتنبض منظومة الحركة الميكانيكية اليدوية اللف هذه بتردد 28,800 ذبذبة في الساعة (4 هرتز)، لتوفر احتياطي طاقة يصل إلى 42 ساعة، ما يجعل هذه المواصفات والأرقام القياسية بمثابة شهادة جديدة على براعة صانعي الساعات والمهندسين لدى بولغري.
وتلخّص بولغري جوهر فلسفتها في صناعة الساعات عبر تطبيق خبراتها في التصاميم الدقيقة على التوربيون، أكثر إبداعاتها دقّة ورمزية. ويوضح فابريزيو بوناماسا ستيلياني، المدير التنفيذي لتصميم الساعات لدى بولغري قائلاً: “كانت الفكرة هي ابتكار ساعة تُجسّد خبرتنا الواسعة النطاق، إذ لا يقتصر الأمر على التصميم الرائع فحسب، بل على دقة التنفيذ التي تعكس تاريخ سلسلة أوكتو فينيسيمو، مع الحفاظ على هوية رموزها الجمالية المميّزة، فكل تفصيل يشهد على التزامنا بالتميّز، من المؤشرات إلى هيكل التوربيون”.