«كريستيانو رونالدو» هل إشترى السيارة الأغلى فـي العالم؟

نشرت الصحيفة الرياضية الإسبانية “ماركا” بتاريخ الأول من مايو ٢٠١٩، خبرًا على ذمتها، مفاده أن الشخص الذي أقدم على شراء السيارة الأغلى فـي العالم وفـي التاريخ، العائدة لشركة “بوغاتي” والمعروفة بـ”السيارة السوداء”، بمبلغ إجمالي قدره ١٨ مليون دولار، ما هو إلا “كريستيانو رونالدو”، نجم لعبة كرة القدم البرتغالي الشهير الذي إلتحق بفريق “جوفنتوس” الأيطالي لكرة القدم عام ٢٠١٨. . . رياضي مكتمل، أعطي تسمية “CR7” تحببًا، وهي تشير الى الأحرف الأولى من إسمه ورقم اللباس الذي يرتديه فـي الملاعب.

غالبًا ما يُعتبر أنه أفضل لاعب فـي العالم، وإن كان ينافسه على اللقب لاعب كرة القدم الأرجنتيني “ليونيل ميسي” الذي ظهر محتضنًا لعنزة صغيرة فـي صورة ترويجية لشركة “أديداس”، وقد إعتبر العديد من مناصريه أنه هو الأعظم على الأطلاق وفقًا لما يرونه فـي قراءتهم لكلمة عنزة بالإنكليزية (‘G’ Reatest ‘o’ f’ ‘a’ ll ‘t’ ime)

الشائعة الأولى أشارت الى أن الشاري المفترض للسيارة السوداء هو “فردينان بييش” الرئيس السابق لمجموعة سيارات “فولكس فاغن” وحفـيد “فردينان بورش”.

إلاّ أن خبر قيام رونالدو بالذات بشراء السيارة عاد وإنتشر فـي العديد من وسائل الإعلام، كصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، وموقع “فوكس سبور” الأميركي، و”أوتو−موتو” الفرنسية.

مع الإشارة إلى أن جميع هذه الصحف والوكالات نسبته الى صحيفة “ماركا” والى مصادر إسبانية أخرى، ورجّحت صحته على الغالب، لكن دون أن تؤكّده بصورة مستقلة.

هل سيستلم “السيارة السوداء” فورًا؟

عُرضت هذه السيارة فـي الواقع، بشكل مجسّم نموذجي فـي معرض جنيڤ السنوي الشهير للسيارات خلال شهر مارس من عام ٢٠١٩. وقد صُمّمت بمناسبة الإحتفال بالذكرى الـ110 لإنشاء شركة “بوغاتي”، ونالت إعجاب الزائرين. . . ومن غير المتوقّع أن يتم الإنتهاء من تصنيعها وتسليمها بكامل مواصفاتها وتقنياتها الى “رونالدو” فـي حال تأكّد الخبر، إلا بعد حلول عام ٢٠٢١.

مواصفاتها وبعض مبررات ثمنها الباهظ

لن يصنع من هذه السيارة الجديدة سوى نموذج حصري واحد، وهي تتمتع بمحرك ٨ ليترات، بقوة ١٥٠٠ حصان ولها أكثر من عادم. . . سرعتها القصوى تبلغ ٤٢٠ كلم فـي الساعة وترتفع من صفر الى مئة كيلومتر فـي الساعة بفترة قياسية مذهلة لا تتعدى الـ ٢,٤ ثانية؛ عدا عن كونها تحفة فنية مصمّمة بروح الحداثة وتستوحي من عراقة صناعة الثلاثينيات، ولا سيما سيارة Bugati SC Atlantic 75 النادرة لعام ١٩٣٦ التي قادها المؤسس “جان بوغاتي”، وتلك التي صُنعت عام ١٩٣٨. وقد صرّح أحد مسؤولي الشركة فـي سياق الحديث عن مواصفات السيارة، أن الإهتمام تركّز على رفع عناصر السرعة والتكنولوجيا العالية والجمال والفخامة فـيها، إلى مستويات لا تضاهى.

