A. Lange & Söhne… حين يلتقي الفن بالعلم في صناعة الساعات

في عالم الساعات الفاخرة، تُعَدّ A. Lange & Söhne اسماً يقترن بالدقة الهندسية والإتقان الحرفي الذي يلامس حدود الكمال. ومع إصداراتها لشهر سبتمبر، تعود الدار الألمانية لتكشف عن تحف جديدة محدودة الإصدار تجسّد فلسفتها العريقة في الجمع بين الجماليات الكلاسيكية والتقنيات المتقدّمة: ساعة 1815 Tourbillon بإصدار خاص من البلاتين، وساعة Richard Lange Jumping Seconds بإصدار جديد من الذهب الوردي.
1815 Tourbillon : دقة التوربيون تلتقي بفن المينا
منذ إطلاقها لأول مرة عام 2014، شكّلت ساعة 1815 Tourbillon مرجعاً بارزاً في عالم صناعة الساعات المعقّدة. وفي إصدارها الجديد المحدود بـ50 قطعة فقط، تأتي هذه الساعة بعلبة من البلاتين 950 قطرها 39.5 ملم وسماكة 11.3 ملم، لتحتضن ميناءً أسود لامعاً من المينا Grand Feu، صُنع بالكامل في مشاغل الدار بخطوات دقيقة تتجاوز المئة عملية يدوية، بدءاً من إعداد قاعدة الميناء بالذهب الأبيض وصولاً إلى التلميع الأخير.
ابتكار تقني فريد
إلى جانب التوربيون الذي يحتل موقع الصدارة عند الساعة السادسة لتعويض تأثير الجاذبية على دقّة الحركة، تميّزت هذه النسخة بدمج ابتكارين تقنيين نادرين، الأول هو آلية إيقاف الثواني Stop-Seconds الذي يتيح إيقاف التوربيون عند سحب التاج لضبط الوقت بدقة متناهية. والثاني هو نظام Zero-Reset الذي يعيد عقرب الثواني إلى موقع الصفر مباشرةً، ما يتيح مزامنة دقيقة مع عقرب الدقائق.
هذه الإضافات جعلت من الساعة أكثر من مجرّد تحفة جمالية، بل أداة ميكانيكية متناهية الدقة.
Richard Lange Jumping Seconds الثواني في قلب المشهد
بعد تسع سنوات من إطلاقها الأول، تعود ساعة Richard Lange Jumping Seconds في إصدار محدود بـ100 قطعة من الذهب الوردي 750. هذه الساعة التي تركز على أصغر وحدة زمنية، الثواني، وهي تجمع بين ثلاث آليات متقدمة تمنحها دقة ووضوحاً استثنائيين: الآلية الأولى هي آلية القفز للثواني Jumping Seconds حيث يتحرّك العقرب بخطوات دقيقة تماماً، ستين مرة في الدقيقة. أما الآلية الثانية فهي نظام القوة الثابتة Constant-Force Escapement الذي يضمن تدفق طاقة منتظم للحركة طوال فترة احتياطي الطاقة. كذلك تتألق هذه الساعة بآلية Zero-Reset التي تُعيد عقرب الثواني إلى الصفر عند سحب التاج لتحديد الوقت بدقة تصل إلى الثانية.
في قلب الساعة ينبض العيار L094.1 المؤلف من 390 قطعة، والمصنوع يدوياً وفق تقاليد الدار التي تشمل النقوش اليدوية على جسر الميزان، المسامير الزرقاء، والمحامل الذهبية المثبتة بالبراغي. يجمع هذا العيار بين العلم والفن، ويعكس فلسفة ريتشارد لانغه الذي أسهم بإنجازات بارزة في تطوير نوابض الساعات الدقيقة.
بين الدقة والجمال… توقيع لا يُضاهى
View this post on Instagram
من التوربيون المتقن إلى الثواني القافزة، ومن المينا الزجاجي الأسود إلى الميناء المستوحى من الكرونومترات التاريخية، تواصل A. Lange & Söhne كتابة فصول جديدة في تاريخ صناعة الساعات الرفيعة. إنها ساعات لا تُقاس بالدقائق والثواني فقط، بل بما تحمله من قيمة فنية وتقنية تجعلها قطعاً استثنائية تتجاوز حدود الزمن.