معتز برشم يتوجّه الى أولمبياد باريس بطموحات عالية

بعد أن نجح في الحصول على أول ميدالية أولمبية ذهبية له خلال أولمبياد طوكيو 2020، يتوجّه لاعب الوثب العالي، القطري معتز برشم، الى باريس عازمًا على تحقيق ميداليته الأولمبية الرابعة وذهبيته الثانية. وللتعرّف أكثر على مسيرة أمير القفز العالي، رافقونا في هذا التقرير.
يُعتبر الرياضي معتز عيسى برشم ابن الدوحة، البالغ من العمر 32 عامًا، أكثر رياضي قطري فوزًا بالميداليات في تاريخ الألعاب الأولمبية بعد أن حقّق فضيتين، الأولى في لندن عام 2012 والثانية في ريو 2016 ، بينما نجح في تحقيق أول ميدالية ذهبية في طوكيو عام 2020. فهل سينجح هذا الصيف بتحقيق ذهبيته الأولمبية الثانية على التوالي؟
الرحلة الى أولمبياد باريس
بدأ نجم الوثب العالي معتز برشم موسمه الأولمبي في المحطة الأولى من الدوري الماسي في مدينة شيامن الصينية، إذ حصل على الميدالية الفضية خلف الأميركي شيلبي ماكيوين، حيث قفز كلاهما مسافة 2.27 م.
كما حصل معتز برشم، الذي يتطلّع إلى الدفاع عن لقبه الأولمبي في باريس هذا الصيف، على الميدالية الفضية في المحطة الثانية من الدوري في سوتشو، متجاوزاً 2.29 م، قبل أن يسافر إلى الدوحة، حيث استضاف وفاز بالنسخة الافتتاحية من تحدي What Gravity Challenge، وهو سباق خاص أقيم على مدرج كتارا، بمشاركة بعض أفضل لاعبي الوثب العالي في العالم. وحقق برشم، مؤسس الحدث، أفضل رقم خلال الموسم بلغ 2.31 م، ليحصل على الميدالية الذهبية.
وعن عزمه في مواصلة التألق وخاصة في أولمبياد باريس، قال معتز برشم مؤخرًا إنه يتعمّد إخفاء الميداليات والكؤوس التي حصل عليها، ليحافظ على شغفه والفوز بالمزيد من الألقاب، وأضاف في أحد تصريحاته: “أريد أن يتذكرني الناس ضمن عظماء الوثب العالي. أريد أن يذكر الناس اسمي كلما ذكرت مسابقة للوثب العالي. أريد أن أجعل الأمر صعبًا للغاية على كل من يأتون بعدي لتحطيم أرقامي”.
معتز برشم: أريد أن يذكر الناس اسمي كلما ذكرت مسابقة للوثب العالي
ذهبية معتز برشم الأولى في طوكيو
خلال أولمبياد طوكيو، قدّم معتز برشم واحدة من أكثر اللحظات التي لا تُنسى، عندما قرّر هو والإيطالي جيانماركو تامبيري تقاسم الميدالية الذهبية.
فبعدما نجح معتز برشم ونظيره الإيطالي في تجاوز ارتفاع 2.39 م، بعد ثلاث محاولات فاشلة لكل منهما، دخل الثنائي في نقاش مع مسؤول أولمبي عرض عليهما خوض جولة فاصلة، ليسأل برشم المسؤول “هل نستطيع الفوز بذهبيتين”؟ وأومأ المسؤول الأولمبي برأسه، ليحتفل برشم وتامبيري سويًا، في مشهد جسّد أسمى معاني الروح الرياضية في تاريخ الألعاب الأولمبية والرياضة.
ومن المنتظر أن يدافع برشم عن لقبه الأولمبي في باريس بشراسة، ليحمل معه آمال البعثة القطرية في تحقيق ثالث ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركات قطر في الألعاب الأولمبية.
معتز برشم يرفع مستوى التحدّي عاليًا
معتزّ برشم هو البطل الأولمبي الحالي (2020) في الوثب العالي، وهو أيضًا بطل العالم السابق وثاني أعلى لاعب قفز على الإطلاق، إذ حقق أفضل رقم شخصي قدره 2.43، وحصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم 2017 في لندن، وفي بطولة العالم 2019 في الدوحة، وكذلك بطولة العالم 2022 في يوجين.
في الأولمبياد، فاز معتز برشم في الأصل بالمجموعة الكاملة من الميداليات، مع البرونزية في أولمبياد لندن الصيفية 2012، والفضية في أولمبياد ريو 2016 الصيفية، وتقاسم الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020 الصيفية. في عام 2021، تمت ترقية برونزيته في أولمبياد لندن الصيفية 2012، إلى الفضية في تعادل ثلاثي للمركز الثاني بسبب استبعاد صاحب الميدالية الذهبية الأصلية.
