عودة انتقامية للأسطورة ميسي تُعيد الهيبة لفريق إنتر ميامي

قبل أسبوعين فقط، عاش إنتر ميامي إحدى أكثر لياليه قسوة في سياتل، حينما خسر نهائي كأس الرابطتين الأميركية-المكسيكية أمام ساوندرز بثلاثية نظيفة، في مباراة لم تخلُ من الشجار وتجاوزات نجم الفريق لويس سواريز. الخسارة لم تكن مجرد فقدان لقب، بل جرحاً معنوياً ترك أثره في صفوف الفريق وجماهيره. لكن ليلة الإياب في الدوري الأميركي (أم أل أس) حملت سيناريو مختلفاً. الأرجنتيني ليونيل ميسي، القائد وصانع الفارق، تولى زمام المبادرة، ليقود فريقه لانتصار درامي بثلاثة أهداف مقابل هدف على نفس الخصم.
ميسي وألبا يعيدان الحلم
في الدقيقة 12، بصم ميسي على تمريرة حاسمة إلى زميله الإسباني جوردي ألبا، ليترجم الأخير الفرصة إلى هدف أول مبكر منح ميامي الثقة. ثم جاء الدور على ميسي نفسه، الذي سجل هدفاً رائعاً في الدقيقة 41 ليضاعف التقدم، ويؤكد أنه ما زال قادراً على صنع الفارق في المباريات الكبيرة رغم بلوغه سن الـ38. بعد الاستراحة، واصل إنتر ميامي ضغطه، ليسجل إيان فراي الهدف الثالث في الدقيقة 52، وكأن الفريق يريد أن يرد الصاع صاعين لخصمه. ورغم نجاح المكسيكي أوبيد فارغاس في تقليص الفارق لساوندرز في الدقيقة 69، إلا أن الكلمة الأخيرة بقيت لميسي ورفاقه.
خلفية مشتعلة: شجار، بصق، وعقوبات
اللقاء لم يكن مجرد مباراة دوري عادية، بل جاء في سياق “ثأري”. فالنهائي السابق بين الفريقين لم ينتهِ على وقع الأهداف فقط، بل تحول إلى فوضى بعد أن بصق لويس سواريز على أحد أفراد الجهاز الفني لساوندرز. الاتحاد عاقب النجم الأوروغوياني بالإيقاف ست مباريات في كأس الرابطتين 2026، وثلاثاً في الدوري الأميركي. ومع أن سواريز غاب عن لقاء الرد بسبب العقوبة، إلا أن ظلاله كانت حاضرة بقوة في النقاشات والتحليلات.

ما بعد الانتصار: تصحيح المسار
خافيير ماسشيرانو، المدرب الأرجنتيني لإنتر ميامي، اعتبر الفوز أكثر من مجرد ثلاث نقاط، قائلاً: “كان من المهم أن نثبت أننا تعلمنا من هزيمتنا الأخيرة. لعبنا المباراة التي كان يجب أن نلعبها في النهائي.” النتيجة رفعت رصيد ميامي إلى 49 نقطة في المركز الخامس بالمنطقة الشرقية، مع ثلاث مباريات مؤجلة، مما يمنح الفريق فرصة للعودة إلى سباق الصدارة الذي يتصدره فيلادلفيا بـ57 نقطة. أما ساوندرز، فتجمد رصيده عند 45 نقطة في المركز الرابع بالمنطقة الغربية.
سباق محموم حتى النهاية
ميامي، بحسب مدربه، ينظر إلى مبارياته السبع المقبلة كـ”نهائيات صغيرة”، على أمل الوصول إلى القمة قبل نهاية الموسم. في المقابل، يجد ساوندرز نفسه تحت الضغط بعد هذه الخسارة، خصوصاً مع ملاحقة لوس أنجليس الذي يبتعد عنه بفارق نقطة واحدة فقط.