نيران ربع النهائي تشتعل في كأس العرب 2025 مع صراع الكبار

تشهد بطولة كأس العرب 2025 المقامة حالياً في قطر ذروة الإثارة مع انطلاق مباريات دور الثمانية، حيث تتجه الأنظار إلى مواجهتين ناريتين تعدان بالكثير من الدراما والتنافس المحتدم. ففي الوقت الذي تتطلع فيه المنتخبات الكبرى لتأكيد أحقيتها باللقب، تسعى منتخبات أخرى لمواصلة رحلتها التاريخية وصناعة المفاجآت.
صدام العمالقة: المغرب وسوريا في اختبار حقيقي
يستعد ملعب الثمامة لاستضافة واحدة من أبرز مباريات دور الثمانية، عندما يلتقي المنتخبان المغربي والسوري في مواجهة تحمل في طياتها الكثير من التحديات لكلا الطرفين.
الأسود الأطلس: ثبات وقوة: يدخل المنتخب المغربي هذه المواجهة بوصفه أحد أبرز المرشحين للقب، بعد أن قدم عروضاً قوية ومستقرة خلال دور المجموعات. فقد تصدر أسود الأطلس المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، مستهلين مشوارهم بانتصار على جزر القمر (3-1)، ثم تعادلوا سلبياً مع عمان، قبل أن يحسموا صدارة المجموعة بفوز ثمين على السعودية بهدف دون رد في الجولة الأخيرة. هذا الأداء المنضبط يؤكد جاهزية المغرب لمواصلة المشوار نحو الذهب.
نسور قاسيون: مفاجأة الدور الأول: على الجانب الآخر، يعتبر المنتخب السوري “الحصان الأسود” لهذه النسخة، بعد أن أثبت جدارته وتأهل بجدارة كوصيف للمجموعة الأولى برصيد 5 نقاط. لم يتعرض نسور قاسيون لأي خسارة في دور المجموعات، حيث حققوا فوزاً مهماً على تونس بهدف نظيف، ثم تعادلوا إيجابياً مع البلد المضيف قطر (1-1)، واختتموا دور المجموعات بتعادل سلبي مع فلسطين. تسعى سوريا لمواصلة عروضها القوية وكتابة فصل جديد في تاريخ مشاركاتها بالبطولة.
السعودية وفلسطين: طموح الذهب وواقع صناعة التاريخ
في مباراة لا تقل إثارة، يواجه المنتخب السعودي شقيقه الفلسطيني في مواجهة عربية خالصة تحمل الكثير من الطموحات والآمال.
الأخضر السعودي ….عيون على الذهب: يدخل المنتخب السعودي اللقاء بطموح كبير لاستعادة أمجاد الماضي والوصول إلى النهائي، باحثاً عن لمس الذهب العربي لأول مرة منذ عام 2002. حل الأخضر ثانياً في مجموعته بعد فوزين على عمان وجزر القمر، وتلقى خسارة وحيدة أمام المغرب أدت إلى تنازله عن الصدارة. تاريخياً، فاز المنتخب السعودي بالبطولة في نسختي 1998 و2002، لكنه اكتفى بالمركز الرابع في 2012 وخرج من دور المجموعات في النسخة الأخيرة، ما يجعله أكثر إصراراً على تحقيق إنجاز جديد.
الفدائي الفلسطيني…. إنجاز غير مسبوق: أما المنتخب الفلسطيني، فيعيش أفضل أوقاته في البطولة، بعد أن قدم واحداً من أفضل عروضه في تاريخ مشاركاته، متصدراً مجموعته برصيد 5 نقاط ودون أي هزيمة. الفدائي نجح في تحقيق فوز تاريخي على قطر، وتعادل مع تونس وسوريا. هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها المنتخب الفلسطيني دور المجموعات في كأس العرب منذ مشاركاته السابقة، التي يعود فيها فوزه الأخير بالبطولة إلى عام 1966. هذا الإنجاز يضع على عاتق اللاعبين مسؤولية كبيرة لمواصلة صناعة التاريخ.
تاريخ المواجهات القريب
آخر لقاء جمع المنتخبين في كأس العرب 2021، وانتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، ما ينبئ بمواجهة متكافئة وحماسية بين الشقيقين العربيين. تعد مباريات ربع النهائي في كأس العرب 2025 محطة حاسمة لتحديد هوية المنافسين على اللقب. هل ستواصل المنتخبات المرشحة فرض هيمنتها، أم أن مفاجآت الدور الأول ستستمر في رسم ملامح البطولة؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة على أرض الملاعب القطرية.














