كيف حرمت إيرلندا البرتغال من تأهل المونديال؟ وحادثة الطرد التاريخية لرونالدو

في مفاجأة مدوية هزت تصفيات كأس العالم 2026، فشل المنتخب البرتغالي العريق في حسم تأهله المباشر للنهائيات بعد هزيمة غير متوقعة أمام مضيفه الإيرلندي بهدفين نظيفين. لم تكن الخسارة هي الصدمة الوحيدة، بل شهدت المباراة حدثاً تاريخياً تمثل في طرد نجم وقائد الفريق كريستيانو رونالدو لأول مرة في مسيرته الدولية الطويلة، ليُلقي بظلال من الشك والتوتر على مشوار البرتغال نحو المونديال المرتقب.
سقوط غير متوقع للبرتغال يقلب حسابات التأهل
على أرض ملعب أفيفا في دبلن، قدم المنتخب الإيرلندي أداءً استثنائياً، ليحقق فوزاً مستحقاً بهدفين نظيفين، محطماً سلسلة طويلة من عدم الفوز على البرتغال تعود لعام 2005. جاءت الأهداف الحاسمة في الشوط الأول عن طريق تروي باروت في الدقيقتين 17 و45، لتضع البرتغال في موقف حرج وتجمد طموحاتها في التأهل المباشر. كانت البرتغال بحاجة للفوز لحسم صدارة المجموعة السادسة والتأهل مباشرة إلى النهائيات التي ستستضيفها أمريكا الشمالية. إلا أن الأداء الإيرلندي المنظم والفعال، خاصة في الشوط الأول، حال دون تحقيق هذا الهدف، ليؤجل حسم مصير التأهل إلى الجولة الأخيرة من التصفيات.
حادثة الطرد التاريخية: رونالدو يغادر الملعب بالحمراء لأول مرة دولياً
لم تكن الهزيمة وحدها ما ميز هذه الليلة، بل شهدت الدقيقة 61 فصلاً درامياً غير مسبوق في مسيرة كريستيانو رونالدو الدولية. ففي لحظة توتر، اشتبك قائد البرتغال مع المدافع الإيرلندي دارا أوشي، مستخدماً مرفقه، ما استدعى تدخل حكم المباراة السويدي غلين نيبرغ الذي أشهر في البداية البطاقة الصفراء. إلا أن تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) سرعان ما تدخلت، وبعد مراجعة اللقطة، غيّر الحكم قراره ليُشهر البطاقة الحمراء المباشرة في وجه رونالدو. تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يُطرد فيها النجم البرتغالي في 226 مباراة دولية امتدت لأكثر من 22 عاماً، وهو ما يفرض عليه الغياب عن المواجهة الحاسمة المقبلة ضد أرمينيا. يأتي هذا الطرد بعد تصريحات لرونالدو أكد فيها أن مونديال 2026 سيكون الأخير له، ما يزيد من حجم الضغط والترقب حول نهاية مسيرته الدولية.
مصير التأهل المباشر على المحك: سيناريوهات معقدة تنتظر البرتغال
كانت البرتغال على بُعد خطوة واحدة من حسم تأهلها المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث كان الفوز على إيرلندا كفيلاً بتأكيد صدارتها للمجموعة السادسة. لكن الهزيمة المفاجئة أجّلت الحسم إلى الجولة الأخيرة ضد أرمينيا متذيلة الترتيب. ومع ذلك، لم يعد التأهل المباشر مضموناً بشكل كامل. ففي حال خسارة البرتغال في مباراتها الأخيرة أمام أرمينيا، وفوز المجر على إيرلندا، بعد أن تغلبت المجر على أرمينيا بهدف نظيف، فإن البطاقة المباشرة قد تضيع من البرتغال لصالح المجر. هذا السيناريو المعقد يُظهر كيف أن خطأ واحداً قد يغير مسار حملة تصفيات بأكملها، ويدفع البرتغال نحو تعقيدات الملحق الأوروبي الذي لا يرحم.
تداعيات داخلية: هل بات الضغط يلاحق رونالدو؟
قبيل هذه المباراة المصيرية، لم يوفر المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز الثناء على نجمه كريستيانو رونالدو، واصفاً إياه بـالقدوة للمجموعة نظراً لمشاركته في أكثر من 200 مباراة دولية. لكن هذا الإشادة لم تمنع حدوث اللقطة المثيرة للجدل. يعيد هذا الحادث إلى الأذهان سلوك رونالدو المثير للجدل في مباراة الذهاب ضد إيرلندا، حيث دعا الجماهير الإيرلندية للاستهجان ضده، واحتفل بهدف متأخر بطريقة استفزازية. هذه السلوكيات قد تشير إلى تصاعد الضغوط النفسية على اللاعب في المراحل الأخيرة من مسيرته، مما يؤثر على تركيزه وانضباطه داخل الملعب.
مواجهة المصير: البرتغال وأرمينيا… مفترق طرق حاسم
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآن نحو بورتو، حيث تستضيف البرتغال أرمينيا في الجولة الأخيرة من التصفيات. هذه المباراة تحولت من مجرد تحصيل حاصل محتمل إلى مفترق طرق حقيقي يحدد مصير البرتغال في التأهل المباشر، خصوصاً في ظل غياب قائد الفريق رونالدو الموقوف. سيتعين على المدرب مارتينيز إيجاد الحلول لتعويض هذا الغياب المؤثر، وضمان عدم تكرار الأخطاء التي كلفت الفريق غالياً في دبلن، لضمان بطاقة التأهل المباشر وتجنب تعقيدات الملحق الأوروبي الذي قد يحمل مفاجآت غير سارة. كما أن إصابة اللاعب نونو مينديش، وإن كانت تفاصيلها غير واضحة، قد تزيد من التحديات التي يواجهها الفريق قبل هذه المباراة الحاسمة.
ما حدث في دبلن ليس مجرد هزيمة عابرة، بل هو لحظة محورية قد تعيد تشكيل مسار المنتخب البرتغالي في تصفيات كأس العالم 2026. فبين صدمة الخسارة المفاجئة، والطرد التاريخي لقائده الأسطوري، باتت البرتغال أمام اختبار حقيقي لقدرتها على التعامل مع الضغوط. مباراة أرمينيا المقبلة لن تكون مجرد مواجهة كروية، بل ستكون امتحان إرادة وعزيمة لتأكيد مكانتها كقوة كروية عالمية، وضمان عدم تحول حلم التأهل المباشر إلى كابوس ملحق معقد.












