فان دايك ينهي صراع ليفربول وأتلتيكو برأسية قاتلة وصلاح يسطر التاريخ

شهد ملعب أنفيلد ليلة كروية استثنائية، جسدت فيها كرة القدم أروع معاني الإثارة والتشويق، حيث استضاف ليفربول الإنجليزي نظيره أتلتيكو مدريد الإسباني في افتتاح دوري أبطال أوروبا. مباراة لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت فصلاً جديداً في سجلات الريدز الحافلة بالعودات المذهلة، وتأكيداً على أن روح القتال لا تعرف الاستسلام في معقل الأنفيلد. فوز مثير بنتيجة 3-2، اختتمه القائد فيرجيل فان دايك برأسية قاتلة، في ليلة شهدت أيضاً ظهور الصفقة البريطانية القياسية ألكسندر إيساك، وإنجازاً تاريخياً للنجم المصري محمد صلاح.
بداية نارية.. ليفربول يباغت أتلتيكو بهدفين في ست دقائق
لم يمهل ليفربول ضيفه أتلتيكو مدريد أي فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث صعق الريدز الفريق الإسباني بهدفين مبكرين في غضون ست دقائق فقط. وعاد الاسكتلندي أندي روبرتسون إلى التشكيلة الأساسية ليضع بصمته سريعاً، محولاً مسار تسديدة محمد صلاح من ركلة حرة مباشرة نحو شباك الحارس السلوفاكي يان أوبلاك. هدف أفسد فرحة أوبلاك بخوضه مباراته رقم 500 مع أتلتيكو. ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى أضاف محمد صلاح الهدف الثاني، مستغلاً تمريرة متقنة من الهولندي راين غرافنبرخ، ليخترق الدفاع ويسدد الكرة في المرمى في الدقيقة السادسة. هذا الهدف لم يكن مجرد تعزيز للتقدم، بل حمل في طياته إنجازاً شخصياً لصلاح، حيث أصبح ثاني أكثر لاعب يسجل في مرمى أتلتيكو ضمن دوري أبطال أوروبا (3 أهداف)، خلف الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو (7 أهداف).
أتلتيكو يعود من بعيد.. لورينتي يقلص الفارق ويعادل النتيجة
على الرغم من الصدمة المبكرة، لم يستسلم أتلتيكو مدريد، وبدأ في لملمة أوراقه تدريجياً، ليتمكن من العودة في النتيجة. تمكن ماركوس لورينتي من تقليص الفارق لأتلتيكو بتسديدة قوية من داخل المنطقة، مستفيداً من تمريرة حاسمة من الإيطالي جاكومو راسبادوري، وذلك في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ليمنح فريقه دفعة معنوية قبل الاستراحة. وواصل أتلتيكو ضغطه في الشوط الثاني، وتمكن لورينتي من تسجيل هدف التعادل قبل تسع دقائق من نهاية المباراة، بعدما تغير مسار تسديدته إثر ارتطامها بالأرجنتيني أليكسس ماك أليستر، ليشتعل اللقاء من جديد.
ليفربول لا يعرف الاستسلام.. رأسية فان دايك القاتلة وطرد سيميوني
عندما ظن الجميع أن المباراة تتجه نحو التعادل، أظهر ليفربول مرة أخرى روحه القتالية التي لا تعرف الاستسلام، ليحقق فوزاً دراماتيكياً. ففي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ومن ركنية نفذها المجري دومينيك سوبوسلاي، ارتقى القائد الهولندي فيرجيل فان دايك عالياً ليضع الكرة برأسه في الشباك، مسجلاً هدف الفوز القاتل لليفربول، ومؤكداً على أن الريدز لا يعرفون اليأس في اللحظات الأخيرة، حيث كان هذا هو الفوز الرابع على التوالي الذي يحققه الفريق في الدقائق العشر الأخيرة. بعد هدف الفوز مباشرة، طُرد مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني، الذي بدا أنه دخل في شجار مع جمهور ليفربول المحتفل، ليزيد من أوجاع فريقه الذي عاد إلى المربع الأول بعد أن كان قد بدأ الموسم بخسارة وتعادلين قبل تحقيق الفوز الأول السبت الماضي.
محمد صلاح يسطر التاريخ.. إنجاز جديد في دوري أبطال أوروبا

لم تكن ليلة الأنفيلد مجرد فوز مثير، بل كانت أيضاً محطة تاريخية للنجم المصري محمد صلاح، الذي واصل تحطيم الأرقام القياسية. إذ دخل محمد صلاح تاريخ دوري أبطال أوروبا من أوسع أبوابه، بعدما أصبح في المركز العاشر ضمن قائمة أفضل الهدافين على مرّ العصور برصيد 52 هدفاً. وسجل الدولي المصري هدفه الأول في النسخة الجديدة من المسابقة الأوروبية أمام أتلتيكو مدريد، ليتخطى النجم الفرنسي السابق تييري هنري الذي كان يتساوى معه في عدد الأهداف. سجل صلاح 46 من أهدافه في دوري الأبطال بقميص ليفربول، بينما جاءت أول خمسة أهداف له مع بازل السويسري، وهدف آخر مع روما الإيطالي. بهذا الإنجاز، يعزز الملك المصري مكانته كأحد أبرز نجوم القارة الأوروبية، ويواصل كتابة فصول جديدة من مسيرته المضيئة في الملاعب العالمية.