الفن يقتحم حلبات الفورمولا 1.. خوذة بيير غاسلي تتحول إلى لوحة

في خطوة غير مسبوقة تجمع بين سرعة الفورمولا 1 وعمق التبادل الثقافي، أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية في قطر عن تجديد شراكتها مع سائق الفورمولا 1 الشهير بيير غاسلي. هذه الشراكة، التي انطلقت للمرة الأولى ضمن مبادرة قطر تُبدع، لا تقتصر على دعم رياضي، بل تتجاوز ذلك لتُحوّل خوذة السباق الأيقونية إلى منصة فنية متنقلة، تحمل رسائل الحوار والتفاهم المشترك عبر تصاميم فنية مستوحاة من ثقافات عالمية. فكيف ستُعيد هذه المبادرة تعريف العلاقة بين الفن والرياضة على الساحة العالمية؟
الفن على السرعة القصوى: خوذة غاسلي.. أيقونة ثقافية جديدة
تُعدّ خوذة الفورمولا 1 رمزًا للأداء والسرعة، لكنها في هذا التعاون تتحول إلى قماش حي للفنانين. سيُطلق بيير غاسلي أربعة تصاميم جديدة لخوذه خلال سباقات الجائزة الكبرى لعام 2025 في هولندا والبرازيل وقطر. كل تصميم من هذه التصاميم ليس مجرد زينة، بل هو نتاج تعاون وثيق مع فنانين يجسدون رسالة مبادرة الأعوام الثقافية الأساسية: بناء الجسور الثقافية وتعميق التفاهم المتبادل. هذه المبادرة تسعى لإحداث نقلة نوعية في كيفية إشراك الجماهير في حوار ثقافي، مستخدمةً وسيطًا غير تقليدي مثل رياضة السيارات.
قطر “أمة التطور” : احتفالية ثقافية تمتد لـ 18 شهرًا
تأتي الشراكة بين الأعوام الثقافية وبيير غاسلي في سياق أوسع ضمن مبادرة قطر: أمة التطور. هذه الاحتفالية الثقافية الكبرى، التي تمتد لثمانية عشر شهرًا، تُكرّم المسيرة الثقافية لدولة قطر على مدار الخمسين عامًا الماضية. إن دمج الفن والثقافة في حدث رياضي عالمي مثل الفورمولا 1 يعكس التزام قطر بتعزيز التبادل الثقافي وإبراز دور الفن كوسيلة للتواصل العالمي.
من أمستردام إلى الدوحة: رحلة فنية حول العالم
بدأت رحلة الخوذات الفنية في 31 أغسطس على حلبة زاندفورت في هولندا، حيث أطلق غاسلي أول خوذة من هذه السلسلة. هذا التصميم، الذي أبدعه الفنان الهولندي يوهان مورمان، لم يكن مجرد رسم، بل كان تجسيدًا لواجهات أمستردام الشهيرة، والوضوح الهندسي المستوحى من لوحات الفنان بيت موندريان، بالإضافة إلى ألوان العلمين الهولندي والفرنسي، مع دمج لمسات تعكس الإرث الشخصي لغاسلي. تتواصل هذه المبادرة الفنية في سباقات قادمة، حيث ستُطلق مبادرات تعاون أخرى تُعيد إحياء التقاليد الفنية المحلية في البرازيل وقطر خلال السباقات في ساو باولو والدوحة. وفي ذروة هذا التعاون، وتحديدًا في سباق الجائزة الكبرى بقطر يوم 30 نوفمبر، سيرتدي غاسلي خوذتين من تصميم فنانين من الدولتين الشريكتين في العام الثقافي 2025: الأرجنتين وتشيلي، ما يؤكد البعد العالمي لهذه المبادرة.
غاسلي: منصة لمشاركة التاريخ والتراث
عبر بيير غاسلي عن فخره بهذا التعاون، مؤكدًا أن رياضة سباق السيارات ليست مجرد أداء رياضي، بل هي منصة لمشاركة التاريخ والتراث. وأضاف: “يشرفني أن أتعاون مع مبادرة الأعوام الثقافية لإيصال أصوات فنانين عالميين يحملون قصصًا فريدة إلى أعظم رياضة سيارات في العالم. إنه لشرف كبير أن أحمل رؤى هؤلاء الفنانين المبدعين معي إلى حلبة السباق”. هذه التصريحات تُبرز وعي غاسلي بالدور الثقافي الذي يلعبه كرياضي عالمي.

الأعوام الثقافية: الرياضة كجسر للتواصل
من جانبها، أكدت مبادرة الأعوام الثقافية أن هذا التعاون مع غاسلي والفنانين العالميين يُعرّف جمهورًا جديدًا على إبداعات تستحق أن تُعرض على أرفع المستويات. وأوضح المتحدث باسم المبادرة أن هذا يتماشى مع رسالة الأعوام الثقافية في توطيد الروابط بين الأمم عبر التبادل الثقافي. وأشار إلى أن المبادرة دأبت على توظيف الرياضة كجسر للتواصل الثقافي، مستشهدًا بأمثلة سابقة مثل استقدام فن التبوريدا المغربي للفروسية إلى الدوحة، وتنظيم جولات ركوب الدراجات عبر القارات.
آفاق مستقبلية: شراكة مع الأرجنتين وتشيلي في 2025
يتميز برنامج العام الثقافي 2025 بشراكة ثقافية مع الأرجنتين وتشيلي، تتضمن معارض وعروض أداء وفعاليات تستهدف مجتمعات مختلفة. منذ عام 2012، ساهم برنامج الأعوام الثقافية في بناء جسور دائمة بين قطر ودول أخرى حول العالم، وتُعدّ هذه الشراكة مع غاسلي والفورمولا 1 امتدادًا طبيعيًا لهذا الدور، مؤكدةً على قدرة الفن والرياضة على تجاوز الحدود وخلق حوار عالمي.
