يوسف الرفاعي متسلق الجبال الكويتي.. يستكمل مغامراته عبر صحراء أتاكاما في تشيلي

عاد متسلق الجبال الكويتي يوسف الرفاعي، من رحلة استكشافية عبر صحراء أتاكاما في تشيلي، التي تُعتبر من بين أكثر الأماكن جفافاً على الأرض. وقام الرفاعي بمغامرته الطموحة، بهدف العثور على الأماكن المأهولة الأكثر جفافًا. وتوّج المغامر الكويتي رحلته هذه، باستكشاف كويلاجوا، المستوطنة الصغيرة، التي تتمتع مجتمعاتها بالمرونة في مواجهة الظروف البيئية القاسية.
تأتي هذه المغامرة لمتسلّق الجبال الكويتي يوسف الرفاعي، في إطار السلسلة الوثائقية المستمرة ” أقاصي الأرض” “Earth’s Extremes”، التي يقوم الرفاعي بإعدادها وإنتاجها، ويتطلع من خلالها إلى تقديم محتوى علمي مغاير، سيكون من أهم الاستكشافات والأكثر إلحاحاً.
ما هي الأهمية العلمية لرحلة يوسف الرفاعي إلى أتاكاما؟

اكتسبت رحلة أتاكاما أهمية خاصة في إطار سلسلة الرحلات والمغامرات التي يقوم بها الرفاعي، فالرحلة التي امتدت من 11 أبريل إلى 7 مايو، كانت مليئة بالتحدّيات. وشرح يوسف الرفاعي أهداف رحلته هذه قائلاً: “انطلقت في رحلتي الأخيرة لاكتشاف الأماكن المأهولة الأكثر جفافًا على وجه الأرض، وأنا أشعر بحماس واندفاع لا حدود لهما، وفضول كبير ونهمٍ بالغ، للتعرّف أكثر واستكشاف أسرار وخفايا عالمنا الطبيعي”.
وقام يوسف وفريقه ببحث ودراسة وتحليل الخرائط بدقة، ووجدوا في كثير من الأحيان أن العديد من المواقع كانت إما مجرد أسماء أو أطلال لبلدات مهجورة. ويقول يوسف الرفاعي:”على الرغم من هذه الصعوبات، قادنا إصرارنا للوصول إلى كويلاجوا، واستكشاف هذه المستوطنة الصغيرة، والتي شكلّت إنجازاً بارزاً وعلامة فارقة في هذه المغامرة”. وأضاف يوسف الرفاعي: “امتدت رحلة بعثتنا لمسافة 7000 كيلومتر، عبر بيئة طبيعية قاسية لا ترحم. ولقد شكّل مرورنا في كاليتاس وصولاً إلى مناطق التعدين النائية والمجتمعات المنعزلة، أكثر من مجرد اكتشاف مناخي، بل أثمرت عن علاقة وترابط إنساني عميق. وخلال اجتياز هذه المناطق، اكتشفت من خلال كل لقاء، الجمال العميق والبساطة في حياة الإنسان وعلى مستوى وجوده في مواجهة الظروف القاسية”.
يوسف الرفاعي يستكشف أكثر البيئات صعوبة وقسوة
يُشكل حب المعرفة والفضول العلمي والفكري، عند يوسف الرفاعي، وشغفه الدائم باستكشاف عجائب الأرض، عنصرًا دافعًا ومحفزًا لاستكشاف أكثر البيئات تطرّفًا وصعوبة وقسوة. ويهدف مشروعه الوثائقي الأخير بعنوان “Earth’s Extremes”، إلى تسليط الضوء على هذه المواقع الرائعة والأشخاص الذين يعيشون في هذه الوجهات والمناطق. ويواصل الرفاعي على إعداد وإنتاج هذه السلسلة الوثائقية، ولقد تم إنجاز ثلاث حلقات بالفعل.
أقاصي الأرض: 4 حلقات وثائقية لاستكشاف عجائب الأرض
شكلت السلسلة الوثائقية المستمرة ” أقاصي الأرض” “Earth’s Extremes”، دلالة واضحة على مرونة الإنسان. ولقد كشف كل موقع، سواء أكان رطبًا أم جافًا أم حارًا أم باردًا، عن استراتيجيات فريدة للبقاء والتكيّف مع المتغيّرات الطبيعية.
وتسلط هذه القصص الضوء على الاستدامة، كما تعكس النجاح في مواجهة الظروف البيئية القاسية. وفي إطار هذه السلسلة تم تصوير حلقة حول أكثر الأماكن رطوبة على وجه الأرض في يوليو 2023 ، وتضمنت الحلقة لقطات رائعة للمناطق الطبيعية التي أغرقتها مياه الأمطار في ماوسينرام وتشيرابونجي في الهند.
وتمحورت الحلقة الثانية، حول المكان الأكثر سخونة على هذا الكوكب، وتم تصويرها في إقليم عفار الإثيوبي في ديسمبر 2023، مع مشاهد إضافية من مدينة الكويت. وبالتعاون مع دائرة الأرصاد الجوية، قام يوسف بدراسة ظاهرة الحرارة غير المسبوقة التي تشهدها الكويت.
من جهة ثانية، تسلط الحلقة الخاصة بالأماكن الأكثر جفافًا، الضوء على رحلة يوسف الرفاعي الاستكشافية الأخيرة في منطقة أتاكاما في تشيلي. أما في الحلقة الأخيرة، فسيأخذ يوسف المشاهدين إلى أويمياكون في سيبيريا، أكثر الأماكن المأهولة برودةً على وجه الأرض، ومن المقرر تصويرها في ديسمبر 2024. وتشمل خطط يوسف الرفاعي، إلى جانب إعداد وتصوير العمل الوثائقي، إصدار كتاب مصاحب للوثائقي وكتاب صور. وسيتم التبرع بجميع عائدات مبيعات كتاب الصور لدعم المجتمعات التي تعيش في هذه البيئات القاسية، وتسليط الضوء على مرونتها وأساليبها الفريدة التي تعتمدها للتعامل مع الظروف القاسية.
السلسلة الوثائقية Earth’s Extremes ستكون متاحة عبر القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية
مع اقتراب إنجاز السلسلة الوثائقية “Earth’s Extremes”، أعرب يوسف الرفاعي، عن سعادته بمشاركة السلسلة الوثائقية مع الجمهور، إذ ستكون متاحة قريبًا على العديد من القنوات التلفزيونية ومنصات الفيديو حسب الطلب. وتؤرخ هذه السلسلة الحقائق الأولية والقصص المهمة من مصدرها. ويدعو الرفاعي الجماهير، إلى ترقب المزيد من الرحلات الاستكشافية المثيرة، والتي ستشمل أويمياكون، أكثر الأماكن المأهولة برودةً على وجه الأرض.
يوسف الرفاعي يستعد لرحلته الجديدة إلى الصين

يواصل يوسف الرفاعي خوض مغامراته ورحلاته. ومع اقتراب إنجاز السلسلة الوثائقية والانتهاء من تصويرها، يستعد الرفاعي للانطلاق في التحدي الجديد، رحلة استكشاف والصعود الأول إلى الصين، المقررة عام 2024. وستتضمّن هذه المغامرة الطموحة، قيام يوسف وفريقه باكتشاف وتسلق وقياس مستويات ثلاثة براكين “غير معروفة” في الصين.