إبداعات على إيقاع فرساي: مون بلان تُعيد حفل الـ“Bal des Ifs” إلى الحياة

تجمع ساعة Star Legacy Suspended Exo Tourbillon Château de Versailles الجديدة من مون بلان Montblanc التاريخ الفني الأوروبي وفنون صناعة الساعات المعاصرة. وقد طُرحت هذه الساعة ضمن إصدار محدود يعيد ابتكار أجواء أحد أشهر حفلات التاريخ “Le Bal des Ifs” في قصر فرساي. وبالتالي فإنّ هذه الساعة ليست مجرد آلة زمن، بل لوحة فنّية متحركة تسعى إلى إعادة سرد لحظة تاريخية أسطورية بصورة جمالية وميكانيكية متناهية الدقة. في ثَنايا هذه القطعة المحدودة تتقاطع الذاكرة مع الإبداع، لتذكّر أنّ الحرفية الحقيقية هي فن تحويل الزمن إلى إرث يتنفس الفخامة.
أفخم إصدارات الدار
View this post on Instagram
تدمج هذه الساعة المحدودة الإصدار بثماني قطع فقط، بين التقنيات التقليدية لصناعة الساعات الراقية (المينا المرصعة بالمينا وتطعيمات الحجر والنقش اليدوي) وابتكارات رقمية حديثة (النمذجة ثلاثية الأبعاد والنقش بالليزر على السفير)، لتصبح من أفخم إصدارات الدار حتى اليوم.
حفلة القرن: من ذاكرة فرساي إلى ميناء ساعة
View this post on Instagram
عُقِد حفل “بال دي إيفس” في قصر فرساي ليلة 25–26 فبراير 1745 خلال عهد لويس الخامس عشر الذي نظّم هذا الحفل التنكري الفخم بمناسبة زفاف الدوفين لويس (وريث العرش) إلى الأميرة الإسبانية ماريا تيريزا رافاييلا، وذلك في أجواء كرنفال شتوي. شارك في الاحتفال نحو 1500 من نبلاء البلاط والسفراء والنخبة، كما شهد الحفل تزيين القصر بالأضواء والموائد المليئة بالمأكولات الشهية.
كان الملك لويس الخامس عشر أبرز المشاركين في الحفل إذ تنكر في هيئة شجرة سرو مشذبة إلى جانب عدد من رجاله كما حضر الحفل الدوفين وزوجته والملكة ماريا ليسزينسكا التي استقبلت الضيوف في القاعة الملكية. وقد سُمِّي الحفل باسم “بال دي إيفس” أي “حفل أشجار السرو” نسبةً إلى الزي التنكري الذي ارتداه الملك وأصحابه.
وقد استلهمت مون بلان من هذا المشهد الأيقوني المزيج بين البهاء والطرافة والسرّية لتؤطر به مينا الساعة وتعيد تمثيل هذا الحفل الأسطوري ضمن أبعاد مصغّرة غنية بالمواد والتقنيات.
ميناء متعدد الطبقات: مزيج من المرمر، الخشب والمينا
يجسّد ميناء الساعة تمازجًا فريدًا بين الحرفية الكلاسيكية والتقنيات المعاصرة، إذ تتناغم عناصر الزخرفة التقليدية مع أحدث أساليب الصقل والنقش لتُنتج لوحة زمنية ثلاثية الأبعاد. صُممت الأرضية باستخدام تطعيمات الخشب والمرمر بأسلوب المرقَتري، بينما استُخدم المينا المحفور بتقنية الشامبلفي لابتكار خلفية بيضاء متوهجة تُضيء السرد الزمني. وقد أُضيفت لمسات فنية من خلال التلوين الدقيق والطلاء بالذهب لتجسيد أشعة الشمس والتفاصيل الزخرفية.
