ميسي صانع الألعاب الأسطوري يقود إنتر ميامي للانتصارات وإنجازات تاريخية

في ليلة كروية شهدت تألقاً لافتاً، قاد الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي فريقه إنتر ميامي لتحقيق فوز كبير بنتيجة 4-1 على ضيفه نيو إنغلاند ريفولوشن في الدوري الأميركي للمحترفين. ورغم غياب ميسي عن التسجيل للمباراة الثانية على التوالي، إلا أن بصمته كانت واضحة وحاسمة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه، ليحقق هاتريك”من التمريرات الحاسمة، ويؤكد من جديد أنه ليس مجرد هداف، بل صانع ألعاب من طراز فريد. هذا الفوز لم ينهِ غياب إنتر ميامي عن الانتصارات لمباراتين فحسب، بل دفعه نحو المراكز المتقدمة في ترتيب المنطقة الشرقية، ليثبت ميسي أن تأثيره يتجاوز الأهداف إلى قيادة الفريق نحو النجاحات.
ميسي يتألق كصانع ألعاب
لم يسجل ليونيل ميسي أي هدف، لكنه كان العقل المدبر وراء ثلاثة من أهداف فريقه الأربعة. حصل ميسي على تقييم 9.4 من أصل 10، وهو ما يعكس الأداء الاستثنائي الذي قدمه كصانع ألعاب. هذه التمريرات الحاسمة لم تكن مجرد تمريرات عادية، بل كانت لمسات ذكية وحاسمة فتحت الطريق أمام جوردي ألبا وتاديو أليندي لتسجيل أهداف الفوز.
الأهداف الأربعة: أليندي وألبا يتألقان بتمريرات ميسي
تقدم تاديو أليندي بهدف لإنتر ميامي في الدقيقة 32 مستغلاً تمريرة ذكية من ميسي. ثم أضاف جوردي ألبا الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، بعد أن استغل ميسي تمريرة خاطئة من حارس الفريق المنافس وقطع الكرة قبل أن يمررها لزميله الإسباني الذي سدد في الشباك من مسافة قريبة. وبعد تقليص نيو إنغلاند الفارق في الدقيقة 59، رد إنتر ميامي سريعاً بهدف ثالث لأليندي بتمريرة حاسمة جديدة من ميسي، وبعدها بثلاث دقائق سجل ألبا الهدف الرابع بتمريرة أخرى من الأسطورة الأرجنتينية.
إنجازات ميسي التاريخية في الدوري الأميركي
وصل ميسي مع إنتر ميامي إلى 100 مساهمة تهديفية في 80 مباراة فقط، بواقع 66 هدفاً و34 تمريرة حاسمة. هذا الإنجاز يؤكد على التأثير الهائل الذي أحدثه ميسي منذ انضمامه إلى الدوري الأميركي، ويبرز قدرته على التسجيل والصناعة بنفس الكفاءة. ووصل رصيد ميسي هذا الموسم إلى 24 هدفاً و17 تمريرة حاسمة، بإجمالي 41 مساهمة تهديفية. هذا الرقم يجعله ثاني أكثر لاعب مساهمة في الأهداف في تاريخ الدوري الأميركي لكرة القدم في موسم واحد، بعد كارلوس فيلا، الذي قدم 49 مساهمة تهديفية (34 هدفاً و15 تمريرة حاسمة) مع لوس أنجليس إف سي في عام 2019. يتبقى لميسي مباراتان فقط في الموسم العادي، ويطمح خلالهما إلى تجاوز رقم فيلا أو على الأقل معادلته.

إنتر ميامي: تقدم في الترتيب وطموح في التصفيات
رفع إنتر ميامي رصيده إلى 59 نقطة، ليتقدم إلى المركز الثالث في ترتيب المنطقة الشرقية. يتأخر إنتر ميامي عن سينسناتي صاحب المركز الثاني بـ3 نقاط، وتتبقى لميامي مباراتان وواحدة لسينسناتي. هذا التقدم يعكس الأداء المتصاعد للفريق بفضل قيادة ميسي. ويسعى إنتر ميامي لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى لضمان أفضلية اللعب على أرضه في المرحلة الأولى من تصفيات كأس الدوري الأميركي لكرة القدم. هذا الهدف يضيف أهمية كبيرة للمباراتين المتبقيتين في الموسم العادي.
تأثير ميسي يتجاوز الأرقام
علق مدرب الفريق خافيير ماسكيرانو على أداء ميسي قائلاً: “ميسي منحنا فرصة افتتاح التسجيل ثم تأمين النتيجة. تمريرته لجوردي ألبا، ثم رده السريع بعد هدف نيو إنغلاند، كانت لحظات حاسمة. لا أحد يصنع مثل هذه التمريرات سواه”. هذه الشهادة من مدرب الفريق تؤكد على الدور المحوري لميسي في بناء الهجمات وصناعة الفرص. وأضاف ماسكيرانو: “الأهم من كل ذلك هو طموحه المستمر، ورغبته في تحقيق المزيد رغم كل ما حققه في مسيرته”. هذا يبرز الروح التنافسية العالية لميسي، والتي تدفعه لتقديم أفضل ما لديه في كل مباراة، بغض النظر عن الإنجازات التي حققها في مسيرته الأسطورية.
ميسي في الدوري الأميركي… أسطورة تتجدد وتلهم
يواصل ليونيل ميسي كتابة فصول جديدة في مسيرته الكروية الحافلة، وهذه المرة في الدوري الأميركي للمحترفين. فوزه بـهاتريك من التمريرات الحاسمة في مباراة نيو إنغلاند ريفولوشن ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو دليل على قدرته الفائقة على التأثير في مجريات اللعب، وصناعة الفارق، وقيادة فريقه نحو الانتصارات. مع اقتراب الموسم من نهايته، يترقب الجميع ما سيقدمه الساحر الأرجنتيني في المباراتين المتبقيتين، وهل سيتمكن من تجاوز رقم كارلوس فيلا التاريخي، ليضيف إنجازاً آخر إلى سجلاته الحافلة، ويؤكد أن الأساطير لا تتوقف عن الإبهار.