قطر تتأهل إلى مونديال 2026 للمرة الثانية

في ليلة كروية حاسمة، حجز المنتخب القطري العنابي مقعده في نهائيات كأس العالم 2026، محققاً إنجازاً تاريخياً بالتأهل عبر التصفيات للمرة الأولى. هذا التأهل لم يكن مجرد انتصار لقطر، بل جاء ليعزز من حضور الكرة العربية في المحفل العالمي، حيث ارتفع عدد المنتخبات العربية المتأهلة إلى سبعة حتى الآن، في رقم قياسي غير مسبوق. وبينما احتفلت الدوحة، وجدت الإمارات نفسها أمام طريق الملحق الشاق، لتواجه العراق في مواجهة عربية مصيرية على أمل اللحاق بالركب المونديالي.
العنابي يحسم التأهل: ليلة تاريخية في الدوحة
على أرضية استاد جاسم بن حمد بالدوحة، وفي ختام منافسات المجموعة الأولى من الملحق الآسيوي، نجح المنتخب القطري في تحقيق فوز ثمين على نظيره الإماراتي بنتيجة 2-1. هذا الانتصار لم يكن عادياً، فقد ضمن لـ العنابي صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط، وبالتالي التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026. افتتح بوعلام خوخي التسجيل لقطر في الدقيقة 49، قبل أن يعزز بيدرو ميغيل التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 74. ورغم تقليص سلطان عادل الفارق للإمارات في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع، إلا أن الوقت لم يسعف الأبيض لإدراك التعادل، لتنتهي المباراة بفوز قطري مستحق واحتفالات صاخبة في العاصمة القطرية. يمثل هذا التأهل المرة الثانية لقطر في تاريخها، والأولى التي تبلغ فيها المونديال عبر التصفيات، بعد مشاركتها كدولة مضيفة في نسخة 2022.
دراما الملحق الآسيوي: الإمارات والعراق في مواجهة مصيرية
بينما حسمت قطر تأهلها المباشر، وجدت الإمارات نفسها في المركز الثاني بالمجموعة الأولى برصيد ثلاث نقاط، لتتأهل إلى دور الملحق الآسيوي. المصير ذاته ينتظر المنتخب العراقي، الذي حل وصيفاً للمجموعة الثانية خلف السعودية بفارق الأهداف، بعد تعادله السلبي مع الأخضر في جدة. هذا يعني أن الملحق الآسيوي سيشهد مواجهة عربية خالصة وحاسمة بين الإمارات والعراق. هذه المباراة تمثل فرصة أخيرة لكل من المنتخبين لبلوغ المونديال، حيث تطمح الإمارات لتكرار إنجازها الوحيد في 1990، بينما يسعى العراق لكسر غياب طويل عن المحفل العالمي منذ 1986. الفائز من هذه المواجهة سيتأهل لخوض الملحق العالمي، في رحلة شاقة نحو حلم المونديال.
موجة عربية غير مسبوقة: 7 منتخبات في المونديال
لم يقتصر الإنجاز على قطر والسعودية فحسب، بل شهدت تصفيات كأس العالم 2026 ظاهرة عربية غير مسبوقة، حيث ضمنت سبعة منتخبات عربية مقاعدها في النهائيات حتى الآن. إلى جانب السعودية وقطر من آسيا، تأهلت منتخبات الأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، ومصر من القارة الأفريقية. هذا العدد يكسر الرقم القياسي السابق الذي تحقق في مونديال 2022، والذي شهد مشاركة أربعة منتخبات عربية (قطر، السعودية، المغرب، تونس). يؤكد هذا الإنجاز على التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم العربية وقدرتها على المنافسة على أعلى المستويات، ويعكس استثماراً كبيراً في البنية التحتية وتطوير المواهب والخبرات التدريبية.
طموحات متجددة: نظرة على مستقبل الكرة العربية
مع وجود سبعة منتخبات عربية على الأقل في مونديال 2026، تتجدد الطموحات ليس فقط في المشاركة، بل في تحقيق إنجازات تاريخية تتجاوز ما تحقق في النسخ السابقة. هذه المشاركة الكبيرة تضع الكرة العربية تحت الأضواء العالمية، وتفتح الباب أمام فرص أكبر للاعبين والمدربين العرب، وتؤكد أن المنطقة أصبحت قوة كروية لا يستهان بها. الأنظار ستتجه الآن نحو الملحق الآسيوي والعالمي، حيث لا يزال هناك أمل لزيادة هذا العدد القياسي، وتقديم صورة مشرفة للكرة العربية على الساحة العالمية.