بولغري تحتفـي بفن الإتقان فـي جنيف… وحديث حصري عن سر النجاح مع مدير ساعاتها جوناثان برينباوم
على ضفاف بحيرة جنيف، اجتمع عشّاق الساعات الفاخرة من مختلف أنحاء العالم للمشاركة فـي نسخة هذا العام من Geneva Watch Days، الحدث الذي بات خلال خمس سنوات فقط محطة أساسية فـي روزنامة صناعة الساعات العالمية. وسط هذا المشهد، خطفت دار بولغري الأنظار عبر عرض استثنائي حمل عنوان The Art of Finesse، كرّست فـيه حضورها كواحدة من أبرز الأسماء التي تُعيد تعريف حدود التصميم والابتكار.
Octo Finissimo
عشرة أرقام قياسية عالمية
استغلّت بولغري مناسبة Geneva Watch Days لتقديم معرض يروي قصة أيقونتها Octo Finissimo منذ ولادتها عام 2014 وحتى أحدث إبداعاتها لعام 2025. هذه المجموعة، المستوحاة من هندسة بازيليك ماكسينتيوس فـي روما، لم تغيّر فقط مفاهيم التصميم فـي عالم الساعات، بل حطّمت عشرة أرقام قياسية عالمية بفضل سعيّها المستمر وراء النحافة الفائقة دون المساس بالتعقيد الميكانيكي أو الجمال الفني.
تنوّعت النماذج المعروضة بين أول توربيون فائق النحافة عام 2014، والـ Perpetual Calendar الذي حصد جائزة Aiguille d’Or فـي جنيف عام 2021، وصولاً إلى ساعة Ultra Tourbillon التي لا يتجاوز سُمك علبتها 1,85 ملم فقط. كما سلّط المعرض الضوء على أعمال التعاون الفني التي حوّلت هذه الساعة إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، من توقيع تاداو أندو، ولوران غراسو، وصولاً إلى الكوري-الياباني لي أوفان الذي قدّم إصدارًا محدودًا يجمع بين قوة الحجر وثباته وبين انعكاسات المرايا اللامتناهية.
ابتكار يتخطى المواد من الرخام الإيطالي إلى البرونز
ولأن التفرّد لا يعرف حدودًا، قدّمت بولغري فـي جنيف ابتكارًا آخر غير مسبوق Octo Finissimo Tourbillon Marble بقرص مصنوع من الرخام الأزرق المستخرج من أرقى المحاجر الإيطالية. خطوة جريئة كسرت القيود التقنية لمادة لطالما اعتُبرت صعبة الترويض فـي صناعة الساعات، لكنها فـي يد بولغري تحوّلت إلى تحفة هندسية تجمع بين الروح الرومانية والأداء الميكانيكي اللامتناهي الدقة.
Bvlgari Bronzo: حضور البرونز الدافئ وحيوية المطاط الأسود
إلى جانب ذلك، كشفت الدار عن فصل جديد فـي قصة Bvlgari Aluminium عبر طرح Bronzo، أول استخدام لمعدن البرونز فـي هذه المجموعة الشهيرة. المعدن «الحيّ» الذي يكتسب مع مرور الزمن بريقًا شخصيًا لا يتكرّر، منح التشكيلة بُعدًا جديدًا من الأصالة، مع إصدارين: Bronzo GMT لعشّاق السفر وBronzo Chronograph لعشّاق السرعة والدقة. كلاهما جمع بين حضور البرونز الدافئ وحيوية المطاط الأسود، ليعكسا هوية بولغري الجريئة وقدرتها الدائمة على إعادة تعريف الفخامة.
Octo Finissimo Lee Ufan: حوار ثقافـي عبر تعاون فني
لم تقتصر قصة فـينيسيمو على الإنجازات التقنية، بل امتدت إلى الفن والثقافة. فقد شكّلت تعاونات بولغري مع معماريين وفنانين عالميين مثل تاداو أندو، لوران غراسو، وهيتوشي سنجو، جسورًا بين الحِرفـية العالية والتجارب البصرية. وهذا العام، جاء التعاون مع الفنان الكوري-الياباني لي أوفان ليمنح فـينيسيمو بُعدًا فلسفـيًا يعكس العلاقة بين المادة واللانهاية، من خلال إصدار محدود بـ150 قطعة يجمع بين التيتانيوم المصقول وقرص المرآة العاكس.
جوناثان برينباوم
«التوازن بين التراث والابتكار هو ما يجعل بولغري فريدة»
خلال فعاليات أيام جنيف للساعات 2025، أجرينا لقاءً مع جوناثان برينباوم، المدير العام لساعات بولغري الذي أضاء على فلسفة الدار ورؤيتها المستقبلية.وناقشنا معه تراث بولغري الروماني، وابتكاراتها الجريئة، وما يجعل ساعة أوكتو فـينيسيمو رمزًا لصناعة الساعات المعاصرة.