قد تبرّر جميع هذه المواصفات ثمنها الباهظ، ولا سيما كونها ستنتج بنموذج حصري واحد، إلاّ أن بعض المتابعين إعتبر أن ثمن السيارة باهظ جدًا.

هل لدى رونالدو الإمكانية لشراء مثل هذه السيارة؟

بيعت السيارة السوداء بسعر إجمالي قدره ١٨ مليون دولار (بما فـيها الضرائب والرسوم)، إنطلاقًا من سعر أساسي قدره ١١ مليون دولار. فهل يسهّل على رونالدو، الذي يعشق السيارات الفخمة، تسديد مثل هذا المبلغ الطائل؟

تجدر الإشارة أولاً الى أن رونالدو يتقاضى راتبًا سنويًا قدره ٣٠ مليون يورو من نادي “جوفنتوس”، وذلك لغاية إنتهاء عقده معه فـي موسم ٢٠٢١−٢٠٢٢ (مقارنة بـ ٢١ مليون يورو كان يكسبها من “ريال مدريد”). كما أنه يملك أسهمًا فـي شركات عدّة من بينها فنادق وماركات عطور، ويستفـيد من مداخيل مختلفة أخرى تسمح له أن يهدي نفسه ما يحب وما يشاء. . . وقد قيل دفاعًا عنه:

When you love, you don’t count the cost،

يُضاف إلى ذلك أن الجمعية الأميركية “Dosomething. org“، إعتبرت أن رونالدو هو الرياضي الأكثر كرمًا على صعيد الأعمال الخيرية، خلافًا لما يشاع عكس ذلك؛ وإن كان “ليونيل ميسي” معروف كذلك بمساهماته فـي هذا المجال، ولا سيما لصالح منظمة اليونيسيف.

من الأعمال الإنسانية التي قام بها رونالدو وفقًا للجمعية، تسديده مبلغ ٦٠ ألف دولار لتغطية نفقات إجراء عملية جراحية لطفل إسباني مصاب بمرض خطير فـي الدماغ، ودفع هبة قدرها ١٤٩ ألف دولار لمركز بحث ضد الأمراض المستعصية فـي البرتغال. . .

مما يتألف أسطول سياراته؟

جاءت سيارة رونالدو الجديدة، إذا تأكّد الخبر، لتتربّع على عرش أسطول السيارات الفخمة الأخرى التي له شغف فـي إقتنائها، ومنها: “بوغاتي فـيرون” و”بوغاتي شيرون”؛ و”رولس رويس فانتوم”؛ و”لامبورغيني أفنتادور، و”مازيراتي”؛ و”مرسيديس رياضية”؛ و”أودي”؛ و”فـيراري” و”بنتلي كونتينانتال”، و”بورش كايين مانسوري و”توربو كابريولي”، و”ماك لارن” و”أستون مارتن. . “.

سيتبيّن الخبر اليقين خلال الأسابيع المقبلة. إلاّ انه فـي ضوء ما تقدّم، ولا سيما شغف “رونالدو” بالسيارات الفاخرة وإقتنائه لأكثر من عشرين من هذه السيارات، ومن بينها سيارات “بوغاتي”، فأنه لن يكون مستغربًا أن يتأكّد أن CR7 هو المالك الفعلي السعيد للسيارة السوداء.

ومهما يكن من أمر، فإن مساهمات الرياضيين فـي مجتمعاتهم بشكل عام، ومواهب “كريستيانو رونالدو” بشكل خاص، وتميّزه فـي مجال الرياضة وكرة القدم ومختلف الأنشطة التفاعلية مع محبيه وجمهوره العريض على الصعيد العالمي، تجعل منه مرجعًا يستحق فـي المطلق كل إعجاب وتشجيع.