جوليس كوندي يمدد ولاءه لبرشلونة حتى 2030

في خضم موسم جديد يطمح فيه برشلونة للحفاظ على لقبه في الدوري الإسباني، تتكشف صورة معقدة للنادي الكتالوني. فبينما ينجح النادي في تأمين مستقبل أحد أبرز نجومه، المدافع الفرنسي جوليس كوندي، بعقد طويل الأمد يمتد حتى عام 2030، يواجه تحديات لوجستية غير مسبوقة تتعلق بملعبه التاريخي سبوتيفاي كامب نو. هذا التباين بين الاستقرار الفني والاضطراب الإداري يثير تساؤلات حول قدرة النادي على المضي قدمًا بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الطموحة.
تأمين الركيزة الدفاعية
في خطوة تعكس رؤية النادي للحفاظ على ركائزه الأساسية، أعلن نادي برشلونة عن توقيع مدافعه الدولي الفرنسي جوليس كوندي على عقد جديد يربطه بالنادي حتى صيف عام 2030. هذا التمديد، الذي يأتي في وقت حرج يواجه فيه النادي تحديات مالية ولوجستية، يطرح تساؤلات حول الرسالة التي يحاول برشلونة إيصالها من خلال هذه الخطوة. جوليس كوندي المدافع البالغ من العمر 26 عامًا، والذي انضم إلى برشلونة في صيف 2022 قادمًا من إشبيلية، سرعان ما أثبت نفسه كأحد الأعمدة الأساسية في التشكيلة الكتالونية. بقدرته على اللعب في قلب الدفاع والظهير الأيمن، قدم كوندي مرونة تكتيكية وقوة دفاعية أضافت الكثير للفريق. مشاركته في 142 مباراة حتى الآن مع البلوغرانا تؤكد مكانته وأهميته.
كوندي يعبّر عن سعادته وثقته بالمستقبل
عبّر كوندي عن سعادته البالغة، مؤكدًا أن تجديد العقد كان سهلاً للغاية بسبب التفاهم المتبادل بينه وبين النادي. هذه التصريحات تشير إلى رغبة اللاعب في الاستمرار مع برشلونة وثقته في المشروع الرياضي. وعند سؤاله عن توقعاته للفترة المتبقية من عقده، أجاب كوندي بتفاؤل: “أتوقع المزيد من اللحظات الممتعة مع الفريق ومع زملائي والجماهير. يمكننا مشاركة بعض الألقاب وهذا دائما هدفنا حينما نبدأ الموسم، ونريد فقط الاستمتاع بلعب كرة قدم جيدة والجماهير تستمتع بطريقة لعب الفريق وكذلك جلبه للألقاب لأنه في النهاية تلك هي الطريقة التي نتذكر بها الفرق واللاعبين.” ويسعى كوندي لمعادلة رقم مواطنه إريك أبيدال، صاحب الـ193 مشاركة مع الفريق، ليصبح بذلك أكثر لاعب فرنسي مثل “البلوغرانا”. هذا الهدف الشخصي يضيف بعدًا آخر لالتزام اللاعب ورغبته في ترك بصمة تاريخية مع النادي.
أزمة كامب نو.. هل يصبح برشلونة بلا ملعب؟

بينما يحتفل برشلونة بتأمين مستقبل أحد نجومه، يواجه النادي أزمة لوجستية كبرى قد تؤثر على مسيرته في الدوري الإسباني. فملعبه التاريخي سبوتيفاي كامب نو لا يزال قيد التجديد، ما يهدد بعدم استضافة مباراته الأولى في الموسم الجديد أمام فالنسيا، المقررة يومي 13 أو 14 سبتمبر. هذه الأزمة تضع النادي أمام خيارات صعبة، تكشف عن حجم التحديات التي تواجه الإدارة. إذ تلقى برشلونة ضربة قوية بعد زيارة تفقدية أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للملعب، حيث أكد ألبرت باتل، نائب عمدة برشلونة، أن المشروع لن يكتمل في المدى القريب. هذا يعني أن الملعب لن يكون جاهزًا لاستقبال المباريات الجماهيرية في الموعد المحدد. في المقابل فإن ملعب مونتجويك كان الخطة البديلة لبرشلونة، ويستخدمه النادي مؤقتًا منذ انطلاق أعمال التجديد. لكن إقامة حفل موسيقي ضخم للفنان بوست مالون في 12 سبتمبر، أي قبل يوم واحد فقط من المباراة المحتملة، جعل من المستحيل تحضير الملعب في الوقت المناسب. هذا التضارب في المواعيد أدى إلى تعقيد الأمور بشكل غير متوقع، وكشف عن ضعف في التنسيق أو التخطيط المسبق. وأكدت مصادر من داخل النادي أن خيار إقامة المباراة في كامب نو بدون حضور جماهيري غير مطروح. هذا الخيار يتطلب تصاريح معقدة ولن يرقى إلى مستوى الحدث المنتظر، الذي يتطلع النادي لتحويله إلى عودة احتفالية أمام الجماهير. بين تأمين مستقبل نجومه ومواجهة تحديات ملعبه، يقف برشلونة على مفترق طرق. تمديد عقد كوندي يعكس رغبة النادي في الاستقرار الفني، لكن أزمة كامب نو تذكر الجميع بأن التحديات الإدارية واللوجستية لا تقل أهمية عن الأداء داخل الملعب.