بولغري متجذّرة فـي التراث الروماني، ومع ذلك تُعرف بابتكاراتها الرائدة. كيف توازن بين الاثنين؟
روما مصدر إلهام لا ينضب – هندستها المعمارية ورموزها وتاريخها. من الكولوسيوم الذي ألهم ساعة B.Zero1 إلى هندسة البانثيون فـي ساعة أوكتو، كل ما نصمّمه مستوحى من تلك الروح الرومانية. وفـي الوقت نفسه، نواصل الابتكار بلا هوادة. ساعة أوكتو فـينيسيمو هي خير مثال على ذلك: تصميمها روماني، وهويتها لا تخطئها العين، ومع ذلك فهي تحمل عشرة أرقام قياسية عالمية فـي صناعة الساعات فائقة الرقة. هذا التوازن – بين التراث والابتكار – هو ما يجعل بولغري فريدة.
كيف تطوّرت استراتيجية بولغري فـي صناعة الساعات على مرّ السنين؟
فـي البداية، فـي سبعينيات القرن الماضي، كانت بولغري شركة متخصّصة فـي صناعة المجوهرات والساعات. شكّلت ساعة بولغري روما عام ١٩٧٥ البداية الحقيقية لصناعة ساعات بولغري. لعقود، كانت العديد من حركات ساعاتنا تأتي من الخارج. ولكن فـي السنوات الخمس عشرة الماضية، شهدنا تحوّلاً كاملاً من خلال التكامل الرأسي. اليوم، أكثر من ٩٠ فـي المئة من إنتاجنا داخلي – من العلب والميناءات إلى الحركات فائقة الرقة. هذا التحوّل لم يجعلنا مجرّد صائغ يصنع الساعات، بل صانع مجوهرات وساعات حقيقي.
ما هو موقع بولغري فـي صناعة الساعات اليوم؟
لا يزال بعض العملاء يقولون: «لا نعرف صناعة ساعات بولغري جيداً”. هذا يتغيّر بسرعة. لقد كان معرضا
Watches & Wonders وGeneva Watch Days عاملَين أساسيين فـي إبراز مصداقيتنا. ما يميّزنا واضح: التصميم. ساعة سيربنتي أو أوكتو فـينيسيمو سهل التعرّف عليهما فورًا. هذا التقدير والمصداقية هما استراتيجيان لنا.
أصبحت أوكتو فـينيسيمو علامةً بارزةً لدار بولغري. ما هي أبرز إنجازاتها؟
كل إنجازات هذه المجموعة هامة بالنسبة لي، الأمر أشبه بالاختيار بين طفلين! لكن هناك رقمين قياسيين يُحدّدان هذا الإنجاز. أولاً، التقويم الدائم Perpetual Calendar الفائز بجائزة GPHG، وهو من أكثر التقويمات الدائمة وضوحًا فـي السوق. ثانيًا، ساعة فـينيسيمو الهيكلية التي تعمل لمدة 8 أيام،8day Skeletonized Finissimo بسماكة 5,9 ملم فقط، ما يُظهر براعتنا التقنية وشغفنا بالأناقة.
تُعدّ المواد جوهر ابتكارات بولغري. كيف تتعاملون معها؟
لا نبتكر لمجرّد الابتكار، بل نبتكر بمواد تناسب بولغري. على سبيل المثال، أصبح التيتانيوم جزءًا لا يتجزأ من هويتنا بفضل خفة وزنه وراحته. فـي Geneva Watch Days، قدّمنا موديلات فـينيسيمو المصنوعة من التيتانيوم DLC، وعملنا مع فنانين على درجات فريدة من اللون الأزرق. كما نستكشف الرخام والذهب وأحجارًا طبيعية أخرى – مواد ترتبط ارتباطًا مباشرًا بهويتنا كصائغين.
شكّلت التعاونات الفنية أيضًا علامة فارقة فـي مسيرة بولغري. ما أهميتها؟
التعاونات الفنية تُضفـي عمقًا ثقافـيًا. فالتعاون مع فنانين مثل تاداو أندو أو لي أوفان، يُثري إبداعاتنا بما يتجاوز الجوانب التقنية. فالأمر دائمًا يتعلّق باللقاء الإنساني أولاً، بقصة مشتركة. وعندما ينجح، يُنشئ حوارًا بين عالمي الفن وصناعة الساعات، يتردّد صداه بعمق لدى هواة الجمع.
ما الذي قدّمته بولغري لهواة الجمع هذا العام خلال Geneva Watch Days؟
خلال هذا المعرض قدّمت بولغري موديلات أوكتو فـينيسيمو الجديدة، بما فـي ذلك فـينيسيمو تيتان، الذي يُجسّد الخفة والدقة، وإصدارًا جديدًا من الرخام الأزرق. كما سلّطنا الضوء على تعاوناتنا الفنية خلال العقد الماضي. يمتاز Geneva Watch Days بكونه مفتوحًا وإنسانيًا وقريبًا من هواة الجمع، فهو لا يُتيح لنا مشاركة المنتجات فحسب، بل أيضًا القصص الثقافـية التي تكمن وراءها.