خطة دبي الرياضية 2033: ثورة في استدامة وتنافسية الأندية

في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أطلقت دبي مؤخراً الخطة الرياضية لدبي 2033، التي لا تهدف فقط إلى الارتقاء بالمشهد الرياضي المحلي، بل تتجاوز ذلك لتضع الإمارة على خارطة الريادة الرياضية العالمية. هذه الخطة، التي يشرف عليها مجلس دبي الرياضي، وتأتي بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المجلس، تولي اهتماماً خاصاً وحاسماً بتطوير الأندية الرياضية، العامة والخاصة على حدٍّ سواء، بهدف تحويلها إلى كيانات أكثر كفاءة واستدامة وقدرة على المنافسة.
الرؤية الاستراتيجية: من الاعتماد إلى الاكتفاء الذاتي

تتمحور الخطة الرياضية لدبي 2033 حول رؤية شاملة لتمكين الأندية من تحقيق الاكتفاء المالي، وتقليل اعتمادها على الدعم الحكومي المباشر، والانتقال إلى نموذج يعتمد على إيرادات ذاتية ومستدامة. هذه الرؤية تُعدّ بمثابة نقطة تحول حقيقية في إدارة وتمويل الأندية، حيث تهدف الخطة بشكل طموح إلى: زيادة الإيرادات التجارية من خلال رفع نسبة إيرادات الأندية الرياضية من الأنشطة التجارية إلى 50% بحلول عام 2033، صعوداً من نسبة 15% الحالية. هذا التحول سيضمن استدامة مالية وتشغيلية طويلة الأجل، وتطبيق منظومة احترافية جديدة للإدارة الرياضية، تركز على الحوكمة والشفافية وربط التمويل بمؤشرات أداء محددة. بالإضافة إلى دعم غير مسبوق للأندية لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، تتضمن الخطة حزمة من المحفزات والدعم المالي والتشغيلي المصمم بعناية.
20 مليون درهم سنوياً للأندية الخاصة

سيتم تخصيص هذا المبلغ لدعم الأندية الخاصة، بهدف تحفيزها على تطوير المواهب الرياضية، تعزيز تأثيرها المجتمعي، وضمان استدامتها المالية والتجارية وفقاً لمؤشرات أداء رئيسية محددة. وإدراكاً لأهمية كافة مكونات المنظومة الرياضية، سيتم تخصيص ميزانية إضافية لدعم الأندية الخاصة الصغيرة لضمان نموها وتطورها.
نظام تمويل جديد للأندية الحكومية

وأكد سعادة خلفان جمعة بلهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، أنّ الخطة ستطبق نظام تمويل جديداً يكافئ الأندية الحكومية تقديراً لإنجازاتها، ويعزز قدرتها على تحقيق الاستدامة المالية، مع التركيز على أولوياتها ومتطلباتها ودعم البنية التحتية. إلى جانب إنشاء منظومة احترافية ومساءلة، من خلال بناء على أسس راسخة تشدد الخطة على أنّ النجاح لن يأتي بمجرد الدعم المالي، بل يتطلب منظومة متكاملة من الإدارة الاحترافية والمساءلة. وسيتم ربط التمويل الممنوح للأندية بتحقيقها لمؤشرات أداء محددة، لضمان استغلال الموارد بكفاءة وفاعلية. وتؤكد الخطة على أهمية الرقابة التشغيلية والشفافية لضمان استدامة الأندية على المدى الطويل، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الموضوعة. وسيتم توفير آليات صارمة لمتابعة وتقييم أداء الأندية لضمان الالتزام بالأهداف المحددة وزيادة قدرتها على تحقيق إيرادات أكبر من الأنشطة التجارية وشراكات الرعاية.
تأكيد القيادة: دعم متواصل نحو العالمية

صرح سعادة خلفان جمعة بلهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، بأنّ المجلس يمتلك رؤية طويلة الأجل لدعم الأندية الرياضية، وتطوير مختلف الألعاب الرياضية، وتعزيز تفاعل الجمهور. وأكد: “سنواصل دعم طموح الرياضيين نحو العالمية، للوصول بهم من الملاعب المحلية إلى منصات التتويج الدولية”. هذا التأكيد يعكس التزاماً راسخاً بتمكين الأندية والرياضيين من تحقيق أقصى إمكاناتهم.
دبي وجهة رياضية عالمية بأندية مستدامة

تعتبر الأندية محوراً أساسياً ضمن المحاور الأربعة الرئيسية التي تركز عليها الخطة الرياضية لدبي 2033، بالإضافة إلى المجتمع، المواهب، والفعاليات الرياضية. هذه الخطة تعكس التزام مجلس دبي الرياضي الراسخ بتطوير أندية رياضية مستدامة وفعالة، وتوفير بيئة داعمة للمواهب الرياضية، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدبي في المجال الرياضي. ومن خلال هذا التحول الجذري، تسعى دبي ليس فقط إلى تعزيز تنافسيتها الرياضية، بل إلى ترسيخ مكانتها كواحدة من المدن الرائدة عالمياً في قطاع الرياضة، بأندية تتمتع بالاكتفاء الذاتي والاحترافية، وتساهم بفاعلية في تطوير المواهب والارتقاء بالمجتمع.












