غزلان الشباك عميدة المنتخب المغربي تتوج بجائزة أفضل لاعبة إفريقية لعام 2025

في ليلة تاريخية أقيمت في العاصمة المغربية الرباط، توجت عميدة المنتخب المغربي لكرة القدم، غزلان الشباك، بجائزة أفضل لاعبة في إفريقيا لعام 2025 ضمن جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف للسيدات. يأتي هذا التتويج ليختتم مسيرة استثنائية من الإنجازات المتصاعدة للنجمة المغربية، ويؤكد مكانتها كأيقونة مؤثرة في كرة القدم النسائية بالقارة.
تتويج مستحق بحضور قادة الكرة العالمية
تسلمت غزلان الشباك الجائزة المرموقة خلال حفل بهيج شهد حضورًا رفيع المستوى، حيث أشرف على تسليمها كل من السيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، والسيد باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كاف. وقد تفوقت الشباك بجدارة على منافساتها في اللائحة النهائية، وهما مواطنتها سناء المسعود، مهاجمة فريق الجيش الملكي والمنتخب المغربي، والنيجيرية راشيدات أجيباد، لاعبة باريس سان جيرمان الفرنسي.
مسيرة حافلة بالإنجازات: من أزقة الدار البيضاء إلى العالمية
تُعد غزلان الشباك، البالغة من العمر 35 عامًا، تجسيدًا حيًا للإصرار والموهبة. بدأت مسيرتها الكروية مع فتيان الحي في أزقة الدار البيضاء، وهي تجربة تستذكرها بقولها إنها كانت “الفتاة الوحيدة التي تلعب مع الأولاد في الحي”، وهو أمر كان “غريباً في مجتمعنا المغربي الذكوري”. ولكن موهبتها الفذة ودعم والدها الراحل العربي الشباك، الذي كان لاعبًا دوليًا سابقًا للمغرب (1972-1975)، دفعها لتجاوز هذه التحديات. تُشير الشباك إلى أن والدها “كان يدعمني بقوّة منذ صغري. كان يرى فيّ اللاعبة الموهوبة التي تصلح لأن تكون لاعبة كرة قدم في المستقبل”. وقد كشفت لموقع تاجة سبور أن والدها بحث عن فريق نسائي لها، لكن موهبتها دفعت مدرب فريق دفاع عين السبع بالدار البيضاء للسماح لها باللعب مع الفتيان لزيادة مستوى المنافسة لديها. وتؤكد غزلان أن “اللعب مع الفتيان مكنني من تعميق فهمي لكرة القدم، واستيعاب دور اللاعب في الفريق وأثناء المباريات”.
هيمنة محلية وتألق قاري ودولي
انضمت الشباك بعدها إلى نادي الرشاد البرنوصي لتجربتها الأولى مع فريق نسائي، قبل أن تلتحق بالجيش الملكي عام 2012، حيث ساهمت في هيمنة الفريق على لقب الدوري المحلي بواقع 10 ألقاب منذ وصولها، بالإضافة إلى الفوز بالكأس المحلية 9 مرات. وتوجت مسيرتها مع الجيش الملكي بالفوز بمسابقة دوري أبطال إفريقيا عام 2022، بعد أن كانت قد وصلت معه إلى النهائي قبلها بعام.

أفضل لاعبة في كأس إفريقيا عام 2022
وعلى الصعيد الدولي، بدأت غزلان مسيرتها مع المنتخب المغربي تحت 17 عامًا في عمر 14 عامًا، لتصبح لاحقًا قائدة للمنتخب الأول للسيدات. وقد قادت المغرب إلى نهائيات كأس العالم للسيدات لأول مرة في تاريخ الدولة، وحققت إنجازًا تاريخيًا بالوصول إلى دور الـ16 في البطولة، لتصبح أول دولة عربية وشمال إفريقية تحقق هذا الإنجاز. كما فازت بجائزة أفضل لاعبة في كأس إفريقيا عام 2022، وقادت منتخبها إلى وصافة البطولة. غزلان الشباك تلعب حالياً مع نادي الهلال السعودي، لتواصل مسيرتها الاحترافية. كما أصبحت أول مغربية تنتقل للعب في أوروبا عبر انضمامها إلى ليفانتي بادالونا الإسباني في.
أيقونة وملهمة لكرة القدم النسائية
باختصار، تُشكل غزلان الشباك قصة نجاح ملهمة، حيث تحولت من فتاة صغيرة تلعب مع فتيان الحي إلى ركيزة أساسية وقائدة لمنتخب المغرب، ونجمة متألقة على الساحة القارية والدولية. مسيرتها الحافلة بالإنجازات المتتالية، بدءًا من تتويجها بلقب الدوري المحلي لخمسة مواسم منذ عام 2014، وفوزها بجائزة أفضل لاعبة في كأس إفريقيا 2022، وصولاً إلى نيلها جائزة أفضل لاعبة في إفريقيا لعام 2025، تؤكد على تفوقها وتأثيرها المتنامي، وتجعل منها رمزًا وملهمة للاعبات الجيل الجديد في المنطقة والعالم.