كل ملامح ميناء هذه الساعة صُنعت لتذكّر زوار القاعة بوهج الشموع، انعكاسات المرايا، والأقواس الرخامية التي تزيّن قصر فرساي. لذا صنعت قاعدة الميناء من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، مطلية بمينا سوداء وحاملة لشرائح ذهبية رفيعة تمنح عمقًا لامعًا يشبه انعكاس الثريا. وشُغلت الأقواس من رخام سارانكولين وحجر كاشولون (نوع من الأوبال)، وهي نفس أنواع الأحجار المستخدمة فعليًا في قصر فرساي. وقد صنعت أرضية الباركيه من خشب البلوط الأصلي، مُطعّمة يدويًا بدقة لتعيد نمط الأرضية الحقيقية. وفوق هذه القاعدة المتقنة تستقر صفيحة من السفير نُقشت بالليزر لِتُبرز ضيوف الحفل والثريات بصورةٍ شبه شبحية مستوحاة من نقش تشارلز نيكولاس كوشان.
أما النتيجة فثماني ساعات تحمل كل منها اختلافات طبيعية دقيقة تجعل كل قطعة فريدة.
حركة هندسية تتحدى الزمن
في قلب هذه التحفة الميكانيكية تنبض حركة Montblanc Manufacture Calibre MB M16.68 ، المزودة بآلية Suspended Exo Tourbillon المسجلة ببراءة اختراع، وهي إحدى أكثر ابتكارات الدار تفردًا وتعقيدًا. تتّسم هذه الآلية بوضع ميزان التوازن خارج قفص التوربيون، ما يتيح تصميمًا مبتكرًا يجمع بين قطر أصغر للقفص وتوازن أكثر استقرارًا. وقد زُوّد الميزان بقطر كبير و18 وزنًا قابلاً للتعديل، ما يُعزز دقته وثباته.
يمتدّ جسر أحادي مذهل، مزخرف يدويًا ومطعّم بالذهب، ليمنح التكوين بعدًا بصريًا فخمًا، في حين يدور قفص التوربيون دورة كاملة كل ستين ثانية، مشكّلًا مؤشرًا حيًا للثواني. وتكتمل هذه البنية الدقيقة بمواصفات تقنية رفيعة تضم نحو 218 مكوّنًا و19 جوهرة، مع تردّد يبلغ 18,000 هزة في الساعة (2.5 هرتز) واحتياطي طاقة يقارب 50 ساعة.
أما جسور الحركة وتروسها، فقد زُخرفت يدويًا وفق أعلى معايير فن الزخرفة السويسري، باستخدام تقنيات Côtes de Genève والصنفرة الدائرية والتلميع المرآتي، بالإضافة إلى الزوايا المشوَّفة الدقيقة، وتُعرض هذه التفاصيل الفاخرة من خلال غطاء خلفي شفاف مصنوع من الكريستال السفيري.
علبة من الذهب المنقوش تحكي قصة

العلبة الخارجية من الذهب الأصفر عيار 18 قيراط، مزينة بنقش يدوي لسِوار الغار (رمز أبولو) على الحافة. على جانبي العلبة نقشٌ يروي مشاهد تاريخية مستلهمة من لوحة فرانسوا لوموين في صالون السلام بقصر فرساي: مشهد يُصوّر لويس الخامس عشر كإمبراطور روماني، في إشارة إلى لغة القوة والصفاء الثقافي في عصر التنوير.
صندوق عرض موسيقي على طراز فرساي

تُقدّم الساعة في صندوق فاخر من صناعة دار Elie Bleu باريسي الصنع، مع صندوق موسيقي من Reuge السويسرية يعزف مقطوعة جرى تقديمها في فرساي خلال الحفل الأسطوري وهي من لحن جان فيليب رامو مع كلمات لفولتير. عند تشغيل الموسيقى تدور الساعة فوق باركيه من خشب البلوط الصغير محاط بأقواس رخامية مصغّرة، بينما نقش غطاء الصندوق الخارجي يُظهر مشهد حفل Bal des Ifs بدقة ليزرية.