وكان معتز برشم بطل آسيا للصالات الداخلية والعالم للناشئين في عام 2010، وفاز بالميداليات الذهبية في الوثب العالي في بطولة آسيا لألعاب القوى 2011 والألعاب العالمية العسكرية 2011. وهو يحمل الرقم القياسي الآسيوي في الوثب العالي.
يقفز معتز برشم من قدمه اليسرى، باستخدام تقنية الفوسبري فلوب، بقوس واضح للخلف فوق العارضة، ويحقق ذلك من خلال النظر من فوق حصيرة الهبوط. يذكر أن أحد إخوته، معمر، هو أيضًا لاعب في الوثب العالي.
عائلة رياضية
وُلد برشم في الدوحة لأسرة سودانية، لديه خمسة إخوة وأخت. كان والده أيضًا رياضيًا في سباقات المضمار والميدان، ولهذا السبب أصبح جميع أطفال برشم تقريبًا، ناشطين في هذه الرياضة، باستثناء مشعل برشم الذي أصبح في ما بعد حارس مرمى كرة القدم.
جرب معتز برشم الجري والقفز الطويل في مطلع شبابه. وقال في مقابلة مع الاتحاد الدولي لألعاب القوى: “لقد كبرت، ولم يكن لدي أي شيء مميّز، مثل أي طفل في قطر. انضممت إلى النادي لأن والدي كان يذهب إلى تدريب النادي، لذلك كان يأخذني معه في بعض الأحيان إلى هناك. كنت أعرف ألعاب القوى بسبب ذلك”.
التحق بمدرسة عربية في الدوحة، حيث تعلم التحدّث باللغة الإنجليزية. في عمر 15 عامًا، تحول إلى الوثب العالي لأنه بدا أكثر متعة. بدأ التدريب في الدوحة في أكاديمية أسباير، وأنهى التدريب فيها في عام 2009، عندما كان أفضل رقم شخصي له هو 2.14 م.
معتزّ برشم يضع الساعة التي طورها مع ريتشارد ميل
معتزّ برشم سفير ساعات ريتشارد ميل
يعتبر معتزّ برشم من أبرز سفراء علامة الساعات الراقية ريتشارد ميل، وكان معتزّ قد التقى بريتشارد ميل خلال أولمبياد ريو 2016، حيث كان صاحب العلامة التّجاريّة يتابع المسابقة عن كثب. كانت تلك هي اللحظة التي انطلقت فيها عمليّة تصميم ساعة. RM 67-02 وعن معتزّ برشم يقول ريتشارد ميل: “معتز عيسى برشم هو أحد أعظم الرياضيين على مر العصور، وقد تظن أنه كان يرقص في الهواء، مثل الطائر. وهذا التوليف بين الأناقة والأداء هو بالضبط ما جذبني إليه”.
من جهته يشرح معتزّ عن الساعة التي طوّرها مع ريتشارد ميل قائلاً: “لقد تحدثنا على وجه التحديد عن شيء خفيف للغاية ومرن، ومسطّح للغاية، وهو شيء لن يصرفني عن التركيز أثناء قفزاتي. لقد منحني ذلك الكثير من الدعم خلال التحدّيات التي واجهتها للوصول إلى بطولة العالم وغيرها من الملاعب الكبرى في جميع أنحاء العالم. أتوقع أن أشعر بأنه جزء من جسدي، وجزء من بشرتي، وجزء مني. إن انضباطي يتطلب مني أقصى درجات جسدية: أحتاج إلى أن أكون خفيف الوزن ودقيقًا للغاية في كل خطوة أقوم بها، تمامًا مثل كل “نقرة” على ساعتي. جسدي هو “الأداة” الوحيدة التي أملكها في رياضتي؛ لا أستخدم الهراوة أو المضرب أو وسائل المساعدة الخارجية الأخرى. ما أفعله هو أمر “نقي” للغاية، فأنا فقط أواجه التحدّي. أريد أن تكون ساعتي مماثلة: نقية جدًا، ودقيقة جدًا، ومثالية جدًا، ولكن خفيفة قدر الإمكان، وموثوقة تمامًا، دون أدنى شك.”
وعن أهمية قياس الوقت في مجال الرياضة وتحديدًا رياضة الوثب العالي يقول برشم: “الوقت مهمّ للغاية في مهنتي كلاعب للقفز العالي، لأنّه يمكن أن تُحْدِثَ بضع مئات من الثانية في التوقيت والمقاربة التي يتوخّاها اللاعب، فرقاً شاسعاً في تحقيق قفزة سيئة أو جيدة أو رائعة. وهذا ليس كل شيء، فإنّ الأمر يتعلق أيضاً بالسرعة عندما تقترب من العارضة”.