ترومسو-الشفق القطبي الشمالي والعاصمة القطبية الشمالية
مكتوب من ماريو جبريل
تعرف ترومسو باسم العاصمة القطبية الشمالية، نظراً لحجمها وموقعها وتاريخها المثير للاهتمام. كما تُعتبر ترومسو أكبر مدينة في شمال النرويج، ويُعدّ الوصول إليها سهل بفضل مطارها الدولي (الواقع على بعد 15 دقيقة من وسط المدينة) مع شركات الطيران مثل الخطوط الجوية النرويجية، لوفتهانزا وكاي أل أم وساس وفين إير والخطوط الجوية التركية.
هناك دائماً فرصة رائعة لرؤية الشفق القطبي الشمالي ابتداءً من شهر أيلول/سبتمبر حتى نيسان/أبريل. وغالباً ما يكون تردد الشفق القطبي الشمالي وقوته في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر حتى أوائل كانون الأول/ديسمبر، وكذلك الأمر في أواخر شهر شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس. حيث تُوفر ترومسو دائماً فرصة كبيرة لرؤية الشفق القطبي الشمالي أثناء هذه الأشهر، لأن هذه هي الأشهر التي تكون فيها السماء مظلمة بما يكفي لرؤية الأضواء وهي تتألق وتسطع في السماء.
تقع ترومسو في وسط “الأضواء الشمالية البيضاوية”، مما يعني أن هناك فرصة أكبر لرؤية الشفق القطبي الشمالي بسبب الوجود الدائم للنشاط المغناطيسي الشمسي في الوسط. ويُطلق على الأضواء الشمالية أيضاً الشفق القطبي، وكلاهما ساحر، ولكن يصعب التنبؤ بهما بدقة. هذا وستكون تجربة الأضواء الشمالية رائعة ولا تُنسى، حيث تتفاعل حواسك مع ظاهرة طبيعية وفريدة من نوعها. وغالباً ما تعتمد فرص رؤية الشفق القطبي الشمالي على هذه العوامل الأربعة:
النشاط الشمسي: غالباً ما يتم تقديم الشفق القطبي الشمالي كتنبؤ يدوم لثلاثة أيام، ويميل النشاط الشمسي إلى التكرار كل 27 يوماً. وتتوفّر توقعات الشفق على موقع Spaceweatherlive.com، ويتم قياس النشاط الشمسي على مؤشر KP، الذي يقيس من 0 ( نشاط منخفض ) إلى 9 ( نشاط مرتفع )، حيث يُشير كلّ رقم يتخطى رقم 4 إلى فرصة كبيرة لرؤية الشفق القطبي الشمالي. كما يتوفّر تطبيق يسمى “أضواء النرويج”، يُوفر تنبؤات قوية للسكان المحليين والسياح.
الطقس: للظروف المثالية نحتاج إلى سماء صافية أو غيوم قليلة، لأن نشاط الأضواء الشمالية يحدث فوق خط السحابة. كما تحتوي منطقة ترومسو أيضاً على العديد من المناخات المحلية، مما يعني أن الظروف الأفضل يمكن أن تكون على بُعد رحلة قصيرة بالسيارة. هذا وتوفر بعض المواقع الإلكترونية مثل Storm.no وyr.no معلومات دقيقة عن توقعات الطقس لمنطقة ترومسو والمناطق المحيطة بها.
الحد الأدنى من التلوث الضوئي: كلما كانت السماء أكثر قتامة، كلما أصبحت رؤية الشفق القطبي الشمالي أفضل. والتلوث الضوئي من ناحية أخرى يجعل من الصعب رؤية هذا الشفق. فغالباً ما نراه في وسط المدينة، ولكن إذا أردت الذهاب في جولة إرشادية إلى المزيد من الأماكن النائية، من الممكن أن تزيد فرصتك لرؤية الشفق بنسبة أقوى من المدينة.
الصبر: يمكن أن يكون التواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب عاملاً مهماً أيضاً. فمن الممكن أن يرى الناس المحظوظين الشفق خلف المطار في ترومسو، أو قد تحتاج إلى الذهاب في رحلة بالسيارة لمدة ساعة واحدة نحو لوفوتن كي ترى الشفق.
ترومسو- وجهة الشتاء والصيف
تُعدّ ترومسو مدينة ذات مناظر خلابة بين المضايق والجبال والجزر الجميلة. وهناك العديد من الأنشطة التي يمكنك القيام بها في أرض العجائب في القطب الشمالي مع الطبيعة التي يسهل الوصول إليها من المدينة. ففي فصل الشتاء، تشمل الجولات الشعبية زحافة ثلجية يجرها الكلاب وعربة الجليد الآلية ومشاهدة الحيتان وإطعام الرنة والمشي بالأحذية الثلجية والتزلج الريفي. وتشمل هذه الجولات بأكملها مواصلات للعودة من وسط مدينة ترومسو.
وتُعتبر ترومسو أيضاً واحدة من أكثر المناطق المريحة للبحث عن الأضواء الشمالية بسبب درجات الحرارة الدافئة نسبياً مع متوسط درجة الحرارة في الشتاء بين 1 درجة مئوية و3 درجات مئوية. كما أنها منطقة يسهل فيها التنقل بالقطارات والحافلات والقوارب والتلفريك إلى نقاط المراقبة المذهلة. ومن السهل أيضاً السفر من منطقة ترومسو إلى وجهات أخرى في شمال النرويج مثل لوفوتن وسينجا ومنطقة لينجن ورأس الشمال.
يمكن أن يكون السفر الصيفي إلى ترومسو ساحراً بنفس القدر، بفضل موسم شمس منتصف الليل ابتداءً من منتصف شهر أيار/مايو حتى أواخر تموز/يوليو، حيث لا تغرب الشمس أبداً تحت الأفق خلال هذه الأشهر، مما يعني أن هناك ضوء ساطع على مدار 24 ساعة في اليوم. فستكون مفتوناً بالألوان النقية التي تتلألأ في الأضواء الشمالية، خاصةً بعد منتصف الليل عندما تكون الشمس في أدنى مستوياتها، وهي تختلس وراء سطح الأنهار والبحيرات والبحر، الذين يُعدّوا جنّة الصيادين.
لهذه المنطقة فائدة أخرى، وهي أنها مريحة لجميع أنواع المسافرين، من العائلات إلى المغامرين. كما تم تجهيز ترومسو بجميع أماكن الإقامة بما في ذلك الفنادق الفاخرة.
