صلاحيات استثنائية لـ VAR في كأس العالم 2026 تثير الجدل

تتجه أنظار عالم كرة القدم نحو تغييرات جذرية محتملة في قوانين اللعبة، مع تقارير بريطانية تكشف عن دراسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح صلاحيات استثنائية لتقنية حكم الفيديو المساعد VAR خلال كأس العالم 2026. هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الأخطاء التحكيمية عبر توسيع نطاق تدخل VAR ليشمل مراجعة ركلات الزاوية والبطاقات الصفراء الثانية، في سابقة قد تعيد تشكيل كيفية إدارة المباريات الكبرى.
توسيع نطاق التدخل: ركلات الركنية والبطاقات الصفراء الثانية تحت مجهر VAR

كشفت صحيفتا التايمز والتيليغراف البريطانيتان عن تفاصيل الاقتراحات الجديدة التي تناقشها الفيفا. يتمثل التغيير الأبرز في السماح لتقنية VAR بالتدخل لمراجعة قرارات ركلات الزاوية، وهي نقطة غالبًا ما تكون مصدرًا للجدل وتؤثر بشكل مباشر على فرص التسجيل أو مجريات المباراة. بالإضافة إلى ذلك، تدرس الفيفا إمكانية مراجعة البطاقة الصفراء الثانية، ما يضمن دقة قرارات الطرد التي قد تغير مسار المباريات الحاسمة بشكل جذري. تأتي هذه الإضافات بهدف معلن وهو تقليل الأخطاء المحسوسة التي قد تؤثر على نتائج المباريات، وخاصة في الأدوار الإقصائية والنهائيات.
إصلاحات IFAB استثناءات للبطولات الكبرى لتجربة القواعد الجديدة
View this post on Instagram
لا تُعد هذه الخطوة مجرد تعديل عشوائي، بل هي جزء من إطار أوسع للإصلاحات يقودها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، الجهة المسؤولة عن قوانين اللعبة. تمنح هذه الإصلاحات البطولات الكبرى، مثل كأس العالم، القدرة على تجربة قواعد جديدة مباشرة دون الحاجة لسنوات طويلة من الاختبار في الدوريات أو البطولات الثانوية. ويؤكد المنظمون أنّ الهدف من هذه التجربة هو تحسين دقة القرارات التحكيمية على أرض الملعب، وتمكين الفيفا من تقييم التأثير العملي للقواعد الجديدة خلال أكبر البطولات الدولية، مع إمكانية تعديل أو اعتماد هذه القواعد بسرعة بناءً على نتائج التجربة.
آراء متباينة: بين تعزيز العدالة ومخاوف التأخيرات

لم يلقَ الاقتراح إجماعًا كاملاً، حيث تشير التقارير إلى وجود تحفظات في أوساط كرة القدم الأوروبية. يخشى بعض المسؤولين من أن يؤدي توسيع صلاحيات VAR إلى زيادة التأخيرات في المباريات، مما قد يؤثر على وتيرة اللعب وانسيابيته. فالمراجعات الحالية لقرارات التسلل والأهداف وركلات الجزاء تستغرق وقتًا بالفعل، وإضافة نقاط مراجعة جديدة قد تزيد من أوقات التوقف. ومع ذلك، ترى الفيفا هذه الفرصة في كأس العالم كاختبار حقيقي لتلك القواعد، معتقدة أنّ الفوائد المترتبة على تعزيز العدالة في اللعبة تفوق المخاوف المتعلقة بالوقت.
الطريق نحو القرار: اجتماع واشنطن ومارس الحاسم
View this post on Instagram
من المتوقع أن تشهد الاجتماعات القادمة للفيفا، وتحديدًا في واشنطن، مناقشات مستفيضة حول تفاصيل هذه الخطوة وتأثيراتها المحتملة. أما القرار النهائي بشأن اعتماد هذه الصلاحيات الاستثنائية، فمن المرجح أن يُتخذ خلال الاجتماع السنوي للمجلس في مارس المقبل. وتؤكد التقارير أنّ هذه التعديلات، في حال الموافقة عليها، ستكون خاصة بكأس العالم 2026 المقامة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولن يتم تطبيقها على بطولات الأندية أو الدوريات في الوقت الراهن، ما يمنح الفيفا المرونة لتقييم التجربة قبل أي تعميم محتمل.
مستقبل التحكيم في أكبر المحافل الكروية

تبقى هذه الخطوة جزءًا من سعي الفيفا المستمر لتطوير اللعبة وتحسين عدالتها. فهل ستنجح هذه الصلاحيات الاستثنائية في تحقيق التوازن المنشود بين دقة القرارات وسلاسة اللعب؟ الإجابة على هذا السؤال ستكون رهن التجربة المرتقبة في كأس العالم 2026، والتي قد ترسم ملامح مستقبل التحكيم في كرة القدم العالمية.












