كيف بدأت مسيرة محمد علي المهنية؟
وُلد الملاكم محمد علي كلاي في 17 كانون الثاني/يناير من العام 1942، في 3302 جراند أفينو، مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية بإسم “كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور”، لعائلة أفريقية أميركية. والده كان على مذهب ميثوديا المسيحي، لكن والدته أنشأته مع اخيه على المذهب المعمداني المسيحي. وكانت عائلته تنحدر من الطبقة المتوسطة، فالحي الذي تقطنه العائلة ونشأ فيه، غالبية سكانه من الطبقة المتوسطة، من المحامين والأطباء، والغالبية من الأفارقة الأميركيين.
هذا وعانى محمد علي من العنصرية إلى جانب أخيه، إذ أنه التحق بالمدرسة الثانوية المركزية في لويزفيل، وكان يعاني من عسر القراءة، التي رافقته طيلة حياته. نشأ علي وسط مجتمع يعاني التمييز العنصري. وتروي والدته كيف حُرم في إحدى المرات من شرب الماء في أحد المتاجر، “لم يبيعوه قنينة بسبب لونه”.، إذ أن هذه الحادثة أثرت كثيراً في كلاي.
جاءت بداية مسيرة محمد علي في عالم الملاكمة عن طريق الصدفة، حينما كان يبلغ من العمر 12 عاماً. وذلك عندما سرق لصٌ دراجته، ولما سأل كلاي ضابط شرطة لويزفيل ومدرب الملاكمة جو إي مارتن، وهو غاضب إن رأى اللص. وراح يهدد بسحق ذاك اللص وأنه ذاهب للإيقاع به. فقال الضابط له إنه من الأفضل أن يتعلم الملاكمة أولاً، وعرض عليه تدريبه في إحدى قاعات الملاكمة التي يعمل بها.
في البداية، رفض كلاي عرض مارتن. لكن بعد رؤية الملاكمين الهواة في برنامج “أبطال الغد”، أصبح متحمساً أكثر لتعلم القتال. وبدأ العمل مع المدرب فريد ستونر، الذي ينسب إليه الفضل في منحه “تدريباً حقيقياً”، يقول كلاي، “وفي النهاية صاغ أسلوبي وقدراتي على التحمل ونظامي الخاص”.
شارك كلاي لأول مرة في الملاكمة للهواة في العام 1954 ضد الملاكم الهاوي المحلي روني أوكيف، وفاز بقرار منقسم. استمر بالفوز بـ6 ألقاب في كنتاكي الذهبية، واثنين من ألقاب القفازات الذهبية الوطنية، واللقب الوطني للاتحاد الرياضي للهواة، والميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العام 1960 في روما. وسجل كلاي للهواة 100 فوز و5 خسائر.
هذا وكان أول ظهور احترافي لمحمد علي في 29 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1960. وفاز بقرار من ست جولات على توني هونساكر.
خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالًا فاز فيها جميعًا، من بينها 15 فوزاً بالضربة القاضية، كما حقق المفاجأة في شباط/فبراير من العام 1964، بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة آنذاك سوني ليستون. وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلاً رقماً قياسياً كأصغر ملاكم (22 عاماً) يحرز لقب البطولة في هذا المجال.
وتُعد هذه البطولات هي الأشهر في مسيرة محمد علي:
-ضد كليفلاند ويليامز في 14 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1966.
– ضدّ إيرني تيريل في هيوستن في العام 1967. ويعتبر تيريل ثاني أصعب منافس لعلي بعد ليستون.
-ضد جو فريزر في العام 1973. فاز محمد علي كلاي وانتزع لقب البطولة.
– ضد الملاكم القوي جورج فورمان في زئير في العام 1974، وكان الفوز حليف كلاي.
وعند اعتناقه الإسلام صرح محمد علي كلاي في إحدى لقاءاته، بأنه “قريباً سأصبح رجلاً متقدماً في السن، وقد يدركني الموت في أي لحظة، فالله سبحانه وتعالى جعلني أفضل رياضي، وأشهر إنسان في العالم، وسوف أستخدم هذه الشعبية الكبيرة التي منَّ الله علي بها، من أجل نشر تعاليم الدين الإسلامي في كل مكان، وكذلك من أجل مكافحة الجريمة والدعارة والكحول والمخدرات”.