ليلة تاريخية في الأرجنتين ودموع ميسي تحوّل التصفيات إلى وداع أسطوري

في ليلة لا تُنسى، تحولت مواجهة الأرجنتين وفنزويلا ضمن تصفيات كأس العالم 2026 إلى ما هو أبعد من مجرد مباراة كرة قدم. كانت ليلة وداع محتملة، احتفالاً بمسيرة أسطورية، وتتويجاً لـ البرغوث ليونيل ميسي الذي أبكى الجماهير بدموعه وأسعدها بأهدافه. بينما كانت الأرجنتين ترقص على أنغام قائدها، حسمت منتخبات أوروغواي، كولومبيا، وباراغواي تأهلها رسمياً إلى مونديال الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك.
دموع القائد: ليلة وداع مؤثرة في بوينس آيرس
قبل صافرة البداية على ملعب مونومنتال، أعد الاتحاد الأرجنتيني مفاجأة مؤثرة للقائد ليونيل ميسي. عُرض مقطع فيديو خاص يلخص أبرز محطاته مع المنتخب، وعلى رأسها التتويج بكأس العالم قطر 2022. المشهد ترك أثراً عاطفياً كبيراً في المدرجات، حيث التقطت الكاميرات دموع المدرب ليونيل سكالوني وهو يتأثر بما عُرض، ثم تجددت دموعه بعد الهدف الأول لميسي. هذه الأجواء الوداعية لم تكن مجرد تكريم، بل كانت إشارة واضحة إلى أن هذه المباراة قد تكون الأخيرة لبطل العالم 2022 على أرض الأرجنتين في التصفيات، وقد تميزت بأجواء مؤثرة امتزجت بالتصفيق والدموع، في ليلة وصفتها وسائل الإعلام بـالرقصة الأخيرة للأسطورة.

ميسي يسجل التاريخ: أهداف، أرقام قياسية وهاتريك ملغى
داخل المستطيل الأخضر، خطف البرغوث الأضواء من جديد بأداء مميز. افتتح التسجيل في الدقيقة 39 بعد تمريرة رائعة من جوليان ألفاريز، الذي فضّل ترك الكرة ليضعها البولغا في الشباك. حاول منتخب الأرجنتين مضاعفة النتيجة عبر ميسي وألفاريز وألمادا وتاغليافيكو، لكن الحارس الفنزويلي رافاييل رومو كان متألقاً في صد أغلب المحاولات. في الشوط الثاني، واصل أصحاب الأرض ضغطهم الكبير. وفي الدقيقة 75، مرّر ميسي خطأ بسرعة إلى غونزاليس الذي صنع هدفاً للاوتارو مارتينيز. ثم عاد ميسي نفسه ليضيف الهدف الثالث في الدقيقة 80 بعد تمريرة تياغو ألمادا. وكاد أن يوقع على هاتريك تاريخي، غير أن الحكم ألغى هدفه بداعي التسلل. بهذين الهدفين، رفع ميسي رصيده إلى ثمانية أهداف في التصفيات، ليصبح هدافها التاريخي، كما بلغ مجموع أهدافه في البطولة 36 هدفاً منذ ظهوره الأول قبل نحو عشرين عاماً. وعلى صعيد المنتخب الأرجنتيني، رفع البولغا رصيده إلى 114 هدفاً، منها 63 في المباريات الرسمية و49 تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني. ولم يقتصر الحدث على العاطفة والأهداف، إذ دوّن ميسي اسمه في سجلات التاريخ بمشاركته رقم 72 في تصفيات أميركا الجنوبية، ليعادل رقم الإكوادوري إيفان هورتادو كأكثر اللاعبين ظهوراً في هذه المرحلة. وسيكون أمامه فرصة الانفراد بالرقم القياسي الأربعاء المقبل في المواجهة أمام الإكوادور. انتهت المباراة بفوز الأرجنتين 3-صفر، وبهذا الفوز، عززت الأرجنتين صدارتها للتصفيات برصيد 38 نقطة، محققة 12 انتصاراً وتعادلين مقابل ثلاث هزائم.
السيليساو يواصل الصحوة ويفوز على تشيلي
من جهته، واصل المنتخب البرازيلي صحوته بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعدما حقق فوزاً كبيراً على ضيفه تشيلي بثلاثية نظيفة. افتتح إستيفاو التسجيل في الدقيقة 38 بعد متابعته لكرة رافينيا، قبل أن يضاعف لوكاس باكيتا النتيجة برأسية في الدقيقة 73، ثم أضاف برونو غيماريش الهدف الثالث بعد ثلاث دقائق فقط. وبهذا الانتصار، رفع السيليساو رصيده إلى 28 نقطة في المركز الثاني، بينما تجمد رصيد تشيلي عند عشر نقاط في المركز الأخير، ليغيب عن المونديال الثالث على التوالي.

ثلاثة منتخبات تحصل على بطاقة التأهل إلى المونديال
ضمن منتخب أوروغواي بطاقة التأهل إلى المونديال عقب فوزه العريض على ضيفه بيرو بثلاثية نظيفة. افتتح رودريغو أغويري التسجيل في الدقيقة 14، وأضاف خورخيان دي أراسكايتا الهدف الثاني في الدقيقة 58، قبل أن يختتم فيديريكو فيناس الثلاثية في الدقيقة 80. بهذا الفوز، رفع لا سيليستي رصيده إلى 27 نقطة في المركز الثالث، ليؤكد حضوره في مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينما تجمد رصيد بيرو عند 12 نقطة، مودعاً المنافسة بشكل رسمي. ولحق منتخب كولومبيا بركب المتأهلين، وذلك بعدما انتصر على ضيفه بوليفيا بثلاثية نظيفة. افتتح خاميس رودريغيز التسجيل في الدقيقة 31، ثم ضاعف جون كوردوبا النتيجة في الدقيقة 74، قبل أن يضيف خوان كوينتراو الهدف الثالث في الدقيقة 83. وبذلك فقد عزّز المنتخب الكولومبي موقعه في المركز الخامس برصيد 25 نقطة، ليضمن عبوره إلى المونديال، فيما تجمد رصيد بوليفيا عند 17 نقطة في المركز الثامن. واحتفل منتخب باراغواي بعودته إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 15 عاماً، رغم تعادله السلبي مع ضيفه الإكوادور الذي ضمن تأهله مسبقاً. خلت المباراة من الأهداف لكنها منحت باراغواي بطاقة التأهل بفضل وصوله إلى النقطة 25 في المركز السادس. أما المنتخب الإكوادوري، فقد واصل حضوره القوي باحتلاله المرتبة الرابعة برصيد 26 نقطة، ليؤكد هو الآخر جاهزيته للمشاركة في العرس العالمي المقبل.