لامين يامال يكشف أسرار قلبه: محبة للمغرب ورغبة في أمجاد أوروبا

أنهى نجم برشلونة الشاب، لامين يامال، الجدل الدائر حول اختياره تمثيل المنتخب الإسباني بدلاً من المغرب، كاشفاً عن الأسباب العميقة وراء قراره في مقابلة خاصة مع برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي إس الأميركية. وأكد يامال، البالغ من العمر 18 عاماً، محبته العميقة للمغرب، لكنه أوضح أنّ رغبته في تحقيق الألقاب الأوروبية والدولية كانت الدافع الرئيسي لاختياره لا روخا.
هوية معقدة وجذور مغربية: الارتباط الوجداني بالمغرب
View this post on Instagram
وُلد لامين يامال في منطقة روكافوندا الكاتالونية بإسبانيا لأب مغربي، يدعى منير النصراوي، وأم من غينيا الاستوائية. هذا التنوع في الجذور جعل خيار تمثيل المنتخبات الوطنية مسألة تحمل أبعاداً شخصية عميقة. لم تكن فكرة اللعب للمغرب بعيدة عن بال يامال، خاصةً وأنّ قراره جاء بعد أشهر قليلة من الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس ببلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022، وهو ما ألهب مشاعر العديد من الشباب ذوي الأصول المغربية حول العالم. عبّر يامال عن ذلك قائلاً: “الحقيقة أنه كان شيئاً غريباً. نعم، كان في رأسي أنني أستطيع اللعب مع المغرب، خصوصاً وأنّ المغرب قد وصل لتوّه إلى نصف نهائي كأس العالم”. وأضاف بحب وتقدير: “سأظل دائماً أكنّ المحبّة للمغرب فهو أيضاً بلدي. الحقيقة أنه لم يكن ليكون شيئاً غريباً أو سيئاً لو لعبت معهم”.
رغبة اليورو: الدافع الحاسم لاختيار إسبانيا
View this post on Instagram
على الرغم من هذا الارتباط الوجداني، فإنّ لامين يامال أكد أنّ لحظة اتخاذ القرار الحاسمة لم تحمل أي تردد من جانبه. النجم الشاب، الذي بدأ مسيرته الاحترافية مع برشلونة في سن الخامسة عشرة وتسعة أشهر، كان مدفوعاً بطموح رياضي واضح. وأوضح يامال دوافعه الحاسمة بالقول: “لكن في لحظة الحقيقة لم أشك أبداً. مع كل محبتي واحترامي للمغرب، كنت دائماً أرغب في خوض كأس أوروبا واللعب هنا في أوروبا، إذ إن كرة القدم الأوروبية تُشاهَد أكثر وأقرب إلى المستوى الدولي”. هذا التصريح يسلط الضوء على رغبته في التواجد ضمن أكبر المحافل الكروية الأوروبية والدولية، معتبراً أن إسبانيا كانت بوابة أقرب لتحقيق هذا الحلم.
من برشلونة إلى قمة أوروبا والعالم: طموح لا يتوقف
View this post on Instagram
لم تتوقف طموحات يامال عند حد المشاركة في كأس أوروبا، بل امتدت لتحقيق اللقب، وهو ما نجح فيه بالفعل. فقد قاد يامال، بعمر 17 عاماً، المنتخب الإسباني لإحراز لقب كأس أوروبا 2024 في ألمانيا، ليترجم رغبته إلى واقع ملموس. يقول يامال في هذا الصدد: “وبينما أنا في برشلونة، كنت أريد الفوز بكأس أوروبا التي حققتها بفضل الله، والآن أرغب في لعب كأس العالم حيث هناك فرصة للفوز باللقب”. هذا التصريح يكشف عن عقلية لاعب لا يرضى إلا بالقمة، ويسعى دوماً لتحقيق الألقاب الكبرى على الساحة العالمية، معتبراً أنّ مساره مع إسبانيا يمنحه فرصة أكبر لتحقيق ذلك.
وطني الذي ترعرعت فيه: عامل الانتماء الجغرافي والثقافي
View this post on Instagram
بالإضافة إلى الطموح الرياضي، كان لعامل النشأة والتربية دور كبير في حسم خيار لامين يامال. فكونه وُلد وترعرع في إسبانيا، جعله يشعر بانتماء عميق لهذا البلد. “إسبانيا كانت تلعب كأس أوروبا، وقد تربّيت في إسبانيا وأشعر أيضاً أنها بلدي”، بهذه الكلمات لخّص يامال جانباً مهماً من قراره، مؤكداً أنّ شعوره بالوطنية تجاه إسبانيا، حيث نشأ وتلقى تعليمه الكروي، كان عنصراً أساسياً في اتخاذ قراره.
حسم الجدل: احترام متبادل وطموحات واضحة
View this post on Instagram
في النهاية، يبدو أنّ قرار لامين يامال كان مزيجاً من الطموح الرياضي الكبير والرغبة في تحقيق أعلى الإنجازات، إلى جانب الارتباط بالبلد الذي نشأ فيه. ومع أنّ اختيار منتخب إسبانيا قد أثار تساؤلات، إلا أنّ تصريحاته الأخيرة تؤكد أنّ القرار جاء بعد تفكير عميق، ودون التقليل من حجم المحبة والتقدير الذي يكنه لبلد والده، المغرب، الذي يبقى جزءاً لا يتجزأ من هويته. إنه خيار رياضي بحت، مدفوعاً برؤية واضحة لمستقبل لامع على الساحة الكروية الدولية.












