ألكاراز يتربع على عرش أمريكا المفتوحة ويستعيد صدارة التنس العالمي

في ليلة لا تُنسى على ملاعب فلاشينغ ميدوز، توّج النجم الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس للمرة الثانية في مسيرته، وذلك بعد فوزه المثير على غريمه الإيطالي يانيك سينر بنتيجة 6-2 و3-6 و6-1 و6-4. لم يكن هذا الفوز مجرد تتويج بلقب كبير، بل كان إعلانًا لاستعادة ألكاراز صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، وتأكيدًا على هيمنته المتزايدة على ملاعب التنس العالمية.
صراع العمالقة: ألكاراز يكسر سلسلة انتصارات سينر ويُحكم قبضته على القمة
المباراة النهائية بين ألكاراز وسينر لم تكن مجرد مواجهة عادية، بل كانت فصلًا جديدًا في صراع تنافسي محتدم بين اثنين من أبرز المواهب الشابة في عالم التنس. ألكاراز، البالغ من العمر 22 عامًا، أظهر نضجًا كبيرًا وقدرة على التعامل مع الضغوط، ليحقق لقبه السادس في البطولات الكبرى، والثاني له في فلاشينغ ميدوز بعد تتويجه الأول عام 2022. هذا اللقب هو الثاني لألكاراز في البطولات الكبرى هذا الموسم، بعد أن رفع كأس فرنسا المفتوحة في وقت سابق. جاء فوز ألكاراز ليضع حدًا لسلسلة انتصارات سينر المذهلة التي بلغت 27 مباراة متتالية على الملاعب الصلبة في البطولات الكبرى، وهي السلسلة التي أثرت بشكل كبير على الموسم الرائع للاعب الإيطالي. ألكاراز، الذي لفت الأنظار بقصة شعره المفاجئة في بداية البطولة، يغادر نيويورك بسلسلة انتصارات بلغت 13 فوزًا متتاليًا، و7 ألقاب، و6 هزائم فقط في عام 2025، مما يؤكد استقراره وتألقه المستمر.
ألكاراز وسعادة التتويج بالبطولة
وبعد الفوز عبّر النجم الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز عن سعادته قائلاً: “أريد أن أبدأ بالحديث عن يانيك، إنه أمر لا يصدق ما تفعله طوال الموسم، مستوى رائع في كل بطولة تلعبها.. أراك أكثر من عائلتي. شيء جميل أن أتقاسم معك الملعب وغرفة تغيير الملابس وملاعب التدريب، أنت تثابر في العمل، وحققت النجاح بفضل مجهوداتك والفريق المصاحب لك. قدمت أداء رائعا. أنا فخور جدا بالمحيطين بي. كل إنجاز أحققه بفضلكم، بفضلكم… هذا إنجازكم.” وهذه الخسارة الثانية التي مني بها سينر في نهائي بطولة كبرى أمام ألكاراز هذا الموسم بعد خسارته في بطولة فرنسا المفتوحة الملحمية في يونيو حزيران الماضي رغم أنه تغلب على الإسباني ليحصد لقب ويمبلدون في الشهر التالي. وقال سينر:”لقد لعبنا في المحافل الكبرى وخضنا مباريات كبيرة هذا الموسم.. لقد بذلت قصارى جهدي اليوم، ولم أتمكن من فعل المزيد.”
تألق إسباني وتكتيكات حاسمة
بدأ ألكاراز المباراة بقوة، محققًا كسر إرسال مبكر وعزز تقدمه ليحسم المجموعة الأولى بسهولة 6-2. لكن سينر، المعروف بقوته الذهنية، رد بقوة في المجموعة الثانية، وتمكن من الفوز بها 6-3، ليعيد المباراة إلى نقطة التعادل. بعد خسارته لمجموعة لأول مرة في البطولة هذا العام، استعاد ألكاراز تركيزه وبدأ المجموعة الثالثة بقوة هائلة، ليتقدم 5-0 قبل أن يحسمها 6-1. وفي المجموعة الرابعة الحاسمة، أظهر سينر بعض اللمحات من تألقه، لكن ألكاراز حافظ على هدوئه واستغل الفرص المتاحة، ليحسم المجموعة 6-4 وينهي المباراة لصالحه في الفرصة الثالثة التي سنحت له.
حضور رئاسي يثير الجدل ويؤخر انطلاق النهائي
أضاف حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ملعب آرثر آش لمشاهدة المباراة النهائية طبقة إضافية من الإثارة والجدل. وصل ترامب إلى فلاشينغ ميدوز، واستُقبل بمزيج من التصفيق والصافرات، بينما كانت المدرجات لا تزال فارغة بنسبة ثلاثة أرباعها. تسبب قدوم ترامب في إجراءات أمنية إضافية مشددة عند بوابات دخول الملعب، مما أدى إلى تأخير انطلاق المباراة النهائية. فقبل دقائق فقط من الموعد المقرر، أعلنت إدارة البطولة تأجيل انطلاق المباراة لضمان حصول المشجعين على وقت إضافي للوصول إلى مقاعدهم، وفقًا لبيان المنظمين. هذا التأخير أثار بعض الاستياء بين الجماهير التي كانت تنتظر بفارغ الصبر بداية الحدث الكبير.
ألكاراز يؤكد مكانته كظاهرة في عالم التنس
فوز ألكاراز بلقب أمريكا المفتوحة للمرة الثانية، واستعادته لصدارة التصنيف العالمي، يؤكد مكانته كواحد من أبرز لاعبي التنس في الجيل الجديد. قدرته على الفوز بالبطولات الكبرى على مختلف الأراضي (فرنسا المفتوحة على الرمل، أمريكا المفتوحة على الصلب) تشير إلى موهبة شاملة وقدرة على التكيف. كما أنه أصبح ثاني أصغر لاعب في عصر الاحتراف (الذي بدأ عام 1968) يفوز بستة ألقاب كبرى بعد الأسطورة بيورن بورغ، ما يضعه في مصاف العظماء مبكرًا. هذا النهائي التاريخي، الذي جمع بين الإثارة الرياضية والحضور السياسي، سيبقى محفورًا في ذاكرة عشاق التنس، كعلامة فارقة في مسيرة كارلوس ألكاراز الصاعدة نحو قمة اللعبة.