أداءٌ كروي عربي مخيّب للآمال في الأحداث القارية في آسيا وإفريقيا
شهدت رحلة الأندية العربية في بطولات كرة القدم التي تقام خلال هذه الفترة “كأس الأمم الأفريقية” و”كأس آسيا”، خيبات أمل وسقوط منتخبات كبيرة. فمع بداية شهر يناير، كانت هناك 4 فرق كبيرة في كأس الأمم الأفريقية و10 فرق في كأس آسيا، وشكلّ هذا التواجد العربي، مصدر أمل لجميع مشجعي كرة القدم العرب.
في منافسات كأس الأمم الأفريقية 2023، كان الأداء العربي مخيباً للآمال. وكان المغرب أحد المرشحين لرفع الكأس الأفريقية، لا سيما بعد وصوله إلى نصف نهائي كأس العالم قبل ما يزيد قليلاً عن عام. وبشكل لا يصدق، كان أسود الأطلس الممثل العربي الوحيد الذي فاز بمباراة، حيث تغلب على تنزانيا وزامبيا في دور المجموعات.
وعلى الرغم من تواجد نجوم المغرب الكبار الذين يلعبون في أندية النخبة في أوروبا، فقد خسروا بنتيجة 2-0 أمام جنوب أفريقيا في دور الـ16. وأهدر أشرف حكيمي ركلة جزاء، وحصل سفيان أمرابط لاعب مانشستر يونايتد على البطاقة الحمراء.
ولم يكن خروج مصر من الدور الثاني أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح مفاجئاً، وأدى إلى اعتذار الاتحاد المصري لكرة القدم لمشجعيه. ويمكن وصف مستوى الجزائر بأنه لم يكن على قدر التوقعات، على الرغم من وجود رياض محرز ومواهب أخرى، إلا أن بطل 2019 لم يفز بأي مباراة واحتل المركز الأخير في مجموعته. وكانت تونس بالقدر نفسه من السوء ولم يكن لها تأثير يذكر على البطولة.
وفي آسيا، بدا الأمر أفضل بكثير. تأهلت ثمانية من أصل 10 إلى دور المجموعات، وكان لبنان قريباً جداً من الوصول إلى المركز التاسع لكنه سقط في الدقائق الأخيرة أمام طاجيكستان.
وكانت المفاجأة الحقيقية هي فشل عمان. على الرغم من الأداء الرائع في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، عندما أنهوا البطولة بفارق نقطة واحدة فقط عن أستراليا، خسر رجال مسقط في الدقيقة الأخيرة أمام السعودية في المباراة الافتتاحية. لكن كل ما كان عليهم فعله هو الفوز على قيرغيزستان للوصول إلى دور الـ16. لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك وخرجوا.
ربما كانت المملكة العربية السعودية، الأمل الأكبر في المضي قدمًا. كان لدى الأبطال ثلاث مرات روبرتو مانشيني، الرجل الذي قاد إيطاليا إلى المجد القاري في أوروبا عام 2021، بالإضافة إلى دعم جماهيري كبير وصاخب.
بعد تصدر المجموعة، لم يكن فريق الصقور الخضراء محظوظاً في مواجهة كوريا الجنوبية، لكنهم كانوا متصدرين في معظم الأوقات وتقدموا مبكراً في الشوط الثاني. ثم بعد 90 ثانية فقط من الفوز وبعد حوالي 20 دقيقة من الضغط الكوري المتواصل، جاء هدف التعادل. منذ تلك اللحظة، كان هناك فائز واحد فقط وفاز المنتخب القادم من شرق آسيا باللقب بركلات الترجيح.
كما تراجعت أيضاً الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن البطولة بدأت بفوز مريح على هونغ كونغ، الفريق الأقل تصنيفاً في البطولة. وتبع ذلك التعادل 1-1 مع فلسطين ثم الهزيمة أمام إيران.
وتأهلت سوريا إلى دور الستة عشر للمرة الأولى لكنها لم تتمكن من تجاوز إيران المكونة من 10 لاعبين، وخسرت بركلات الترجيح، بينما كان العراق رائعاً في دور المجموعات، بفوزه على اليابان المرشحة 2-1، لكنه خسر بعد ذلك بشكل كبير أمام الأردن 3- 2. وفازت البحرين بمجموعتها.
وتغلبت فلسطين على هونغ كونغ 3-0، وهو أول فوز على الإطلاق في البطولة، وأول ظهور لهم على الإطلاق في مراحل خروج المغلوب في كأس آسيا.
ويبقى الأمل في الأردن الذي بلغ الدور نصف النهائي من كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على طاجيكستان 1-0، وقطر التي تواجه أوزبكستان، من بين الفرق العربية الـ 14 من أصل 48 دولة التي بدأت مشوارها في القارتين.
