أنفيلد يشتعل… ليفربول يلحق بريال مدريد الهزيمة الأولى في دوري الأبطال

في ليلة أوروبية صاخبة على ملعب أنفيلد، ألحق ليفربول الإنجليزي بضيفه ريال مدريد الإسباني خسارته الأولى في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بفوزه الثمين بهدف دون رد ضمن منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري. وجاء هدف المباراة الوحيد عبر رأسية الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر في الدقيقة 61، ليوقف سلسلة انتصارات النادي الملكي ويمنح الريدز دفعة معنوية كبيرة في مشواره القاري.
صراع تكتيكي وتألق كورتوا
دخل ليفربول المباراة بقوة، باحثاً عن استعادة توازنه الأوروبي بعد تعثره أمام غلطة سراي، وظهرت بصمات المدرب واضحة في الضغط العالي واللعب الهجومي المكثف. الريدز كانوا الطرف الأفضل والأكثر تهديداً لمرمى ريال مدريد، لولا تألق الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا الذي كان سداً منيعاً أمام هجمات ليفربول المتتالية. شهد الشوط الأول سيطرة نسبية لليفربول، حيث أهدر أليكسيس ماك أليستر فرصة مبكرة بتسديدة فوق العارضة في الدقيقة العاشرة. لكن الفرص الأخطر جاءت عبر المجري دومينيك سوبوسلاي، الذي أنقذ كورتوا مرماه من انفراد له في الدقيقة 28، ثم تصدى لتسديدتين قويتين له في الدقيقتين 37 و43، قبل أن يختتم الشوط الأول بإبعاد رأسية قوية أخرى لسوبوسلاي في الوقت بدل الضائع.
الهجمات المرتدة
في المقابل، حاول ريال مدريد الاعتماد على الهجمات المرتدة، وسدد كيليان مبابي كرة في المدرجات، وجرب أوريلين تشواميني حظه بتسديدة زاحفة. وكانت أخطر فرص ريال مدريد في الدقيقة 45، عندما مرر فينيسيوس جونيور كرة لجود بيلينغهام الذي تلاعب بالمدافع إبراهيما كوناتي وسدد كرة أبعدها الحارس، قبل أن تصل لغولر الذي سددها بين يدي الحارس.
رأسية ماك أليستر تحسم الموقف
مع بداية الشوط الثاني، واصل كورتوا تألقه بإبعاد رأسيتين خطيرتين من فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، وتسديدة قوية من ركلة حرة لسوبوسلاي. لكن الضغط المتواصل لليفربول أثمر أخيراً في الدقيقة 61، عندما نجح أليكسيس ماك أليستر في افتتاح التسجيل برأسية متقنة من مسافة قريبة، مستغلاً ركلة حرة نفذها سوبوسلاي ببراعة. حاول ريال مدريد العودة في النتيجة بعد الهدف، ودفع المدرب تشابي ألونسو بالبرازيلي رودريغو لتنشيط الهجوم. وكاد مبابي يدرك التعادل بتسديدة على الطاير مرت بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 76.

عودة مثيرة للجدل لـ ألكسندر-أرنولد وكورتوا يواصل التألق
وشهدت المباراة لحظة خاصة عندما دفع المدرب الإسباني تشابي ألونسو، العائد لمواجهة فريقه السابق، بالظهير ترينت ألكسندر أرنولد كبديل في الدقيقة 82. قوبل لاعب ريال مدريد الحالي، والذي قضى مسيرة طويلة في أنفيلد، بصفارات استهجان واضحة من جماهير الريدز كلما لمس الكرة، في مشهد يعكس العلاقة المعقدة بين اللاعبين وأنديتهم السابقة. وفي الدقائق الأخيرة، أنقذ كورتوا مرماه من هدف ثانٍ محقق بتصديه لتسديدة من مسافة قريبة للهولندي كودي خاكبو، لترتد الكرة إلى محمد صلاح الذي سددها بقوة لترتطم بالمدافع إيدر ميليتاو ويلتقطها الحارس البلجيكي، ليحافظ على فارق الهدف الوحيد.
تداعيات على الترتيب والغيابات المؤثرة
بهذا الفوز، ارتقى ليفربول إلى المركز السادس برصيد 9 نقاط، متساوياً مع ريال مدريد الذي تراجع للمركز الخامس بفارق الأهداف في ترتيب المجموعة الموحدة. وتعد هذه النتيجة بمثابة انتصار معنوي كبير لليفربول، الذي يواصل صحوته الأوروبية بعد فوزه الثاني توالياً، عقب انتصاره الكبير على أينتراخت فرانكفورت (5-1). خاض ليفربول المباراة في غياب عدد من لاعبيه الأساسيين مثل المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، والمدافع الهولندي ييريمي فريمبونغ، وحارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر للإصابة. في المقابل، افتقد ريال مدريد لخدمات الرباعي داني كارفاخال، الألماني أنتونيو روديغر، النمساوي دافيد ألابا، والأرجنتيني فيديريكو ماستانتونو للسبب ذاته. تزداد المنافسة إثارة في المجموعة الموحدة، حيث سيتعين على ريال مدريد إعادة ترتيب أوراقه بعد هذه الخسارة المفاجئة، بينما يطمح ليفربول للبناء على هذا الفوز الثمين لمواصلة التقدم في البطولة الأغلى أوروبياً.













