مونديال الناشئين: المغرب يطيح بمالي في قمة إفريقية ويواجه البرازيل

في ليلة كروية حافلة بالإثارة والندية، حجز المنتخب المغربي تحت 17 عاماً مقعده في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم للناشئين المقامة في الدوحة، وذلك بعد فوزه المثير على نظيره المالي بنتيجة 3-2. بهذا الانتصار، ضرب أشبال الأطلس موعدًا ناريًا مع المنتخب البرازيلي العريق في مواجهة مرتقبة ضمن دور الثمانية، في إنجاز يرفع سقف الطموحات الكروية المغربية والعربية.
موقعة الإثارة: أهداف دراماتيكية وتقلبات حتى الرمق الأخير
شهدت المباراة، التي أقيمت على ملاعب أكاديمية أسباير، تقلبات عديدة حبست الأنفاس وأبقت الجماهير على أعصابها حتى صافرة النهاية. افتتح اللاعب زياد باها التسجيل للمغرب في الدقيقة 29 برأسية متقنة، ليمنح فريقه الأفضلية. إلا أن المنتخب المالي أظهر رد فعل سريع، حيث أدرك التعادل في الدقيقة 45+6 عن طريق ريمون بومبا من ركلة جزاء. وقبل نهاية الشوط الأول بلحظات قليلة، أعاد إسماعيل العود التقدم للمغرب برأسية أخرى في الدقيقة 45+11، ليُنهي الشوط بتقدم مغربي مثير. في الشوط الثاني، واصل إسماعيل العود تألقه بتسجيله هدفه الشخصي الثاني والثالث للمغرب بتسديدة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 66، مما بدا وأنه ينهي آمال مالي. ورغم تقليص سيدو ديمبلي الفارق لمالي بهدف ثان في الدقيقة 90+4، إلا أن صافرة النهاية جاءت لتؤكد تأهل المنتخب المغربي بعد معركة كروية حقيقية وتاريخية.
رحلة أشبال الأطلس التاريخية: انتصار على الذات وثأر مستحق
يُمثل هذا التأهل إنجازًا تاريخيًا للمنتخب المغربي، حيث يبلغ أشبال الأطلس دور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاتهم بالمونديال. وقد جاء هذا الانتصار ليثأر المنتخب المغربي من نظيره المالي الذي كان قد أقصاه قبل عامين من ربع النهائي. رحلة المغرب في البطولة لم تكن سهلة، فبعد خسارتين في دور المجموعات أمام اليابان (0-2) والبرتغال (0-6)، انتفض الفريق بتحقيق فوز تاريخي وكاسح على كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16-0 في الجولة الثالثة والأخيرة، ليحجز بطاقة التأهل كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في المجموعات الـ12 للدور الأول.
التحدي البرازيلي: قمة مرتقبة في ربع النهائي
الآن، يتأهب المنتخب المغربي لمواجهة من العيار الثقيل أمام البرازيل، حامل اللقب أربع مرات، وآخرها في عام 2019. ستقام هذه القمة الكروية المرتقبة يوم الجمعة على ملعب أسباير، حيث يأمل أشبال الأطلس في مواصلة كتابة التاريخ وتقديم أداء مشرف أمام أحد عمالقة كرة القدم العالمية. هذه المباراة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرات الجيل المغربي الواعد.
حصاد عربي متفاوت: خروج مبكر للمنتخبات الأخرى
على صعيد المشاركة العربية الأخرى في البطولة، شهدت النسخة الحالية، التي تشارك فيها 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخها، خروجًا مبكرًا لغالبية المنتخبات. فقد ودع المنتخبان المصري والتونسي البطولة من دور الـ16 بخسارتهما أمام سويسرا والنمسا على التوالي. بينما لم تتمكن منتخبات قطر والإمارات والسعودية من تجاوز دور المجموعات. ويظل أفضل إنجاز للكرة العربية في تاريخ مونديال تحت 17 عامًا هو لقب المنتخب السعودي الذي حققه في عام 1999. وبهذا الإنجاز، يرفع المغرب راية الكرة العربية عاليًا في هذه النسخة من البطولة، وتتطلع الجماهير بشغف إلى المواجهة القادمة ضد البرازيل، آملين في المزيد من الإبهار والتألق من أشبال الأطلس.













