قره باغ أمام تشيلسي: تعادل مثير يخلط أوراق المجموعة في دوري الأبطال

في ليلة كروية مثيرة بدوري أبطال أوروبا، عاد تشيلسي الإنجليزي بنقطة وحيدة من قلب العاصمة الأذربيجانية باكو، بعد تعادله الإيجابي 2-2 مع مضيفه قره باغ العنيد. هذه النتيجة، التي جاءت ضمن الجولة الرابعة من مرحلة الدوري الموحدة، لم تكن مجرد تعثر عابر لبطل أوروبا مرتين، بل كشفت عن تحديات جديدة يواجهها الفريق اللندني، في حين أكد قره باغ مكانته كـمفاجأة البطولة بقدرته على مقارعة الكبار.
سيناريو متقلب: تشيلسي يتقدم ثم يتخلف ويعود
بدأ تشيلسي المباراة بقوة، وتمكن البرازيلي إستيفاو ويليان من افتتاح التسجيل في الدقيقة 16 بمهارة فردية رائعة، متلاعباً بالدفاع قبل أن يسدد الكرة أرضية في الشباك. لكن فرحة البلوز لم تدم طويلاً، حيث استغل قره باغ خطأ دفاعياً من الهولندي يوريل هاتو، ليخطف الكولومبي اميلو دوران الكرة وتسدد في القائم، لترتد أمام لياندرو أندرادي الذي أودعها الشباك في الدقيقة 29، معيداً المباراة إلى نقطة البداية. تفاقمت الأمور سوءاً لتشيلسي قبل نهاية الشوط الأول، فبعد تسببه في الهدف الأول، عاد هاتو ليتسبب بركلة جزاء بعد لمسه الكرة بيده داخل المنطقة المحرمة. انبرى لها المونتينيغري ماركو يانكوفيتش بنجاح في الدقيقة 39، ليمنح أصحاب الأرض تقدماً مفاجئاً 2-1.
صحوة البدلاء: غارناتشو ينقذ نقطة للبلوز
مع بداية الشوط الثاني، أجرى تشيلسي تعديلات تكتيكية، وأثمرت هذه التغييرات عن هدف التعادل. ففي الدقيقة 53، تمكن البديل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو من إدراك التعادل إثر هجمة مرتدة سريعة، ليعيد الأمل للفريق اللندني. حاول كلا الفريقين خطف النقاط الثلاث في الدقائق المتبقية، مع ضغط متواصل من تشيلسي، لكن دفاع قره باغ المنظم وحارس مرماه المتألق حالا دون تغيير النتيجة، لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2.
قره باغ: مفاجأة البطولة يواصل تحدي الكبار
يُعد أداء قره باغ في هذه المباراة، وفي البطولة بشكل عام، مفاجأة حقيقية. فبعد أن كان تشيلسي قد اكتسح الفريق الأذربيجاني بنتيجة إجمالية 10-0 في مواجهاتهما السابقة بدور المجموعات، أظهر قره باغ هذه المرة عناداً وروحاً قتالية عالية. الفريق الأذربيجاني لم يكتفِ بالتعادل، بل كان قد افتتح مسيرته في البطولة بانتصار مباغت 3-2 على بنفيكا، ثم تغلب 2-0 على كوبنهاغن، مما يؤكد أنه ليس مجرد “ضيف شرف” في هذه النسخة.

حسابات المجموعة: نقطة ثمينة أم تعثر جديد؟
بهذه النتيجة، ارتفع رصيد تشيلسي إلى 7 نقاط، ليحتل المركز العاشر مؤقتاً في جدول الترتيب الموحد، متفوقاً بفارق الأهداف على قره باغ الذي يمتلك نفس الرصيد من النقاط ويحتل المركز الثاني عشر. بالنسبة لتشيلسي، الذي افتتح البطولة بخسارة أمام بايرن ميونخ قبل أن يحقق انتصارين متتاليين على بنفيكا وأياكس، فإن هذا التعادل قد يُنظر إليه كـ”نزيف نقاط” جديد يعرقل مسيرته نحو المراكز المتقدمة. أما لقره باغ، فتمثل هذه النقطة إنجازاً كبيراً يعزز من حظوظه في المنافسة ويؤكد قدرته على مقارعة الفرق الكبرى.
إصابة لافيا وتألق بافوس
شهدت المباراة أيضاً تعرض لاعب الوسط البلجيكي الشاب روميو لافيا لإصابة مبكرة، ما اضطره لمغادرة الملعب ليحل محله الإكوادوري مويزيس كاسيدو. وفي مباراة أخرى ضمن نفس الجولة، حقق الوافد الجديد بافوس القبرصي فوزاً تاريخياً على ضيفه فياريال الإسباني بهدف نظيف سجله الهولندي ديريك لوكاسين، ملحقاً بفريق “الغواصة الصفراء” هزيمته الثالثة في البطولة. تبقى الجولات المقبلة حاسمة لتحديد مصير الفرق في هذه النسخة المثيرة من دوري أبطال أوروبا، حيث أثبتت الفرق الأقل شهرة قدرتها على قلب التوقعات وتقديم مستويات تنافسية عالية.












