المدير التنفـيذي لفريق مرسيدس فـي الفورمولا 1 يدخل لائحة فوربس
توتو وولف
صانع الأرقام القياسية فـي الفورمولا وان .. يواجه موسماً صعباً
كشفت قائمة جديدة نشرتها مجلة «فوربس» خاصة بالرياضيين الذين تخطوا عتبة المليار دولار من ناحية الثروة الشخصية، عن إنضمام مدير فريق مرسيدس فـي الفورمولا1 توتو وولف اليها، علماً أنّ وولف يملك ثلث فريق مرسيدس فـي الفورمولا1، وقد تمكن منذ استلامه مهامه فـي 2012 من الفوز بثمانية ألقاب صانعين وسبعة ألقاب سائقين .كما انه أصبح أحد نجوم مسلسل «درايف تو سورفايف» على منصة نتفليكس منذ العام الماضي.
تعتبر الفورمولا1 ، إحدى أفخم الرياضات على هذا الكوكب، وقد حصل مايكل شوماخر ولويس هاميلتون على مئات ملايين الدولارات كسائقي سباقات، إذ كان متوسط سعر التذكرة إلى سباق الجائزة الكبرى فـي ميامي العام الماضي أغلى من Super Bowl ومع ذلك لم تتمكّن سوى قلّة قليلة من العاملين فـي هذا المجال، من أن تحقّق بالفعل مليار دولار من الفورمولا وان، وتوتو وولف هو واحد منهم.
كيف تمكّن من دخول نادي الأغنياء؟
توتو وولف هو مستثمر نمساوي وسائق سباقات سابق. وهو اليوم الرئيس التنفـيذي ومدير الفريق فـي AMG Petronas F1 Team. بدأ وولف مسيرته فـي عالم الفورمولا من خلال التنافس فـي بطولات «الفورمولا فورد» النمساوية والألمانية، وفاز بفئته فـي سباق 24 ساعة نوربورغرينغ فـي 1994،وتنافس لاحقًا فـي بطولة FIA GT وبطولة GT الإيطالية. لكنّه سرعان ما حوّل تركيزه نحو الأعمال ، وأسّس أول شركة استثمارية له Marchfifteen فـي عام 1998.
على مرّ السنين، وجد وولف طريقة لدمج الأعمال مع شغفه – سباق السيارات، ففـي عام 2009، اشترى حصة فـي فريق ويليامز للفورمولا1، وانضم إلى مجلس الإدارة فـي عام 2012، تم تعيينه مديرًا تنفـيذيًا لـ Williams F1 وحقّق الفريق آخر فوز فـي السباق حتى الآن، فـي سباق الجائزة الكبرى الإسباني فـي ذلك العام.
فـي يناير 2013 ، غادر وولف فريق ويليامز ليصبح المدير التنفـيذي لفريق مرسيدس AMG بتروناس للفورمولا واحد، مع شريكه التجاري رينيه بيرغر الذي أصبح المدير غير التنفـيذي. بالإضافة إلى انضمامه إلى الفريق كشريك إداري، استحوذ وولف كذلك على 30 فـي المئة من Mercedes-Benz Grand Prix Ltd. وتولى تنسيق جميع أنشطة رياضة السيارات فـي مرسيدس-بنز، وهي المسؤولية التي كان نوربرت هاوغ يتحملها سابقًا.
فـي عام 2014 ، باع وولف ثلثي أسهمه فـي ويليامز لرجل الأعمال الأميركي براد هولينغر. ليعود فـي 9 مارس 2016 ، ليبيع كل أسهمه المتبقية فـي فريق ويليامز. بصفته مالكًا مشاركًا لكل من ويليامز فورمولا1 (حيث عملت زوجته سوزي كسائقة اختبار حتى نوفمبر 2015) ومرسيدس غراند بري، احتفل وولف بالعديد من منصات التتويج والنجاحات لكلا الفريقين.
قاد مرسيدس لكسر الأرقام القياسية
فـي عام 2020 ، فاز فريق مرسيدس ببطولة العالم المزدوجة للمرة السابعة على التوالي، ليكسر الرقم القياسي الذي كان يحمله فريق فـيراري سابقًا عندما فاز بخمسة ألقاب متتالية فـي بطولات العالم بين عامي 2000 و 2004. كما يحمل مرسيدس الرقم القياسي لسبع بطولات متتالية للسائقين من 2014 إلى 2020 علماً أن الرقم القياسي السابق كان لفـيراري وهو خمسة ألقاب متتالية من 2000 إلى 2004.
