تاهيتي تستضيف منافسات ركوب الأمواج خلال الألعاب الأولمبية الباريسية

ستكون الألعاب الأولمبية مليئة بالصور المميّزة للمعالم الباريسية – برج إيفل وفرساي وجسر بونت ألكسندر الثالث وفندق دي إنفاليد، وجميعها ستلعب دور البطولة. لكن واحدة من أكثر الخلفيات المذهلة للمسابقة التي تقام كل أربع سنوات لن تكون في باريس أو فرنسا، بل ستكون في النصف الآخر من الكرة الأرضية، في تاهيتي وهي دولة مستقلة تابعة للجمهورية الفرنسية.
من المقرّر أن تكون الأمواج الشهيرة عالميًا قبالة شواطئ تيهوبو في تاهيتي واحدة من أكثر المواقع الخلابة والفريدة من نوعها خلال الألعاب المقبلة، إذ ستستضيف الجزيرة مسابقة ركوب الأمواج التي تنطلق في 27 يوليو.
تاهيتي جزء من فرنسا!
يأتي اختيار تاهيتي بمثابة وفاء بأحد تعهدات منظمي أولمبياد باريس، الذين وعدوا بنشر الألعاب الأولمبية في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية. وبما أن تاهيتي أصبحت مستعمرة فرنسية عام 1880 ، وهي اليوم دولة مستقلة في الخارج تابعة للجمهورية الفرنسية، كان لا بدّ أن يكون لها حصّة من استضافة هذه الدورة. وبينما تستضيف مدن أخرى في جميع أنحاء فرنسا، مسابقات كرة القدم وكرة السلة وغيرها من المسابقات الرفيعة المستوى، فإن اختيار وضع مسابقة ركوب الأمواج في أكبر جزيرة تابعة للسلطات الفرنسية، هو أمر لافت ومثير للجدل.
تيهوبو موقع سحري

تعتبر منطقة تيهوبو في تاهيتي والتي ستستضيف منافسات ركوب الأمواج خلال الألعاب الأولمبية، منطقة معروفة جيدًا في مجتمع ركوب الأمواج، إذ كانت الأمواج قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتاهيتي منذ فترة طويلة، جزءًا من أشهر المنافسات.
تقع تيهوبو على بعد حوالي 9700 ميل عن باريس أي 21 ساعة بالطائرة، وستكون واحدة من المدن المضيفة النائية لحدث أولمبي في التاريخ.
وكانت شبكة السي أن أن، قد صنّفت خلال عام 2013، منطقة تيهوبو في المركز الثالث في قائمة أفضل 50 مكانًا لركوب الأمواج.
ومن الجدير ذكره أن جزر تاهيتي تحتضن أكثر من 1000 نوع من الأسماك و150 نوعًا من المرجان، وفقًا لمجلس السياحة في تاهيتي. وتعتبر الشعاب المرجانية من الأنواع المحمية للغاية.
بين السلامة والحفاظ على البيئة

نظرًا لأن تيهوبو هي مركز للكثير من المسابقات والمنافسات في عالم ركوب الأمواج منذ فترة طويلة فهي تضمّ برجًا خشبيًا تم بناؤه لتحكيم المسابقات في البحيرة قبالة الساحل، غير أنّ برج التحكيم هذا لم يكن متوافقًا مع توقعات السلامة الخاصة بالمنافسة الأولمبية، وخاصة التحكيم والتغطية الإذاعية، لذا قام المنظمون الأولمبيون ببناء برج من الألومينيوم في البحيرة، والذي أصبح مصدرًا للتدقيق ومحطًّا للانتقاد.
فبعد الإعلان في البداية عن خطط لبناء برج بوزن 14 طنًا ومساحة 150 مترًا مربعًا يتسع لـ 40 شخصًا، ومياه الشرب ووصلات مياه الصرف الصحي، أعلن الفريق المشرف على تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس العام الماضي، أنه سيقلص المشروع بعد ردود الفعل العنيفة.
وقد تمّ انتقاد خطط برج الألومينيوم الجديد لاحتمال التسبّب في أضرار للشعاب المرجانية الحساسة قبالة تيهوبو في وقت يؤدّي فيه الاحتباس الحراري إلى الإضرار بالفعل بالشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
هذا وأظهر مقطع فيديو نشرته منظمة Save Teahupo’o Reef العام الماضي بارجة – تُستخدم لبناء البرج – عالقة على الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى دليل على وجود مرجان مكسور.
وعن تقليص المشروع قال المنظمون: “البرج الجديد، الأقل إثارة للإعجاب والمخفّض في الحجم والوزن، والمثبّت على أسس دائمة جديدة، هو الحل الذي سيضمن طول عمر البرج، وكذلك يضمن إمكانية إقامة الأحداث الرياضية المستقبلية في تيهوبو”.
وقد قوبل هذا القرار كذلك بغضب من النشطاء وإدانة من الرابطة الدولية لركوب الأمواج، الهيئة الحاكمة العالمية لهذه الرياضة.