كذلك فـي عام 2020، تجاوز سجل مرسيدس سبع بطولات صانعين، الرقم القياسي لبطولات الصانعين الست المتتالية لفـيراري بين عامي 1999 و 2004.
منذ إدخال اللوائح التوربينية الهجينة فـي عام 2014، فازت مرسيدس بـ 112 سباقًا من أصل 192 سباقًا تحت قيادة وولف. اتخذ الفريق 119 من 192 موقعًا للقطب ، و74 إغلاقًا للصف الأمامي ، و254 من 384 موقعًا محتملاً على منصة التتويج. منذ انضمام وولف إلى مرسيدس فـي عام 2013، حقّق الفريق نسبة فوز بلغت 55 فـي المئة.
بعد موسم 2020 ، وقّع وولف صفقة جديدة مع مرسيدس للاستمرار فـي منصب مدير الفريق والمدير التنفـيذي لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل. علماً أنه اعتبارًا من عام 2023، قدّرت ثروته الصافـية بنحو 1,1 مليار دولار أميركي ما يدخله إلى نادي الأغنياء.
وقد تمّ الاعتراف بإنجازات وولف من خلال تقديم جائزة جون بولستر من تود فـي حفل جوائز أوتوسبورت 2018.كما حصل لاحقًا على جائزة الرئيس من تود، جنبًا إلى جنب مع رئيس الفريق غير التنفـيذي نيكي لاودا ، فـي حفل منح جائزة الاتحاد الدولي للسيارات لعام 2018 الذي أقيم فـي سان بطرسبرغ ، روسيا.
2023 موسم صعب
بعد تطوّر ثابت فـي 2022، بدأت مرسيدس موسمها الحالي بصعوبة واضحة، حيث بدا الضعف فـي المبدأ التصميمي للسيارة عبر تصريحات متتالية من قبل السائقين لويس هاميلتون وجورج راسل وكذلك مدير الفريق توتو وولف.
وبالرغم من ذلك، تحسّن مرسيدس بشكل واضح فـي ملبورن، حيث تأهل راسل وهاميلتون فـي المركزين الثاني والثالث على التوالي، بينما أكمل هاميلتون السباق ثانياً خلف ماكس فـيرستابن.
وعبّر هاميلتون عن حذره حيال منحى تطوّر سيارة ريد بُل ووتيرتها. إذ يرى أن اللحاق بهم سيستغرق وقتاً أطول مما كان يأمل.
وحين سُئِل هاميلتون عما يتوقّعه من مرسيدس «الجديدة» بعد التحديثات، عبّر عن أمله بأن تشهد السيارة تحسناً مباشراً وأن تصبح أسهل لناحية التطوير.
واختتم: «لقد أظهرنا فـي الماضي أننا قادرون على التطوير بسرعة، آمل أن يكون هذا هو واقع حالنا».
وولف ولويس هاميلتون
يعود الفضل إلى توتو وولف فـي نجاح لويس هاميلتون مع «مرسيدس»، حيث كان يعمل بشكل وثيق مع سائق F1 ذي الشهرة العالمية منذ عام 2013.
غير أن الصعوبات التقنية التي تواجهها سيارات مرسيدس هذا العام قد تدفع هاميلتون إلى التخلي عن فريق مرسيدس، بحسب توتو وولف، الذي صرّح فـي وقت سابق هذا العام، أن لويس هاميلتون قد يغادر الفريق فـي حال الفشل فـي إعادة الأمور إلى نصابها.
ورغم اقتناع وولف، بأن هاميلتون، سيوقّع على عقد جديد، إلاّ أنه أكد أن تفكير السائق الرئيسي للفريق، يمكن أن يتغيّر فـي سعيه من أجل طموح تحقيق اللقب للمرة الثامنة.
وقال وولف فـي تصريحات نقلتها صحيفة «ذا صن» البريطانية: «إذا أراد لويس الفوز بلقب بطولة العالم مرة أخرى، فهو يحتاج للتأكد من امتلاكه للسيارة المناسبة. إذا لم نتمكن من إثبات قدرتنا على منحه تلك السيارة فـي العامين المقبلين، قد يحتاج للبحث فـي مكان آخر».
وينتهي عقد هاميلتون البالغ 40 مليون جنيه إسترليني سنويًا( 48 مليون دولار) مع مرسيدس بنهاية الموسم الجاري، فـيما يظل مستقبله تحت المجهر، بعد البداية السيئة للفريق فـي موسم 2023.
نجم نتفليكس
فـي عام 2022 أصبح النمساوي وولف نجمًا لمسلسل Drive to Survive على منصة نتفـيلكس الى جانب كريستيان هورنر مدير فريق ريد بول.
وتعتبر مواجهة كريستيان هورنر وتوتو وولف واحدة من اللحظات التي يجب مشاهدتها فـي الموسم الخامس من مسلسل نتفليكس درايف تو سورفايف.
وقد تمّ تصوير هذه المواجهة فـي مونتريال ، بعد أسبوع واحد فقط من تعرض لويس هاميلتون لألم شديد فـي الظهر بسبب خنزير البحر فـي سباق أذربيجان الكبرى. يبدأ وولف فـي مزاج عدائي حيث يفجّر إحباطه فـي الرؤساء الذين أجبروه على قبول تحديث القواعد.
من جهته لم يقبل هورنر مدير ريد بُل، بهجوم وولف متهماً إياه بالبحث عن الدراما للتلفزيون.
يجيب وولف: «لقد فعل كل واحد منكم شيئًا للحد من المشكلة. تهانينا». ومع ذلك ، فإن المعركة تصبح أكثر سخونة»، حيث يشير هورنر بأصابع الاتهام إلى وولف لمشكلات مرسيدس. يصرخ: «حسنًا ، غيّر سيارتك ، لديك مشكلة فـي تغيير سيارتك المقلدة».
شغف بالسباق منذ المراهقة
ولد تورغر كريستيان وولف المعروف بـ«توتو» فـي 12 يناير 1972 ، فـي فـيينا ، النمسا. هو من أصل عرقي مختلط، فوالدته بولندية، وهي طبيبة تخدير ، بينما والده من أصل روماني نمساوي. عندما كان عمره ثماني سنوات ، تم تشخيص والده بسرطان الدماغ، ما أدّى فـي النهاية إلى وفاته خلال فترة مراهقة وولف.
تلقى وولف دروسه فـي Lycée Français de Vienne، وهي مدرسة فرنسية مرموقة فـي فـيينا. فـي سن الـ 17 ، تمّت دعوته لمشاهدة صديقه يتنافس فـي حلبة نوربورغرينغ الألمانية ما أثار اهتمامًا بسباق السيارات. التحق بعده ذلك بمدرسة سباق وأقنع والدته بدفع كلفة دروسه.
باع سيارته واشترى «سيات إيبيزا» للتنافس فـي «سيات إيبيزا كب». ذهب للتنافس فـي بطولات «فورمولا فورد» النمساوية والألمانية عازمًا على أن يصبح متسابقًا، حيث بدأ فـي كسب المال مقابل سيارته الاستثنائية ومع ذلك، احتلت مسيرته فـي السباقات مقعدًا خلفـيًا فـي عام 1994 عندما تراجع رعاته.
أجبرته نكسة فـي مهنته فـي السباق، على تحويل تركيزه نحو الأعمال. بدأ بالتردّد إلى «جامعة فـيينا للاقتصاد»، لكنه ترك العمل كمتدرّب فـي بنك استثماري. بعد ذلك، أصبح جزءًا من فريق إدارة المبيعات لشركة فولاذ تدعى Koloman Handler .
بعد العمل فـي شركة الصلب لبضع سنوات ، قرّر إنشاء نشاط تجاري خاص به.
مبادرة لدعم التنوّع فـي عالم رياضة السيارات
أثار توتو وولف الكثير من التساؤلات خلال السباق الذي أقيم فـي إنكلترا، حيث ركّز الجميع على عدم وضعه لساعة IWC التي صنعت العام الماضي خصيصاً لفريق مرسيدس خلال سباق ميامي، وحصل وقتها كل فرد من الفريق على ساعة خاصة به. وبعد الكثير من التساؤلات والأبحاث تبيّن ان النمساوي قرّر عرض ساعته للبيع فـي مزاد علني خاص بمؤسسة «Ignite» التي أسسها سائق الفريق لويس هاميلتون، والذي سيعود ريعه لدعم التنوّع فـي عالم رياضة السيارات، والشخص الذي كان سيشتري الساعة سيحصل ايضًا على مكالمة هاتفـية شخصية مع توتو بالإضافة إلى جولة فـي المقر الرئيسي للفريق ومركز العمليات. ولقد تعهدت مؤسسة «Ignite» بالتبرع من جهتها بمبلع 50 الف يورو تضاف الى قيمة مبيع الساعة.